باتت جزر فرسان تشكل وجهة سياحية فريدة، وإحدى أهم المناطق التي يحرص السياح على زيارتها والاستمتاع بتجارب فريدة فيها، سواء من داخل المملكة أو خارجها، وذلك بعد الاهتمام والتطوير الكبير الذي حظيت به في السنوات الأخيرة بدعم من حكومتنا الرشيدة أيدها الله، لتحقق هذه المنطقة الفريدة إنجازًا بعد تسجيلها في قائمة «الإنسان والمحيط الحيوي» أحد برامج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو». تقع جزر فرسان وهي أرخبيل يضم أكثر من 84 جزيرة مرجانية أغلبها خالية من السكان، في القسم الجنوبي الشّرقي للبحر الأحمر، وعلى بعد حوالي 42 كيلومترًا من ساحل مدينة جازان (جنوب غرب المملكة العربية السعودية)، وبعض هذه الجزر مأهول وأكبرها جزيرة فرسان الكبيرة، والسقيد (فرسان الصغرى) وقماح، وهي الجزر الآهلة بالسّكان الّذين يعمل غالبيّتهم في صيد الأسماك وزراعة الدّخن والذّرة. وتتألّف جزر فرسان من مسطّحات من الأحجار الجيريّة الشّعابيّة, يتراوح متوسّط ارتفاعها عن سطح البحر بين 10 و20 مترًا وقد يصل إلى 40 مترًا، أما أقصى ارتفاع فهو 75 مترًا حيث تسمى هذه المرتفعات محلّيًا بالجبال، وهناك عدد من الأودية القصيرة التّي تنتهي إلى البحر، أما السّواحل فمغطاة برمال كلسيّة بيضاء نتجت عن تحطّم الشّعاب المرجانيّة والأصداف البحريّة. وتُعدّ جزر فرسان الكبرى أكبر جزر هذا الأرخبيل، وتضمّ مقرّ محافظة فرسان والإدارات الحكومية الأخرى، إضافة إلى عدد من الفنادق والشقق المفروشة والأسواق والمحلات التجارية، وميناء فرسان الذي يعد نقطة الوصول الأولى لجميع الجزر، علمًا أن الانتقال من ميناء جازان إلى فرسان يتمّ عن طريق العبارة أو التاكسي البحري أو قارب خاص. وتتميّز جزر فرسان التي يُرجّح عمرها بثلاثة ملايين عام بطبيعة خلاّبة حيث مسطحات من الأحجار الجيرية الشعابية التي لا ترتفع عن سطح البحر بأكثر من 20 مترًا في المتوسط. تجارب الغوص والغطس البحري جزر فرسان تعد من بين الوجهات الثرية بالتجارب البحرية السياحية، حيث تتميز بأمواجها المتكسّرة على الشواطئ البيضاء، وُتعد من أهم مواقع الغوص السعودية؛ وهو ما يمنح عشاق الغطس والغوص معًا فرصة سانحة للاستمتاع بتجربتهم السياحية والوصول إلى عمقها المرجاني، واختبار هذه التجربة الرائعة التي ستُخرج مريديها من تحت الماء مندهشين من جمال المرجان والأسماك الملوّنة. وأرخبيل «فرسان» هو عبارة عن محمية بحرية تحتوي على أكثر من 230 نوعًا من الأسماك، وتتميز باحتوائها على العديد من الأحياء الفطرية المهددة بالانقراض، كالسلحفاة الخضراء والسلحفاة صقرية المنقار، وعرائس البحر والدلافين، وبعض أنواع الحيتان وأسماك القرش. ويمكن لزوار الأرخبيل خوض تجربة غوص لا تنسى والاختيار بين نوعين: - الغطس عند الشاطئ: ويكون عادة عند شاطئي «صير» و»الحصيص»، وتبلغ تكلفة المغامرة للشخص الواحد ما يقرب من 250 ريالًا شاملة المعدات اللازمة، فيما لا يتجاوز عمق الغطس هنا سقف عشرة أمتار وما دون ذلك. - غوص القارب: وهو الأكثر طلبًا من قبل الأفراد ومجموعات الأصدقاء، ويبدأ من السابعة صباحًا حتى الثالثة مساء، وتفضل المكاتب السياحية ومراكز الغوص أن يكون في جزيرتي «دمسك» و»قماح»، وتبلغ قيمة المغامرة للفرد الواحد نحو 425 ريالًا شاملة المعدات ووجبتي الإفطار والغداء والمرطبات والوجبات الخفيفة. وعمق الغوص في هذه التجربة لا يتجاوز في حده الأقصى 30 مترًا، ويستمر ثلاث ساعات متقطعة، حتى لا يصاب المغامرون بالإرهاق، والشريحة العمرية في كلتا التجربتين تتراوح ما بين 18 عامًا و55 عامًا. ولخوض غمار تجربة الغوص أو الغطس البحرية، يفضل أن يكون الحجز مبكرًا عن طريق إحدى الباقات السياحية المُقدمة من الشركات السياحية المرخصة، مع التأكيد على