كنت أذهب إلى المدرسة سيرًا على الأقدام

  • 10/30/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

غياب التواصل بين أولياء الأمور والمدارس سبب ضعف دافعية الطلاب العلاقة بين الطالب والمعلم قديمًا كانت قائمة على الاحترام كتب - محروس رسلان: يحمل تاريخًا مهنيًا حافلاً بأنماط مختلفة من العمل.. استطاع الجمع بين العمل في التعليم والعمل التطوعي والأنشطة الشبابية، إضافة إلى العمل الرياضي، وأيضًا العمل الكشفي.. ساهم بالتعاون مع بعض الإخوة في تكوين عشيرة الدوحة التي ضمت نخبة من القادة والجوالة واستطاعت أن تفرض نفسها على الساحة الكشفية من خلال الأنشطة المتميزة، وكان قائدًا للعشيرة.. له مشاركات كثيرة مثّل خلالها الدولة على المستويين الخليجي والعربي.. ساهم في تكوين مركز أصدقاء البيئة وكان عضوًا بمجلس إدارته وشارك في تأسيس مركز قطر للعمل التطوعي وكان عضوًا بمجلس إدارته.. تم اختياره أمينًا للسر بجمعية بيوت الشباب القطرية ومثلها على المستويين العربي والعالمي، كما اختير عضوًا باللجنة التنفيذية بالاتحاد العربي لجمعيات بيوت الشباب.. يرى أن زرع ثقافة العمل التطوعي في طلابنا منذ المراحل التعليمية الأولى تعزز الجانب الإنساني لدى الطفل ومن ثم يُحول العمل التطوعي لدى الطفل إلى قيمة سلوكية.. هو الأستاذ عبدالله محمود المفوض العام لجمعية الكشافة القطرية الذي فتح قلبه لـ الراية في حوار استعرض فيه المسيرة المهنية الثرية والمتنوعة.. وإلى تفاصيل الحوار: > بداية.. هل لك أن تعطينا نبذة عن النشأة والمسيرة المهنية ؟. - ولدت بالدوحة عام 1952م ودرست في مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية، ثم بمدرسة رأس أبوعبود الإعدادية ثم التحقت بمعهد المعلمين الذي تخرجت فيه عام 1973 ليتم تعييني في نفس العام معلم صف ثم معلمًا لمادة العلوم. في عام 1984 قررت استكمال الدراسة الجامعية ومن ثم التحقت بكلية التربية بجامعة قطر وحصلت على البكالوريوس في عام 1988، تدرجت في الإدارة المدرسية إلى وكيل مدرسة، بمدرسة طارق بن زياد الابتدائية ثم مديرًا لمدرسة أم صلال الابتدائية الإعدادية ثم نقلت مديرًا لمدرسة أبي حنيفة الابتدائية في 1990 ثم مديرًا لمدرسة أبي أيوب الأنصاري الإعدادية من 1994م إلى 2001م، ومنذ العام 2001 م وحتى الآن أشغل منصب المفوض العام لجمعية الكشافة والمرشدات القطرية. > وماذا عن العمل الرياضي في حياتك المهنية ؟. - كنت عضوًا في نادي الوحدة الرياضي منذ عام 1968م واستمررت به إلى أن تم دمجه بنادي التحرير في العام 1972م. تم اختياري عام 1972 عضوًا بمجلس إدارة نادي الوحدة وعضوًا بمجلس إدارة النادي العربي، وتدرجت في النادي وكان لي حضور فيه بشكل كبير، وعاصرت حصول النادي على العديد من البطولات والإنجازات الرياضية في مختلف الألعاب لا سيما كرة القدم، عاصرت كافة رؤساء النادي العربي بدءًا من عبدالرحمن جابر المفتاح ومن بعده مقبل بن علي الهتمي ثم سلطان بن خالد السويدي ثم المغفور له سعادة الشيخ حمد بن جاسم بن ثاني آل ثاني وسعادة الدكتور عبد الله يوسف المال إلى سعادة الشيخ فلاح بن جاسم بن جبر آل ثاني. > وماذا عن مشاركاتك في مجال الأنشطة