كشف باحث روسي عن الأسباب الكامنة وراء موجة الاستقالات الكبيرة بين كبار ضباط الجيش التركي، وتساءل: ماذا قال الرئيس فلاديمير بوتين لنظيره التركي رجب طيب أردوغان، أثناء زيارته لروسيا الأسبوع الماضي، حتى استقال 5 جنرالات و600 عقيد من الجيش التركي؟ وقال أليكسي سيتنيكوف: يسعى كبار الجنرالات المسؤولين عن العمليات العسكرية التركية في سوريا إلى الاستقالة وسط تصاعد التوترات في إدلب، ما يثير تساؤلات حول سياسة أنقرة في سوريا، وهذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه متين غوركان في مجلة المونيتور «نبض تركيا». ويستحق رأيه اهتماما خاصا، على الأقل لأنه أحد مؤسسي الحزب السياسي الجديد «الديمقراطية والتقدم»، وعمل أيضا في أفغانستان وكازاخستان وقيرغيزستان والعراق كمستشار عسكري تركي من 2002 إلى 2008. باختصار، إنه شخص مطلع، والأهم من ذلك أنه مستقل عن رئيس تركيا الحالي. للوهلة الأولى، يبدو الأمر أشبه بالتطهير الذي جرى على خلفية «الانقلاب»، عندما تم اعتقال مئات الضباط واستقالة حوالي 120 طيارا مقاتلاً. ولكن الاستقالة الجماعية لكبار الضباط الآن لا ترتبط بمحاولة الاستيلاء على السلطة، وبحسب المعلق في المونيتور، فإن «طلبات الاستقالة المفاجئة من جنرالات ذوي خبرة واسعة وسيرة مهنية رائعة مؤهلة لترقيتهم أمر غير مألوف في التقاليد العميقة الجذور للجيش التركي، وخاصة في ذروة المهام الحاسمة». ويضيف «أليكسي سيتنيكوف»ن في تحليل نشرته صحيفة «سفوبودنايا بريسا» الروسية، إن مجلة المونيتور«نبض تركيا»، كشفت أن الرئيس بوتين طلب من أردوغان إزالة ستة مواقع للجنود الأتراك، وإلا فسوف يواجهون فيها موتا محققا. الحديث يدور عن المنطقة الواقعة بين إدلب وسراقب شرقي المحافظة، الأمر الذي سيمهد الطريق لقوات الأسد لمهاجمة إدلب وتحريرها لاحقا..وهذه الخطوة تعني أن موسكو لم تعد ترى حاجة إلى التعاون مع تركيا في إدلب. وتابع الباحث الروسي: بعد عودة أردوغان، لم يتغير الوضع بخصوص الاستقالة الجماعية لكبار الضباط الأتراك، وهو ما يعني، بشكل غير مباشر، أن الطرفين لم يتفقا. الهجوم السوري على إدلب مؤجل في أحسن الأحوال، وكذلك سحق الجيش التركي في سوريا. ويبدو أن هذا صحيح، لأن استقالة الجنرالات والعقداء يمكن تفسيرها كمحاولة لحماية النفس من ملاحقة قضائية على الهزيمة القادمة.
مشاركة :