أهلية الشخص في الغوص. أما غير المؤهلين فهم أيضًا يستطيعون تجربة «الغطسة البحرية» من خلال التنسيق مع أحد مراكز الغوص المنتشرة في المنطقة، وخوض دورة تدريبية متخصصة لمدة يوم كامل بصحبة مدرب محترف معتمد من منظمة تدريب الغواصين الدولية PADI، يتعلم فيها المتدرب المهارات الرئيسية لتنفيذ ذلك. ولا يمكن تفويت فرصة «التخييم» في ساحل عبرة الواقع في الجنوب الغربي من جزيرة فرسان التي تشتهر بكونها مقصدًا لهواة الصيد والباحثين عن المغامرة، مع استثمار فرصة وجودهم بممارسة «متعة السباحة» في شاطئ رأس القرن الذي يمتاز بنظافته ومياهه التي تميل للون الفيروزي بسبب النباتات المائية، وهو مثالي للسباحة والترفيه والاستمتاع بحمام شمس وسط الطبيعة الخلابة. تنوع فطري فريد يجذب السياح جزر فرسان غنيّة بالحياة البرية والبحرية والنباتية، إذ تنتشر أنواعٌ من الأشجار كالقندل والسمر والبلسم والسّدر والأراك، وتحتضن ما يزيد على 180 نوعًا من النباتات، يقتصر وجود أربعة منها بالسعودية، فيها تحديدًا. وتعيش فيها حيوانات مختلفة بعضها مهدد بالانقراض، كما تُحلّق في أجوائها الطيور المائية والشاطئية والمهاجرة ومن أهمها العقاب النّساري والبجع الرّمادي والنّورس القاتم ومالك الحزين وصقر الغروب وأنواع من القماري، أما «كنوزها» القابعة في المياه مثل الأسماك والدلافين والسلاحف، فهي حتمًا غنيّة عن التعريف. وتتميز هذه الجزر الشبيهة بالجنة بأمواج متكسّرة على شواطئ بيضاء شاعرية ومناظر ريفية لم يغيّرها الزمن، ما يجعلها ملاذًا لاستكشاف الحياة البسيطة على سواحل البحر الأحمر، مع الاستمتاع في الوقت عينه بالفرص المتاحة للغطس والغوص. تعود آثار الحياة البشرية على هذه الجزر إلى القرن الأول قبل الميلاد، وقد تعاقبت عليها حضارات متتالية عبر التاريخ، بمن فيهم السبئيين والرومان والأكسوميين والعثمانيين، وبالطبع العرب. إلا أن المصدر الرئيسي لشهرة فرسان ليس التاريخ البشري فحسب، بل هي تتميّز بتنوّع حيوي مذهل بصفتها محمية بحرية. بداية، تشتهر الجزر بغابات المانغروف التي توفّر أرضًا خصبة لتكاثر الطيور، في حين أنّ المياه المجاورة تجذب أنواعًا مختلفة من الطيور التي تقتات على الكائنات البحرية، مثل طائر العقاب النساري وصقر الغروب والبجع الرمادي ورئيس البحر أحمر المنقار والنورس أبيض العين والخرشنة الصغيرة والحنكور وطائر النحام. وقد أصبحت بعض الجزر موطنًا لغزال جزر فرسان المهدد بالانقراض، ومن النادر أن ترى واحدًا هناك. تحت الأمواج المتكسّرة على الشاطئ، يقبع عالم غير مستكشف من الشعاب المرجانية بانتظارك كي تخوض عبابه. وتشتهر جزر فرسان بسمك الحريد أو السمكة الببغائية، إلا أنّ الحياة البحرية لا تنتهي عند هذا الحد، إذ تعيش أيضًا أسماك القرش الحوتي والأطوم وأسماك مانتا والسلاحف البحرية. تقدّم جزر فرسان فرصة نادرة للاستمتاع بالطبيعة وبساطة الحياة، وقد تساعدك الاستعانة بدليل سياحي محلي على التنقّل في أرجائها بشكل أفضل. وإذا كنت تخطط لخوض مغامرة بمفردك، تتوفّر لحسن الحظ العديد من العبّارات التي تنقل المسافرين إلى الجزيرة عدة مرات في اليوم. تأكّد فقط من جلب ما تحتاجه معك. محمية جزر فرسان تقع محمية جزر فرسان في القسم الجنوبي الشّرقي للبحر الأحمر، وتبعد حوالي 42 كيلومترًا عن ساحل مدينة جازان؛ وتبلغ مساحة المحميّة حوالي 5408 كيلومتراً مربّعًا. ومن أهم أنواع الأشجار فيها السمر والبلسم والسّدر والأراك إلى جانب أشجار الشورى والقندل التّي تكون أيكات ساحليّة كثيفة، كما انتشرت فيها مؤخرًا أشجار المسكيت أو البروسوباس الدخيل. ويميز المحميّة وجود ظبي الإدمي الفرساني المتوطّـن في بعض جزر فرسان؛ بالإضافة إلى النّمس أبيض الذّنب وعدد من القوارض. أما الطّيور