بدأ وزراء الخارجية الأمريكي والروسي والتركي والسعودي في فيينا مساء أمس جولة ثانية من المحادثات الرامية ،لإيجاد حل للنزاع السوري ستتوسع اليوم (الجمعة) لتضم دولاً أخرى بينها للمرة الأولى إيران، وفيما اعتبرت موسكو أن هدف هذه المحادثات إطلاق حوار سياسي حول سوريا، رأت واشنطن أنها تسعى لاختبار مدى استعداد روسيا وإيران لإقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالرحيل. وبعد اجتماع أولي يوم الجمعة الماضي في فيينا، يعقد اجتماع رباعي بين وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والأمريكي جون كيري، والسعودي عادل الجبير والتركي فريدون سينيرلي أوغلو مساء اليوم لمناقشة آفاق التسوية في سوريا. واليوم، ستتوسع المحادثات لتشمل دبلوماسيين من دول إقليمية وأوروبية خصوصاً وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ما يدل على تحول دبلوماسي كبير بطلب من موسكو، الداعم الرئيسي لدمشق. وسينضم إلى الاجتماعات وزراء خارجية لبنان جبران باسيل ومصر سامح شكري، وبريطانيا فيليب هاموند وفرنسا لوران فابيوس ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس إن الهدف الرئيسي من محادثات فيينا لإنهاء الصراع في سوريا هو إطلاق حوار سياسي. ونقلت وكالات روسية للأنباء عن مصدر في الوفد الروسي قوله إن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيلتقي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في فيينا قبل الاجتماع الوزاري الموسع لبحث الأزمة السورية. كما تحدثت مصادر دبلوماسية أن جون كيري سيلتقي ظريف قبل المباحثات الدولية حول سوريا التي تشارك فيها طهران وروسيا. وفي فيينا حدد كيري صباح أمس، عدة مقابلات قبل الاجتماع الرباعي، بما في ذلك مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي مستورا. وكان صرح قبل مغادرته إلى النمسا، أن التحدي المطروح ليس أقل من سباق للخروج من الجحيم، مشيراً إلى أن هذه المحادثات تمثل الفرصة الأكثر وعدا للتوصل إلى انفتاح سياسي. وكان مسؤول أمريكي كبير ذكر أمس إن كيري يسعى لاختبار مدى استعداد روسيا وإيران للضغط على الرئيس الأسد لترك السلطة والتزامهما بمحاربة تنظيم داعش في سوريا. وبالنسبة للسعودية، فإن هذه المحادثات تشكل فرصة لاختبار مدى جدية إيران وروسيا في التوصل إلى حل سياسي في سوريا. أما واشنطن فلا تعلق آمالاً كبيرة على إمكانية إحراز تقدم كبير في الاجتماع، إذ قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي توني بلينكن خلال زيارة إلى باريس :لا اعتقد انه يجب أن نتوقع تقدماً كبيراً في المحادثات في فيينا، مؤكداً أن هذه خطوة لنرى إذا كنا نستطيع التوصل إلى اتفاق حول شكل عملية الانتقال السياسي. في غضون ذلك، نقل عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله إن موسكو تجري محادثات هاتفية مع المعارضة السورية يومياً تقريباً وتعقد اجتماعات مع ممثليها في موسكو وباريس وإسطنبول. كما نقلت وكالة الإعلام الروسية عنه قوله إن روسيا عقدت اجتماعات مع ممثلين عن الجيش السوري الحر كما أنها على اتصال مع الأكراد. غير أن سياسي من المعارضة السورية وقائد لمقاتلي المعارضة المسلحة قالا إنه لم توجه الدعوة للمعارضة السياسية ولا لممثلين للمعارضة المسلحة لحضور محادثات فيينا لبحث الأزمة السورية. وقال جورج صبرا عضو التحالف الوطني السوري ،إن عدم توجيه الدعوة لسوريين تعبير عن عدم جدية المشروع. وسئل إن كان التحالف قد تلقى دعوة لحضور المحادثات فأجاب بالنفي. وقال بشار الزعبي رئيس المكتب السياسي (جيش اليرموك) أحد فصائل الجيش السوري الحر: إنه لم توجه الدعوة لممثلي المعارضة المسلحة للمشاركة في اجتماع فيينا. (وكالات)
مشاركة :