يسبر الكتاب الأمني الجديد "جريمة التحرش الجنسي عبر شبكة الانترنت" للواء الدكتور سعد معن وبالإشتراك مع النقيب بلال عبدالرحمن أغوار عالم الجريمة الالكترونية وعلاقتها بالتحرش والاعتداءات الجنسية التي أصبحت ظاهرة خطيرة تنجم عنها أمراض اجتماعية وقيمية، إتخذت من شبكة الانترنت التي غزت بيوت العراقيين وعموم المجتمع الدولي وسيلة لها في ارتكاب مختلف أنواع الجرائم، لكن الإعتداءات والتحرش الجنسي هو أبرز نتائجها الكارثية على المجتمع العراقي الذي تسوده قيم وتقاليد راسخة. واذا بالانترنت وهو يدخل كل بيت ليكون إحدى وسائل تهديد حريات البشر، وخاصة الفتيات والنساء لتكون ضحايا جرائم إستهداف الكتروني متنوع الأشكال والمضامين. ويؤكد الباحثان عند عرض فصول الكتاب الثلاثة أن جريمة التحرش الجنسي الالكتروني تختلف عن جريمة التحرش التقليدية في أن مسرح الجريمة الالكترونية افتراضي يكتنفه الغموض والتخفي، وتختلف أدلته عن الادلة الملموسة في مسرح الجريمة التقليدية وتحدد الجريمة الالكترونية نقاط الاتصال والتكنولوجيا الرقمية. وتضمن الفصل الأول الإطار المفاهيمي لجريمة التحرش الجنسي الالكتروني، بينما إعتمد الفصل الثاني على الإطار القانوني لجريمة التحرش الجنسي الالكتروني، في حين تطرق الفصل الثالث الى بيان المسؤولية الجنائية لجرمة التحرش الجنسي الالكتروني. وتضمن الكتاب مقترحات موضوعية لمواجهة مخاطر هذه الظاهرة، لكن الخشية من قانون العقوبات الذي يعنى بالجريمة الالكترونية أنه قد يعد انتهاكا لحرية التعبير، وتجاوزا لحق الفرد في الاتصال واستخدام ما يراه من الاجهزة والمعدات الفنية، لكنه بالمقابل ينبغي عليه أن لا يسيء إستخدام وسائله في الاعتداء على حريات الاخرين او معتقداتهم أو ما يرونه مخالفا للعرف العام. وما أن تقلب فصول الكتاب ومضامينه المتعددة وغلافه الأنيق، حتى تجد أن كتاب "جريمة التحرش الجنسي عبر شبكةَ الانترنت" هو أول محاولة بحثية من هذا النوع ترصد ظاهرة التحرش الجنسي الالكتروني، كما تعد إحدى الاصدارات الأمنية العراقية الحديثة للواء الدكتور سعد معن التي حققت نجاحات كبيرة في مجال الإعلام الامني ورصد الظواهر السلوكية والنادرة في مجال البحث الاكاديمي الأمني، بعد سلسلة كتب أمنية أصدرها لخدمة مهام ضباط الأمن ومن يهتمون بشؤون الجريمة المجتمعية وسبل مواجهتها. كما يمثل الكتاب بحد ذاته إحدى اختصاصات الشرطة المجتمعية وجهاز وزارة الداخلية المهتمة بالأمن الداخلي وسبل مواجهة الجريمة، والعمل على وأدها ، قبل أن تستفحل آثارها على شابات المستقبل وبخاصة ممن هن في مقتبل العمر، واذا بهن يقعن ضحايا لمن تسول لهم أنفسهم المريضة إصطيادهن للايقاع بهن. وتنجم عن تلك الممارسات ظواهر خطيرة تمس أمن المجتمع والعائلة العراقية وتعرضها لمخاطر تشويه السمعة والأضرار بمستقبلها. وحضر حفل توقيع الكتاب في نادي الصيد العراقي عدد كبير من الشخصيات الثقافية والأمنية وباحثين من مختلف الإختصاصات، الذين عبروا عن تثمينهم وتقديرهم لتلك المبادرة العلمية الأمنية، التي تتعلق ببحوث تختص بأمن المجتمع والتهديدات التي يواجهها، وأهميتها في مكافحة الحالات والظواهر الدخيلة على المجتمع العراقي وغيره من المجتمعات، وكيفية إنقاذ النساء والشابات من محاولات البعض للاعتداء عليهن، من شباب متمرسين في الجريمة الالكترونية وتهديدهن بدفع أموال أو التهديد بفضح ممارساتهن معهن أو مع آخرين، إن لم يدفعن لهم المبالغ الباهضة التي يطلبونها. ونحن إذ نبارك لتلك الشخصية الإعلامية الأمنية سعد معن وضباط آخرين، مبادرتهم في تطوير البحث العلمي والاكاديمي الأمني، فإننا نأمل أن يحذو الباحثين في مختلف الإختصاصات في رصد تلك الظواهر الإجتماعية الخطيرة على أمن مجتمعنا في بحوثهم المستقبلية، وبخاصة طلبة الدراسات العليا والدورات الأمنية المتقدمة للخروج بتوصيات تضع حدا لتلك المظاهر، وتؤشر للرأي العام مخاطر إنتشار تلك السلوكيات، وكيف يكون بامكان العائلة العراقية والجهات الأمنية أن تسهم في عدم وقوع نسائها وبناتها ضحايا لمثل تلك الإعتداءات الغريبة على مجتمعنا، وهي تتطلب وقفة جادة لتأشير مخاطرها على المدى البعيد.
مشاركة :