فتمتاز بتنوّعها ووفرتها خاصّة الطّيور المائية والشّاطئيّة والمهاجرة ومن أهمها العقاب النّساري والبجع الرّمادي والنّورس القاتم ومالك الحزين وصقر الغروب وأنواع من القماري. وكذلك توجد بعض العظايا والثّعابين. أفضل الأماكن لزيارتها تحوي جزيرة فرسان الملقبة بمالديف السعودية على العديد من الأماكن التي تشكل عوامل جذب للسياح ولا يمكن لأي زائر تفويتها، ومن أهمها: غابة القندل: تقع هذه الغابة في شمال جزيرة فرسان، وتزخر بأشجار القندل والشورى (المانغروف) وتتخللها الممرات والخلجان المائية. استنشق الهواء الطلق والمنعش أثناء تنزّهك في هذه المساحة الخضراء الأشبه بلوحة زيتية. قرية القصار: تبعد قرية القصار الأثرية عن مدينة فرسان حوالي 5 كيلومترات جنوباً، ويعود تاريخها إلى ما يقارب الـ 3000 سنة وفقًا للكتابات والنقوش الأثرية التي تم العثور عليها فيها. تمتاز بكونها مقصد أهالي فرسان في فصل الصيف حيث اعتادوا قضاء ثلاثة أشهر في ربوعها خلال موسم «العاصف». وعادة ما تشهد هذه القرية الشهيرة بأشجار النخيل والأبنية الحجرية، احتفالات شعبية وتقليدية يقوم بها الأهالي خلال فترة تواجدهم فيها. إذا كنت من محبي الآثار أو عشاق الأجواء الباردة نسبيًا، فعليك بزيارتها، ولا تنس الاجتماع في أمسية مُنعشة في مساحة مجهزّة بالمقاعد والطاولات، تحت ضوء القمر!. قصر ومسجد النجدي: لا غنى للزوار عن استكشاف قصر النجدي ومسجده الجميل بتصاميمه ونقوشه بحيث يُعد تحفة حقيقية في مجال الفن المعماري القديم. القلعة العثمانية: لن تكتمل السياحة في جزيرة فرسان ما لم تدخل القلعة العثمانية بموقعها الاستراتيجي المُطلّ على عموم الجزيرة، سوف تكون أمامك فرصة التقاط أجمل الصور الفوتوغرافية لك وللمكان على حدّ سواء. متحف إبراهيم مفتاح: يضمّ هذا المتحف الخاص الذي يملكه ابن الجزيرة الأديب والمؤرخ إبراهيم عبدالله مفتاح قطعًا أثرية ووثائق تحكي تاريخ الجزيرة الذي تعاقبت عليه حضارات وثقافات وأديان متعددة، وصولًا إلى العهد السعودي الزاهر. متحف الزيلعي: إذا كنت من عشاق البحر وترغب بالتعرّف أكثر على بعض مخلوقاته، فإليك بزيارة متحف الزيلعي الخاص والواقع في منزل صغير وسط جزيرة فرسان، والذي يضم آلاف القطع البحرية المتنوعة ما بين أحياء بحرية وأصداف بأشكال، وحوت طوله 16 مترًا، وسلاحف وشعب مرجانية وأسماك متنوعة تم تحنيطها ووضعها داخل زجاجات خاصة. القعر المرجانيّ: مما لا شكّ فيه أنّ جزر فرسان هي من أهمّ مواقع الغوص في المملكة العربية السعودية، لذلك أنت مدعو لاختبار هذه التجربة الرائعة حيث ستخرج من تحت الماء مندهشًا من جمال المرجان والأسماك الملوّنة. ساحل عبره: إذا كنت من عشاق التخييم فعليك أن تتوّجه إلى ساحل عبره في الجنوب الغربيّ من جزيرة فرسان في جازان، حيث تشتهر هذه المنطقة الساحلية بأنها مقصد لهواة الصيد والباحثين عن المغامرة. شاطئ رأس القرن: لا تفوّت عليك متعة السباحة في شاطئ رأس القرن في جزيرة فرسان حيث المياه الفيروزية والطبيعة الخلاّبة. مشاهدة السلاحف البحرية: تعتبر بعض جزر فرسان من أهم المناطق التي تضع فيها السلاحف البحرية والسلاحف الخضراء بيضها، لذلك اسأل المعنيين عما إذا كان الوقت مناسبًا لمشاهدة هذه المخلوقات الجميلة. مهرجان سمك الحريد: إذا كنت متواجدًا في جزيرة فرسان في بداية فصل الربيع، فيمكنك حضور «مهرجان صيد الحريد» والمشاركة بهذا التقليد السنوي والاحتفاليات التي تتخلله. والحريد هو نوع من الأسماك المرجانية يشبه في شكله الخارجي طيور الببغاء واسمه باللغة الإنجليزية Parrot Fish، وتظهر هذه الأسماك في الشواطئ ذات المياه الضحلة، ويحتفل سكان الجزيرة بقدومها في شهري ابريل ومايو من كل عام، في مهرجان مميز يجذب الكثير من الزوار والسياح.