اختتمت بفضاء القصبة الرائق بمحافظة الكاف التونسية الفعالية الوطنية للشعر "سيكا الشعر" و ذلك يوم الأحد 3 أكتوبر/تشرين الاول حيث أشار المندوب الجهوي للثقافة بالجهة نعمان الحباسي الى قيمة التظاهرة في جمع شمل أهل الشعر والنقد والأدب والفنون في الالتقاء حول سحر الكلام والشعر. ونوه بالحضور والمشاركين من شعراء الكاف ومن ضيوف الكاف من شعراء الوطن المدعوين. وتحدث منسق الدورة الشاعر بوبكر عموري عن نجاح الدورة مشددا على قيمة جهود الهيئة المنظمة في العمل على ذلك ومشيدا بدور المندوب الثقافي في السهر على توفير اسباب نجاح هذه الفعالية التي انتظمت خلال ثلاثة أيام في لفتة تكريمية اعتبارية كرمت الدورة الشاعر الفقيد علالة الحواشي من خلال تسليم عائلته درع الدورة. وكانت هناك كلمات مؤثرة عنه قيلت بالمناسبة ومنها ما تلته شقيقته الشاعرة زهرة الحواشي.. فعالية جمعت بين الشعر والنقد والموسيقى حيث قدم الفنان سامي درباز عددا من المعزوفات المرافقة لقراءات الشعراء وسهرات فنية أبدع خلالها كفنان موهوب وعارف بالموسيقى وتفاصيلها ولديه عديد المشاريع الفنية والأعمال الموسيقية. و قد كانت له لقاءات مع الشعراء الذين تعرفوا الى تجربته المميزة.. وكانت فعالية في سياق عودة الأنشطة والفعاليات الثقافية تدريجيا نظمتها المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بادارة نعمان الحباسي في دورة ثانية وكرمت التظاهرة الشعرية والأدبية "أيام سيكا الشعرية" ابناء الجهة الشاعرة سيدة عشتار والشاعر نورالدين بن يمينة الى جانب الشاعر احمد شاكر بن ضية مدير بيت الشعر والقصاص رئيس تحرير مجلة الحياة الثقافية يونس السلطاني لجهودهم الثقافية وابداعاتهم. واستمع الشعراء وضيوف المهرجان وأحباء الشعر والأدب وجمهور الفعاليات عموما الى بانوراما شعرية عبرت عن تنوع وتعدد في التعاطي مع فنون الشعر وتلويناته الابداعية والجمالية...هي سيكا الشعرية وقد تمت بمشاركة عدد من الشعراء التونسيين ومنهم بالخصوص شعراء الجهة مثل الشاعرة حنان علوي التي عبرت في قراءتها الشعرية عن هموم وشؤون وشجون الناس في هذا الحيز اليومي من الانتظارات. وكانت قراءتها وفق تخيرها لكتابة شعرية مخصوصة وهي الشعر العامي الذي له امتدادات في الكاف وهي شاعرة لها سحر العبارة وألق القول وجمال الآداء والالقاء وهي تعد بالكثير . وسافر الشاعر حسين العوري بالحاضرين في قصائد رائقة الى الينابيع الى اللاس البلدة المعروفة بالكاف موطنه وفي صور شعرية. ولغة محبذة الشاعر عماد الزغلامي صاحب المجاميع الشعرية والمشاركات المتنوعة في المشهد الشعري أمتع الحاضرين بفيض دفقه الشعري وعمق نصوصه و قراءته المفعمة بالجمال. نورالدين بن يمينة شاعر من منتصف الثمانينات وهو من هيئة التظاهرة كان كعادته أنيقا رشيقا بشوشا قرأ أشعاره الجميلة بكثير من الوجد والعمق والبهاء. محبوبة الخماسي بقصائدها التي عبرت من خلالها عن ذاتها وما يعتمل فيها من رومانسية وفرح وهي تعد لكتاب يحوي نصوص الشعر التي ألقيت في الدورة وذلك بدعم من المهرجان وهذا عمل توثيقي مهم لذاكرة المهرجان. مراد الخضراوي هذا الدارس للشعر والناقد من خلال كتاباته ومنها تناوله لتجارب من الجهة في الشعر كان رائقا كعادته وهو من هيئة الفعالية. وليد هذا الشاعر الطبيب كان مميزا في قراءاته الشعرية وبحضوره وحفاوته تجاه الضيوف وهو من هيئة المهرجان...