مع ازدياد العولمة في العالم بأسره وانتشار الأجهزة الالكترونية المختلفة بصورها الذكية ظهرت على الساحة جرائم مرتبطة بها ولطالما كان الحديث حولها مرتبطا بتعريفها وبحماية المجني عليه والضحية ولكن سنسلط بحديثنا اليوم الضوء على المعتدي بتلك الجرائم، من هو وكيف يستغل ضحيته وما الأشكال التي يتخذها للانقضاض على فريسته وكيف نحد من أفعاله؟ المعتدي هو كل شخص يستغل طفولة وسذاجة الضحية التي لم يتجاوز عمرها السادسة عن طريق الشبكة العنكبوتية، حيث أثبتت الدراسات أن الفئة المستهدفة ما بين ست سنوات إلى اثنتي عشرة سنة. ولكن مع انتشار تلك الأجهزة أصبح عمر الضحية يصل أحيانًا إلى أقل من تلك الفئة العمرية، فيستغل المعتدي المثقف والخبير بتلك الأجهزة تلك الفئة لحبها وشغفها بالتطور التكنولوجي عن طريق إشعارهم بالراحة والطمأنينة بأن ما يقومون به من أفعال نحو: تصوير أجسامهم بوضعيات جنسية مختلفة، وأن ذلك شيء مقبول وطبيعي بالمجتمع. ويتم ذلك عن طريق دخولهم غرف الدردشة المختلفة واستغلال البرامج المشابهة لها للحديث معهم بشان حياتهم الشخصية وأصدقائهم ومحيطهم العائلي فيستغل تفكيرهم ويوهمهم بأنه هو الوحيد القادر على حمايتهم والاحتفاظ بأسرارهم بمنأى عن عائلاتهم وما أن يقوم المعتدي بغزل شباكه حول الضحية لا يترك له المجال لكي يتحرك بحرية حيث يبدأ بتهديده بتلك الصور والمقاطع الشخصية عن طريق نشرها بالمواقع المختلفة بدول العالم وبالتالي يؤثر ذلك على حياتهم الشخصية وأحيانًا يقوم بعضهم بالانتحار خوفا من الفضيحة. والهدف الأساسي من تلك الأفعال أن يلتقي بالضحية ليتحرش بها جنسيًا بشكل فعلي أو عن طريق إعادة تصويره بمواضع جنسية أو إعادة إرساله للمقاطع والصور الخاصة به عبر المواقع المختلفة بدول العالم حيث تنتهك خصوصيته كلما تم مشاهدة صوره عن طريق الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، وذلك بهدف إشباع غريزته. ومن الضروري أن تسعى المجتمعات للتفكير في هذه الظاهرة والحد منها بالسبل المختلفة مثل: نشر التوعية بالمدارس المختلفة حول آثار وتبعات تلك الجرائم على الأطفال وتوعية الوالدين حول أهمية مراقبة أبنائهم وتأكدهم من الأجهزة الخاصة بهم وإيجاد السبل المختلفة والمتنوعة من قبل المشرعين لحماية الضحايا عبر التشريعات المختلفة للحد من تلك الظاهرة والتعاون مع المجتمع الدولي للوصول إلى المعتدي. رئيسة النيابة في النيابة العامة
مشاركة :