«إكسبو 2020 دبي».. نجاح العقل الإماراتي

  • 10/5/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«حفل افتتاح (إكسبو 2020 دبي)، يدعو للفخر، ويؤكد أن الإمارات تنظم دورةً استثنائية غير مسبوقة.. أهلاً بالعالَم على أرض المحبة والسلام والأمل.. أهلاً بالعقول التي تصنع المستقبل بالتفاعل والتواصل.. أهلاً بثقافات العالم وابتكاراته ومنجزاته.. شكراً أخي محمد بن راشد.. شكراً لكل فِرق العمل». إنها كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد على حسابه في «تويتر»، وهي تلخص بجلاء النجاح الكبير الذي يعرفه معرض «إكسبو 2020 دبي» الذي تستضيفه دولة الإمارات ضمن أول انعقاد لهذا الحدث العالمي الكبير في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، وبمشاركة 192 دولة من مختلف أنحاء العالم. وهو المعرض الأكبر والأعرق من نوعه في العالم، والذي يستمر ستة أشهر ويقوم على ثلاثة محاور: «الاستدامة» و«التنقل» و«الفرص»، من أجل رسم ملامح مستقبل العالم عبر حوار ثقافي وإبداعي هدفه تقديم الحلول والابتكارات والأفكار التي تعين على تحقيق طموحات شعوبه وإيجاد آليات أكثر كفاءةً لتفعيل العمل المشترك نحو غد أفضل للجميع. وقد تم بناء موقع «إكسبو» من الصفر على مساحة تتجاوز أربعة كيلومترات مربّعة. ويستهدف المعرض جذب أكثر من 25 مليون زائر خلال فترة انعقاده. ولا غرو أن هذه الدورة التي تنظَّم في دبي تعكس درجةَ التطور في أنظمة الخدمات والبنى التحتية التي استطاعت دولة الإمارات تحقيقها في زمن قياسي، فحققت بفضل العقل الإماراتي المتنور المعجزةَ التنموية، وذلك من خلال الاستثمار في العنصر البشري. فلا يمكن تخيل إقامة هذا المعرض إلا في دولة تتوفر على بنيات تحتية وإمكانات لوجستية قوية جداً ومتطورة للغاية، إضافة إلى رؤية استراتيجية متقدمة للمعرض بوصفه منصةً عالمية للعقول والمواهب. وشعار إكسبو 2020 دبي «تواصل العقول وصنع المستقبل» هو التعبير عما وصلت إليه دولة الإمارات بفضل الاستثمار الناجح في العقول والتوفر على رؤية استراتيجية تنموية لمستقبل العالم. وإذا سبرنا أغوار حركية تاريخ دولة الإمارات، وتأملنا في الظواهر الاجتماعية والأسباب التي تتحكم فيها، ونظرنا إلى المسائل السياسية في حركتها المديدة الفاعلة في العمق، فسنكتشف عبقرية أناس استثمروا بذكاء في البناء وفي العقول منذ الوهلة الأولى، أي منذ نشأة الدولة الحديثة. لقد كان تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971 نقطة حاسمة في حياة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث كان على مستوى تحدي المهمة التاريخية. لقد كان خير الناس هو المبدأ الذي عمل من أجله، وكان دائم اليقظة إزاء الاحتياجات الحقيقية للأسر والأطفال. وقد نجحت قيادة الإمارات في التمسك بمبادئ الشيخ زايد على جميع المستويات. وتعرف الدولة بشهادة الخاص والعام تطوراً وتقدماً مستمرين وفقاً لمبادئ المؤسس وسيراً على نهجه العقلاني، تلبيةً لاحتياجات الأجيال الجديدة. وكلها مبنية على العدل والتوافق والإيثار والمصلحة العليا.. وهي قواعد الحكم الرشيد. كما إن من أهم المحطات التي يشهد بها التاريخ لقيادة دولة الإمارات العناية بقضايا السلام وبتحقيق الوفاق والمصالحة وتجذير الثقة بين الشعوب في المنطقة وسائر أنحاء العالم، والثقة هي الأساس المحرك في هذا كله، والتي لن يتمكن مشروع سياسي من النجاح إلا بالاستناد إليها، ولا يمكن أن تتعزز إلا إذا شعر كل إنسان بأن دولته تعتمد عليه، وتثبت معه ركائز عقد وثيق بين الدولة والمجتمع، وتقوي تماسك اللحمة الداخلية من مؤسسات وغيرها.. فهنيئاً لدولة الإمارات بانطلاق «إكسبو 2020 دبي»، وهنيئاً للعقل الإماراتي بهذا النجاح. د. عبد الحق عزوزي* *أكاديمي مغربي

مشاركة :