الشبابية ؟. - شاركت في العديد من الأنشطة الشبابية واللقاءات على المستوى المحلي والعربي وأبرزها المشاركة في معسكرات العمل الخليجية ولقاءات الشراكة والصداقة بين دولة قطر والدول الأخرى فيما يتعلق بالأنشطة الشبابية. وفي العام 1982م تم اختياري أمين سر لجمعية بيوت الشباب القطرية، وساهمت مع الإخوة أعضاء مجلس الإدارة في تطوير الجمعية وتمثيلها على المستوى العربي والعالمي، والجمعية تعد أنموذجًا لجمعيات وبيوت الشباب العربية نظرًا لتوافر الشروط والمعايير الدولية المطلوبة بها. وقد تم اختياري لمدة 4 سنوات خلال هذه الفترة عضوًا باللجنة التنفيذية بالاتحاد العربي لجمعيات بيوت الشباب بها حصلت على قلادة الاتحاد العربي لبيوت الشباب وأيضًا على شهادة تقدير وتميز من الاتحاد العالمي لبيوت الشباب. > وهل كانت لك مشاركات في مجالات أخرى؟ . - أجل ساهمت في تكوين مركز أصدقاء البيئة وكنت عضوًا بمجلس الإدارة لمدة 4 سنوات في نهاية الثمانينيات، كما شاركت في تأسيس مركز قطر للعمل التطوعي وكنت عضوًا بمجلس إدارة المركز لمدة 4 سنوات. > وأين موقع النشاط الكشفي على خريطة مسيرتك المهنية ؟. - أعتز كثيرًا بالعمل الكشفي والذي تبدأ رحلتي معه منذ العام 1968م حيث تدرجت في الأنشطة الكشفية منذ أن كنت كشافًا صغيرًا بفرقة المدرسة الإعدادية لأصبح بعدها عضوًا بفريق الكشافة في مرحلة معهد دار المعلمين وشاركت مع الفريق في مخيمات الكشفية السنوية، وتدرجت من كشاف إلى جوال إلى قائد عندما عينت معلمًا، حيث كنت قائدًا لفرقة الأشبال ثم قائدًا لفرقة الكشافة وطيلة مدة عملي كمدرس كنت قائدًا لفرقة الكشافة إلى أن انضممت إلى جمعية الكشافة القطرية عام 1972م. تم اختياري عضوًا بلجنة البرامج بالجمعية، حيث شاركت في العديد من المخيمات الكشفية المحلية كما تم اختياري للمشاركة في مخيمات خليجية توعوية. > وماذا أضفت إلى العمل الكشفي ؟. - أسهمت بالتعاون مع بعض الإخوة في تكوين عشيرة سميت بعشيرة الدوحة وكنت قائدًا لهذه العشيرة التي ضمت نخبة من القادة والجوالة واستطاعت العشيرة أن تفرض نفسها على الساحة الكشفية من خلال الأنشطة المتميزة التي كانت تقوم بها. وكان لي شرف اختياري مفوضًا لجمعية الكشافة والمرشدات القطرية منذ عام 2001م إلى الآن، وساهمت مع إخواني في دفع الأنشطة الكشفية للانتشار في المدارس عبر المراحل المختلفة. > هل لك أن تعرفنا على الحركة الكشفية وأهم أهدافها ؟. - الحركة الكشفية هي حركة عالمية تهدف لإعداد المواطن الصالح إعدادًا تربويًا بما يمكنه فيما بعد من خدمة وطنه، عبر غرس المبادئ التي بنيت عليها الحركة الكشفية وهي الواجب نحو الله ونحو الآخرين ونحو الذات، والحركة الكشفية تبنى على العمل بروح الجماعة وتتميز بالبرامج المشوقة، والمتدرجة، والكشافة تساهم في خدمة الآخرين وخدمة وتنمية المجتمع ولها مساهمات في اليوم الوطني والأيام العالمية. > من خلال خبرتك الطويلة.. هل هناك اختلاف بين التعليم قديمًا وحديثًا؟. - التعليم في قطر كان يحظى دائمًا بدعم الحكومة، وكان هناك تشجيع من الحكومة لدفع أبناء الوطن للانخراط في التعليم وكانوا يوفرون لنا الزي المدرسي والأحذية والتغذية اليومية.. وكان الدوام