أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس، أن بلاده لن تخوض في محادثات سياسية طويلة في فيينا إزاء إنهاء الأزمة السورية، موضحًا أن ذهاب الرياض إلى هناك، سيكون لاختبار نوايا كل من إيران وروسيا، ومعرفة ما إذا كانت هناك نية فعلية لإيجاد حل سياسي وإنهاء الأزمة السورية. وأوضح الجبير، خلال مؤتمر صحافي في الرياض جمعه مع نظيره فيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني، أن موقف السعودية لم يتغير، وأن الدول الداعمة للمعارضة السورية المعتدلة وصلت إلى قناعة بضرورة اختبار نوايا روسيا وإيران، لإيجاد حل منطقي سياسي للأزمة في سوريا. وشدد الجبير على أن الرياض لن تكون طرفًا في أي مباحثات مفتوحة تستمر لفترة طويلة، ولا تؤدي إلى نجاح في إنهاء الأزمة السورية، مؤكدًا أنه إذا وجدت السعودية والدول الداعمة للمعارضة السورية أن التقدم أمر غير وارد فلن تتم المشاركة في أي مباحثات مستقبلية إزاء الأزمة السورية. الجبير أكد أيضًا على ضرورة اختبار النوايا، وأن الرياض تتحمل مسؤوليتها في سوريا، عبر السعي دائمًا إلى إيجاد حل سياسي، وإلا فستتجه الأنظار إلى حلول أخرى، من بينها دعم المعارضة السورية المعتدلة. وجدد الجبير تأكيده على أن موقف السعودية لم يتغير، وهو قائم على مخرجات (جنيف-1)، ووجود سلطة تنفيذية انتقالية لحفظ مؤسسات الدولة العسكرية، مع عدم وجود أي دور مستقبلي لبشار الأسد، ودعم دور المعارضة السورية المعتدلة، حتى يتحقق التوازن على الأرض. وأضاف: «يشمل موقف الرياض نقل السلطة من بشار الأسد إلى السلطة الانتقالية»، مبينًا أن هناك اختلافا حول الأزمة السورية مع كل من روسيا وإيران، يشمل كيفية مغادرة بشار الأسد. ولفت وزير الخارجية السعودي إلى أن رؤية الدول الشريكة في التحالف هي اختبار نوايا موسكو وطهران حيال جديتهما في الوصول إلى حل سلمي في سوريا، مما يسرع في حل الأزمة في البلاد. وأكد الجبير ثقته التامة من مغادرة بشار الأسد للسلطة في بلاده، محملا إياه مسؤولية إدخال إيران كقوة احتلال في سوريا، وإدخال بعض الميليشيات الطائفية ومن بينها حزب الله، لاحتلال الأراضي. وبين وزير الخارجية السعودي أن الحل في سوريا واضح للغاية، وهو برحيل بشار الأسد، سواء أكانت بالطرق السياسية أو بالحلول العسكرية، والرياض سعت أخيرًا إلى الوصول إلى إجماع بأن يكون الحل في سوريا سياسيا يشمل مرحلة انتقالية من دون وجود الأسد. وشدد الجبير أنه في حال رفض طهران لأي حل سياسي، وعدم تراجعها عن وجودها العسكري، فإن الأزمة السورية ستصبح أكثر تعقيدًا. إلا أنه بدا متفائلا بأن الشعب السوري سينتصر في نهاية الأمر. وأكد الجبير على أن موقف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي إزاء الأزمة السورية موقف موحد، وأن الرياض لا تشك في نوايا أي دولة خليجية، ومن بينها عمان، في هذا المجال. وفيما يتعلق بالأزمة في اليمن، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن الحل السياسي قريب، وذلك بعد أن طرد الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من حزبه، وقال: إن الرياض تلمس تقدما في إنهاء الأزمة في اليمن، بعد تشديد قوات التحالف العربي على منع دخول الأسلحة للمتمردين باليمن، والتي من شأنها استمرار إدامة الحرب. وفيما يتعلق بموقف السعودية من إيران، جدد تأكيده على أن الرياض تعتبر إيران محور الشر في المنطقة، وأنها دولة راعية للإرهاب، وأن هذه القناعة ليست خاصة بالسعودية فحسب، بل هي في نظر مجلس الأمن، وطهران تخضع لعدد من العقوبات حاليًا. وبيّن أن إيران دولة محتلة لأراضٍ عربية، وتتدخل في شؤون المنطقة، ولها وجود في العراق، واليمن، وأن الجلوس معها هو لإبلاغها بأن الحل يكمن في رحيل بشار الأسد فورًا، لكن إذا تعصبت طهران لرأيها فإن هذا سيصعب من الأزمة. وأضاف: «المجالات لا تكون بين الدول التي توجد بينها علاقات مشتركة، إيران دولة مجاورة إسلامية ونحترم حضارتها ونسعى إلى علاقات تجارية ونتشاور معها في كل المجالات، ولكن للأسف السياسات العدوانية تأتي من إيران، وهي رعت الإرهاب في المنطقة، وحاولت أن تتدخل في الدول الحليفة، وأرسلت قوات لتحتل أجزاء من الدول العربية وتقتل الأبرياء». وتابع: «منذ عقود ندعو طهران لبناء علاقات مميزة معنا مبنية على حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وإلى الآن لم تتجاوب إيران مع تلك المبادرات ونأمل بأن تتجاوب معها، وإلى أن تقبل إيران بمبادئ حسن الجوار فإن الرياض ستضطر إلى أن تحمي مصالحها ومصالح حلفائها وشعبها». وفي سياق ذي صلة، أكد وزير الخارجية السعودي أن القضاء مستقل والسعودية تتمتع بسيادة ولا تتدخل في قضايا دول أخرى، وفيما يتعلق بقضايا المواطنين السعوديين فإنها تبحث مع السفارات شؤون المواطنين السعوديين. من جانبه، أكد فيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني، أن الموقف الروسي والإيراني فيما يتعلق بالأزمة السورية، يتمثل في وجود انتخابات رئاسية يسمح لبشار الأسد بترشيح نفسه، إلا أن لندن ترى ضرورة رحيل بشار الأسد عن السلطة، معتبرًا إياه متورطا في الأزمة ببلاده. وأشار هاموند أن اجتماعات فيينا ستبحث عن وجود مرونة كافية في الموقف الروسي والإيراني، مشددًا على أن بلاده لا تعتبر إيران حتى بعد وجود الاتفاق النووي جارا جيدا للدول، كونها تتدخل في شؤون المنطقة. وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية، أكد أن الموقف العسكري متطور، ويصل الحل العسكري إلى نهايته، وأن أبرز الأهداف تحققت، ويتم دفع المتمردين إلى طاولة المفاوضات.
مشاركة :