Ⅶاستوقفني حديث خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، خلال لقائه الزملاء رؤساء تحرير الصحف السعودية، والكتاب والمثقفين في الشقيقة الكبرى، على تشجيع الحرية المسؤولة في النقد والكتابة، ورصد العيوب، وإدراك المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم، مشدّداً على سياسة الباب المفتوح، وقال مخاطباً رحم الله من أهدى إليّ عيوبي، يكتبون في الإعلام، فليكتب من يكتب، وأي شيء ترون له أهميته، فأهلاً وسهلاً، التلفون مفتوح، والأذن مفتوحة، والمجالس مفتوحة. وقال: يجب أن يكون إعلامنا دائماً كما نحن سائرون، على نهج الكتاب والسنة، الذي قامت عليه هذه الدولة. Ⅶكلمات وآراء قيمة من شخصية هامة تخصنا جميعاً، حفظ الله قادتنا الذين يؤمنون بأهمية دور كتاب الرأي، فالصحافة هي السلطة الرابعة، وهي مؤثرة في الحياة، ولها أبعادها الوطنية لأي فرد بالمجتمع، وحتى لا نذهب بعيداً عن الرياضة، نتوقف عند بعض الحالات التي مرت عليّ كصحافي طيلة الفترة الماضية، فقد كنت شاهداً على كثير من المواقف الرياضية، التي كانت تخص واقعنا المحلي والخليجي، ولا بد أن نكشف هذه الحقائق الغائبة عن الكثيرين، الذين يرون أن الإعلام والصحافة يستهدف الأشخاص بمزاجية الكاتب، دون مراعاة، وأقول لهم بإن الكتابة مسؤولية كبيرة، يتحملها صاحب المقال والرأي والعمود، لأن المسميات تعددت، وأصبحت الكتابة اليوم غير زمان، من حيث التقنية العالية في أدوات الكتابة، حيث كانت الكتابة قديماً على الورق، وتمسح وتشطب، أما اليوم، فبضغطة أصبع واحدة تجري تعديلاً، بل إن أحياناً، هذه التقنية تقوم بتعديل ما تكتبه من نصوص تحريرية. Ⅶأتذكر بعض الحقائق على الصعيد الرياضي، والكروي خاصة، ففي عام 90، عندما شاركنا بكأس الخليج العربي العاشرة لكرة القدم في الكويت، والتي تعرضنا فيها لهزائم غير متوقعة، بعد أن اضطررنا لتغيير مشاركة المنتخب الأول الذي تأهل لأول مرة إلى مونديال إيطاليا، وبعد ضغوط الأشقاء هناك، وعلى رأسهم الشهيد فهد الأحمد، رحمه الله، طلب من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، المساهمة بنجاح البطولة، بعد انسحاب السعودية الشهير، فما كان من بوسلطان، إلا أن استجاب لطلب بو أحمد، وقام بإصدار توجيهاته بالمشاركة بالمنتخب الأول، وهذه قصة كتبتها كثيراً، ولكن ما نريد أن نصل إليه، هو أننا بعد الخسارة الثقيلة أمام الكويت، جلس رئيس اتحاد الكرة، حمدان، مع اللاعبين في لقاء خاص، بعيداً عن الإداريين، ليستمع ماذا جرى، فتحدث الكل بمنتهى الصدق، فقد قال الرئيس لهم، قولوا لي ما لديكم، لكي نتعرف إلى أخطائنا. Ⅶوفي واقعة أخرى في مرحلة الثمانينيات، كان الشيخ مانع بن خليفة، حريصاً كل الحرص على أن يلتقي بالصحافيين يومياً صباحاً بمكتبه بنادي النصر بدبي، ليناقش معهم كل التطورات والمستجدات في جلسة حوار مشتركة، الهدف هو أن نأخذ ما يخدمنا. Ⅶوأختتم في الكويت، الملتهبة هذه الأيام، كان الشهيد فهد الأحمد، أكثر الشخصيات صداقة بالصحافيين، فكان قريباً منهم، يجالسهم ويتحدث معهم، ويجادلون ويختلفون معه، فأحبهم وأحبوه، بل إنه أصدر صحيفة الجماهير، وكتب فيها مقالات سياسية مؤثرة. أريد أن أبين مدى أهمية الكلمة، والتأثير في كل القضايا المصيرية المشتركة، خاصة أصحاب الرأي، فكلنا نعمل في إطار هدف واحد، فالكتابة والثقافة ليست مشاركة في الفعاليات والبرامج الإعلامية فحسب، وإنما هي رهان على بناء الإنسان وتوعيته، ليكون سنداً لوطنه في كل موقع.. والله من وراء القصد.
مشاركة :