على فترتين بينهما فترة راحة وكنا نذهب للمدارس سيرًا على الأقدام، والحياة كانت بسيطة وكانت هناك قيم اجتماعية قوية ومنتشرة كالتكاتف الاجتماعي والتعاون والتزاور. المناهج لم تكن صعبة كان بها تدرج يراعي المراحل العمرية للطلاب وكانت هناك إدارة للمناهج تضم العديد من الخبراء الذين يهتمون بتطوير المناهج باستمرار.. وحديثًا يظل الدعم موجودًا بشكل أكبر مما مضى والدولة لم تقصر في دعم التعليم وإنشاء المباني الحديثة وتوفير الكوادر التعليمية ومصادر التعلم ويبقى بالنهاية التعاون بين ولي الأمر والمدرسة من خلال المتابعة الجيدة لأن غياب هذا التعاون يمثل حلقة مفرغة تتسبب في ضعف الدافعية لدى الطالب، حتى أصبح لدى الطالب لامبالاة لا نعرف إذا ما كانت ناتجة عن البيئة المدرسية أم الأسرية. > وكيف كانت العلاقة بين المعلم والطالب قديمًا؟. كانت العلاقة بين الطالب والمعلم قديمًا قائمة على الاحترام المتبادل وكانت هناك هيبة للمعلم. > وما هو سر عزوف الشباب عن العمل التطوعي؟. - العمل التطوعي عمل قيم وتشيد به الكثير من المنظمات ودرونا تحفيز أبنائنا على المشاركة في العمل التطوعي.. وواقعيًا في الكثير من البطولات الرياضية والمؤتمرات الإقليمية والدولية يتم الاستعانة بالمتطوعين ونلمس حضورًا وإقبالاً على المشاركة من قبل الشباب. > وما هو المطلوب من الجهات التطوعية لجذب الشباب؟. - كجهة منظمة للعمل التطوعي يجب عليّ أن احترم المتطوع، وأن اختار الوقت المناسب للمتطوع دون إملاء عليه، إضافة إلى أنه لابد من وجود حافز معنوي للمشاركين من المتطوعين كالميداليات وشهادات المشاركة والتقدير، كما أنه من المفترض أن يمنح المتطوع ساعات عمل تضاف إلى سجله الوظيفي.. طلب إنجاز 25 ساعة عملاً تطوعيًا أمر محفز لطلبة الثانوية حيث يدفع الطالب للانخراط بأحد البرامج التطوعية. > وهل تؤيد توجيه برامج لتعريف طلابنا الصغار بالعمل التطوعي ؟. - يجب زرع ثقافة العمل التطوعي في طلابنا منذ المراحل التعليمية الأولى من خلال تكليف الطلاب بأعمال تطوعية يقومون بها داخل المدرسة كالإشراف على تنظيم الطابور والمقصف وتنظيف الصفوف وساحة المدرسة وغيرها من الأمور.. زيارة الطلاب الصغار إلى المستشفى لزيارة المصابين أو المعاقين أو المسنين فيه نوع من المواساة ويعزز الجانب الإنساني لدى الطفل، ومن ثم يتحول العمل التطوعي لدى الطفل إلى قيمة سلوكية.. إذا زرع الطفل شجرة فإنه حين يمر مع أبيه عندما يكبر سيكون سعيدًا وسيشير إليها بإصبعه مخبرًا والده أنه زرع هذه الشجرة . > وما الدور المهم من وجهة نظرك لجميعة بيوت الشباب؟. - الجمعية توفر نزلاً للشباب بأسعار في متناول أيديهم وهدفها بالأساس تسهيل عملية سفر الشباب وتنقلهم من دولة إلى أخرى بهدف التعارف وتبادل الثقافات. > وما أكثر أمر يسعدك وتعتز به خلال مسيرتك المهنية؟. - يسعدني كثيرًا أنني استطعت وزملائي أن نساهم مساهمة فعالة في تنشئة جيل من الشباب نراهم حاليًا في مراكز مرموقة على مستوى الدولة وهذا يكفينا فخرًا حيث نعتز بأن نراهم في هذه المراكز المرموقة ونعتز أيضًا بعلاقتنا معهم والتي اتسمت بأنها علاقة أخوية ومثمرة وما زالت موصولة وطيبة حتى الآن.

مشاركة :