قالت مصادر مقربة من "أوبك+" إن قرار المجموعة التمسك بخطة لزيادة إنتاج النفط باعتدال وبالتدريج، على الرغم من ارتفاع الأسعار لأعلى مستوياتها منذ أعوام، يرجع لأسباب منها مخاوف تراجع الطلب والأسعار. ووفقا لـ"رويترز"، تبنت "أوبك+" تخفيضات قياسية في الإنتاج بلغت نحو عشرة ملايين برميل يوميا في نيسان (أبريل) 2020 أي نحو 10 في المائة، من الإنتاج العالمي بعد أن شلت القيود المفروضة على مستوى العالم لاحتواء الجائحة الطلب على النفط وأضرت بشدة بالأسعار. وقال أحد مندوبي "أوبك+"، الذي طلب عدم الكشف عن هويته "الكل سعيد" بمستويات أسعار النفط الحالية. وأفادت المصادر بأن المجموعة كانت تدرس زيادة كبيرة تبلغ 800 ألف برميل يوميا، أي ما يعادل نحو 1 في المائة، من الإنتاج العالمي، قبل اجتماع الإثنين، لكن بحلول صباح الإثنين تغيرت الإشارات، التي أرسلتها مصادر من "أوبك+" قبيل الاجتماع، الذي عقد عن بعد في وقت لاحق من هذا اليوم. وأصبحت النتيجة الأكثر ترجيحا هي أن تتمسك "أوبك+" بالخطة الراهنة لزيادة الإنتاج 400 ألف برميل يوميا. وأوضح مصدر من "أوبك+" في توضيحه لسبب عدم زيادة الإنتاج بدرجة أكبر "بسبب الدروس السابقة، أصبحت أوبك أكثر حذرا لأن أي قرار متسرع يمكن أن يؤدي إلى انخفاض حاد في أسعار النفط". وقالت المصادر إن "أوبك+" تضع في حسبانها احتمال أن تتخلى الأسعار عن مكاسبها بالسرعة نفسها التي حققتها بها، فهذا ما حدث في 2018 عندما هبط سعر خام برنت من مستوى أعلى من 85 دولارا في تشرين الأول (أكتوبر) إلى أقل من 50 دولارا بحلول نهاية العام. وأبدى بعض أعضاء المجموعة مخاوفهم كذلك من أن أي زيادة إضافية في الإنتاج قد تخل بتوازن السوق في العام المقبل، الذي تتوقع "أوبك+" أن يشهد فائضا في العرض، وتخشى من تكون مخزونات تزيد على متوسط خمسة أعوام في النصف الثاني من العام. وارتفع سعر النفط متجاوزا 81 دولارا للبرميل بعد اجتماع الإثنين، الذي أعلن التمسك بخطة الإنتاج القائمة، وواصل ارتفاعه بعد ذلك ليصل إلى نحو 84 دولارا الأربعاء. والدخل الإضافي الذي ستحققه دول "أوبك" سيساعدها على تجاوز ألم انهيار الأسعار في العام الماضي، وحققت "أوبك" إيرادات 321 مليار دولار من صادرات النفط في 2020 بانخفاض 43 في المائة عن مستواها في 2019 استنادا إلى التقرير الإحصائي السنوي لـ"أوبك". وقال إحسان عبد الجبار، وزير النفط العراقي، إن العراق الذي يبلغ عدد سكانه نحو 40 مليون نسمة، ويعتمد على النفط في نحو 85 في المائة من إيراداته يأمل في أن يصل سعر البرميل إلى 120 دولارا، لكنه تابع في منتدى إنرجي إنتليجنس أمس الأول، أن سعر النفط بين 75 و80 دولارا للبرميل يعد عادلا للمستهلكين والمنتجين على حد سواء.
مشاركة :