الى غير ذلك من جماعة "سيكا الشعرية" حضورا واعدادا وابداعا شعريا. وتعددت قراءات الشعراء الضيوف خلال الدورة لنذكر مثلا ابداعات الشاعرة جهاد المثناني في قصائدها المفعمة بشعرية باذخة بينة في صورها ولغتها وتخييلها. الشاعرة ايمان حسيون قرأت شعرها المميز بلغته وصوره وايقاعه الهادئ وتفاصيله في ضرب من بذخ الفن الشعري. و زهرة الحواشي التي قرات قصائدها بالعربية الفصحى بالعامية وباللغة الفرنسية وهي موزعة على الذات و شجنها وفي تداعيات جميلة وتنهل من الينابيع. رياض الشرايطي في قصائده التي اشتغلت على التكثيف وعنصر المخاتلة ووفق نمط شعري عرف به وسليم دولة المسافر في الشعر وفق سردية عالية شدت الجمهور بسحر تداعياتها وشجنها وألق تفاصيلها. الشاعر سليل الجريد خير الدين الشابي الذي فاضت قصائده الجميلة بشجنها وايقاعاتها وتنوع التناول في واقع متغير بشؤونه وشجونه. سونيا عبداللطيف التي كانت قصائدها مسافرة في عوالم الشعر في جمالها وشجنها قولها الرائق. نعيمة المديوني التي تأخذ الكتابة الى متاهات ذاتها في رومانسية وفق خواطر وقصائدة متعددة.. و هذا الى جانب شعراء آخرين تميزوا في هذه الدورة. كما تم تكريم الشاعر والاعلامي الذي حضر في اليوم الثاني للفعالية وهو المنصف الكريمي... هذاالاحتفاء بالشعر يشير اليه المندوب الثقافي قائلا "هو أن نشرّع أرواحنا لفيض الأحاسيس وزخم المشاعر والتداعيات ونستجيب لنداءات خفية منبعها قلوبنا العامرة بالحس والبهاء في انزياح جمالي فريد حدّ الثمالة والتوهج ونفرد نفوسنا مساحات من التبتل الوجداني المهيب في حضرة الحروف والكلمات ممّا يجعل من ذواتنا خلائق متشبّعة بضيوف الإبداع راجلة في سفر من الوجود والانعتاق ولكل ذلك ينطبع الشعر في اختلاف تفاصيلنا ويظلّ عنوانا لماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ويفتح أحلامنا على بوابات العمر حتي يصير الشعر بهذا المعنى رافدا للحياة بل هو الحياة في عمقها وكينونتها الخالدة تتراءى فيه تجلياتها وإرهاصاتها وتدافعها ممّا يجعل احتفال سيكا الشعرية قطعا احتفالا بالحياة وصناع الحياة ". وتناغما مع هذا الهدف والتوجّه افتتحت التظاهرة في يومها الاول وفي فضاء البازليك الاثري بمدينة الكاف بالنشيد الوطني وبعد ذلك انتظمت أصبوحة شعرية أولى أدارها الاستاذ مراد خضراوي وتخللها تكريم الشاعر نورالدين بن يمينة والشاعرة عشتار بن علي وتداول على مصدح القراءات الشاعرتين سونيا عبداللطيف وخديجة ماجد والشعراء ،شمس الدين العوني، وعادل الهمامي. وفي الفترة المسائية من اليوم الاول وبفضاء المركز الثقافي "الهادي الزغلامي" بالكاف المدينة تم عرض شريط سينمائي وانتظمت أمسية شعرية أتتها صالون نعيمة المديوني الادبي وتخللها تقديم مجموعة من المعزوفات والغناء مع الثنائي عبدالرؤوف الهداوي وسامي دريز. ويوم 2 اكتوبر/تشرين الاول كان الموعد بفضاء البازليك الاثري مع أصبوحة شعرية أدارها الشاعر نورالدين بن يمينة وأثثها الشعراء سليم دولة،خير الدين الشابي، رياض الشرايطي والشاعرة جهاد المثناني. وكان الموعد في مساء اليوم ذاته وبفضاء المركز الثقافي "الهادي الزغلامي"مع أمسية خاصة بشعراء "سيكا"أي شعراء جهة الكاف وسهرة فنية للثنائي عبدالرؤوف الهداوي وسامي دريز. واختتمت التظاهرة يوم 3 اكتوبر/تشرين الاول بفضاء البازليك الاثري من خلال الاحتفاء بأصحاب الاصدارات الجديدة لمبدعي جهة الكاف مع فقراءات شعرية حرّة وصولا الى الاختتام بتكريم كل المشاركين والمشاركات في انجاح هذه التظاهرة التي انتظمت بصفة مباشرة وسط حضور مضبوط وفق البروتوكولات الصحية. وتم بثها افتراضيا لتمكين أحبّاء الشعر من متابعتها ....هكذا هي الكاف بين جبالها العالية تنصت للشعراء ..بل للشعر القادم من أمكنة متعددة حيث المجال الشاسع للكلام الجميل.. الشعر لون حياة وعبارات وجد ونواح خافت زمن الضجيج.
مشاركة :