للأسف لو لم تكن نشرة الأخبار حية على الهواء لقلت بأن الخبر قديم أو معاد بالخطأ، لكن للأسف الأحداث تتكرر، وهذا تفجير يمس مسجداً في نجران يقوم به شاب صغير تأثر بالفكر الداعشي وتبنى هذه العملية لخلق الكره الطائفي وترسيخ مبدأ الدم والقتل بين الناس لتشويه الإسلام وضياع المواطنة.. في الأمس حدثت نفس الجريمة في قرية «الدالوة» ثم «القديح» وجامع «العنود» وفي الأمس القريب سيهات والآن نجران.. لا يزال الوحش الإرهابي يتخبط بهمجيّته ويسير على دماء الأبرياء بعد أن انصدم بتماسك المواطنين حول قيادتهم ودفاعاً عن وطنهم ومجتمعهم.. إنها معركة الوطن والحضارة ضد الجهل والتخلف والوحشية التي جعلت شاباً يقتل ابن عمه ويكفّر مجتمعه حتى أصبح اليوم هذا الفكر المختل أكبر عدو للمملكة، وليس المخاطر الجيوسياسية المحيطة ولا حتى هبوط أسعار البترول.. لأن اللبنة الأولى في كل دولة هي وعي الإنسان وقيمة المواطنة التي يحاول هذا التخبّط تدنيسها.. المملكة تاريخ من الانتصارات في وجه التحديات.. واليوم نحن مطالبون أن نحافظ على هذا الإرث عبر مكافحة هذا الفكر في مدارسنا ومناهجنا وفي حلقات العلم والفقه.. والأهم من ذلك كله هو دور الأسرة في تعزيز وعي أبنائها بأن دم الإنسان حرام، وأن قيمة الإنسان هي بعقله وعلمه وقوة حجته، وليس ببطشه وقتله والعبث بالتفسير القرآني.. مع أن الله سبحانه كرم الإنسان بالعقل لنشر الخير والحضارة وليس الظلام جهلاً أو إرهاباً.. لمراسلة الكاتب: turki@alriyadh.net