توقع مختصون نفطيون أن يؤدي تقارب وجهات النظر بين منظمة "أوبك" وروسيا إلى مزيد من التنسيق في عملية الإنتاج بما يؤدي إلى استقرار السوق. وقال لـ"الاقتصادية" إيجور ياكوفلف المحلل في مجموعة خبراء الطاقة الروسية إن هذا التقارب يمثل تفاهما وتنسيقا بين أكبر منتجين للنفط في العالم، حيث إن تبني موسكو منهج "أوبك" في عدم خفض مستوى الإنتاج يعكس خبرة المنظمة في إقناع السوق برؤيتها. وأضاف أن حرص وزير الطاقة الروسي على المشاركة في الاجتماع المقبل للمنظمة يعني أن الحوار بين روسيا و"أوبك" يسير في خطوات جيدة وإن هناك المزيد من التنسيق والعمل المشترك لدعم استقرار السوق. وتوقع أن تشهد العلاقة بين المنتجين الكبار مزيدا من التعاون لمصلحة استقرار السوق ونمو الاقتصاد الدولي بدلا من حالات سابقة سيطر عليها التنافس الشديد والعمل الفردي. وقال لـ"الاقتصادية" بيش أرجيال محلل شئون الطاقة في شركة "ست" السويسرية إن هناك حالة من الترقب في السوق لاجتماع منظمة "أوبك" يوم الجمعة المقبل، حيث أغلب التوقعات تشير إلى إبقاء مستوى الإنتاج كما هو دون تغيير، ما جعل الأسعار تميل إلى الانخفاض أخيرا. وأشار إلى وجود مؤشرات لعدم استمرار انخفاض الأسعار حيث إن توقف حفارات النفط عاد للتزايد مرة أخرى ما يعني أن الإنتاج الأمريكي لن يتسارع كما يتوقع البعض. وقال أرجيال إن وفرة المعروض الحالية "لا يجب أن تكون مصدر قلق للسوق خاصة أن هناك تنافسا قويا ومستمرا حول الحصص السوقية وكل التوقعات تتجه صوب ارتفاع معدلات الطلب". وأكد أن وصول إنتاج "أوبك" إلى مستويات قياسية "أمر طبيعي لأنها ركزت على حماية وجودها في الأسواق ومواجهة المنافسة الشديدة مع بقية المنتجين". من جهته قال لـ "الاقتصادية" ألكس فولر مدير تنمية الأعمال في مبادرة الطاقة الأوروبية إن ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.6 في المائة تسبب في إضعاف نمو أسعار النفط الخام. وأضاف "يعد (ارتفاع الدولار) السبب الرئيسي الذي يقاوم استعادة الأسعار لمستويات جيدة ومتنامية". وتوقع أن يسهم اجتماع "أوبك" هذا الأسبوع في بث مزيد من الثقة بالسوق ويبث النهج الناجح نفسه القائم على مواجهة المنافسة. وذكر أن زيادة إنتاج المنظمة بمقدار 67 ألف برميل يوميا في أيار (مايو) يعكس تنامي الطلب على نفط "أوبك" وأنه الأقوى في تلبية احتياجات الأسواق. وأكد أن منهج "أوبك" في الحفاظ على مستويات مرتفعة من الإنتاج دون النظر للأسعار للمحافظة على الحصص السوقية أثبت نجاحه في الشهور الماضية حيث اتجهت الأسعار إلى التعافى وزاد الطلب على نفط المنظمة. واعتبر المحلل البولندي بيوتر فدفنسكى في حديثه لـ"الاقتصادية" أن الانخفاضات السعرية السابقة لاجتماع "أوبك" "أمر طبيعي خاصة أن هناك حالة من الترقب للاتصالات التي ستتم بين المنظمة والمنتجين خارجها". وتمنى أن تشهد الاجتماعات الاتفاق على تطوير سياسات الإنتاج وفق المتغيرات السوق وتبنى أساليب في الإنتاج والتسويق تقوم على المرونة والتعاون بين كل الأطراف. وشدد على ضرورة التصدي لكل الأنشطة غير المشروعة في السوق خاصة محاولة التنظيمات الإرهابية خلق سوق موازية مع العمل على مساعدة دول الإنتاج كافة على تأمين المنشآت النفطية وضمان إمدادات. وفي سياق آخر، مالت أسعار النفط الخام إلى الانخفاض في بداية تعاملات هذا الأسبوع بعدما سادت توقعات باستمرار حالة وفرة المعروض، وفي ضوء تكهنات بتمسك منظمة "أوبك" وكبار المنتجين بمستويات الإنتاج الحالية. وواصل الدولار ارتفاعه أمام سلة من العملات الرئيسية حيث لا يزال قريبا من أعلى مستوى في خمسة أسابيع وهو ما عرقل نمو أسعار الخام. وهبطت أمس عقود "برنت" لأقرب استحقاق بـ75 سنتا إلى 64.81 دولار. وتراجعت التعاقدات الآجلة للخام الأمريكي 70 سنتا إلى 59.60 دولار للبرميل، كما نقلت وكالة رويترز. وأظهر مسح شهري للوكالة أن إنتاج "أوبك" سجل أعلى مستوى في عامين ونصف العام عند 31.22 مليون برميل يوميا في أيار (مايو). وعاد سعر سلة المنظمة التي تضم 12 خاما من إنتاج الدول الأعضاء إلى الارتفاع بعد أربعة انخفاضات متتالية، وسجل 60.47 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 59.33 دولار في اليوم السابق.
مشاركة :