«منازلة أخيرة» للمعارضة المجرية لتحديد منافس أوربان

  • 10/10/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تبدأ، اليوم الأحد، في المجر الدورة الثانية من الانتخابات التمهيدية للمعارضة العازمة على الإطاحة برئيس الوزراء فيكتور أوربان، لاختيار من يمثلها في مواجهة الزعيم القومي في الانتخابات التشريعية المقررة في نيسان/أبريل 2022. وشابت هذا الإجراء غير المسبوق، معوقات عدة من تعليق أولي للتصويت في أيلول/سبتمبر بسبب هجوم الكتروني، وصولا الى انسحاب رئيس بلدية بوخارست الذي كان يعد المرشح الأوفر حظا لمنافسة رئيس الوزراء الحاكم منذ 2010 بعد توليه رئاسة الحكومة سابقا بين 1998 و2002. وبعد دورة أولى استقطبت أكثر من 600 ألف مقترع، يفترض أن تحسم الدورة الثانية الخيار بين متنافسين هما كلارا دوربيف، السياسية المؤيدة لأوروبا والمحسوبة على يسار الوسط، والاقتصادي المحافظ بيتر ماركي-زاي. وسيعرف اسم الفائز في 17 تشرين الأول/أكتوبر، بعد عملية اقتراع تمتد أسبوعا. أول رئيسة وزراء؟ وتنتمي دوربيف (49 عاما) الى “التحالف الديموقراطي”، أبرز أحزاب المعارضة، وتصدرت الدورة الأولى مع 35 بالمئة من الأصوات. وتطمح هذه الديموقراطية الاشتراكية لأن تصبح أول امرأة تتولى رئاسة حكومة المجر، البلد الواقع في أوروبا الوسطى ويقطنه نحو 9,8 ملايين نسمة. ويدفع مؤيدوها بخبرتها في البرلمان الأوروبي حيث تشغل منصب نائبة الرئيس منذ 2019، وأيضا في الحكومة المجرية حيث شغلت مناصب خلال العقد الأول من القرن الحالي. ولا تخفي هذه المحامية مواقفها المؤيدة لأوروبا، ودائما ما تشيد بحرية الرأي التي تكفلها بروكسل، على عكس وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة في بلادها حيث لم تستضفها أي وسائل إعلام موالية للحكومة لطرح آرائها السياسية أو المشاركة في نقاشات. ولدت دوربيف في صوفيا لأب بلغاري، وهي تتقن اللغة البلغارية، إضافة الى الروسية والألمانية والإنكليزية. إلا أن نقطة ضعفها، وفق استطلاعات الرأي، هي زواجها من رئيس الوزراء السابق فيرينتس جورتشاني الذي أصبح شخصية مثيرة للانقسام في المجر بعد فضيحة في العام 2006. وأقر جورتشاني، وهو متخصص في الاقتصاد، بأنه كذب بشأن حقيقة الوضع الاقتصادي للبلاد، وذلك خلال محادثة خاصة تم تسريبها عبر قنوات إذاعية. ومنذ ذلك الحين، بات رئيس الوزراء السابق هدفا دائما لهجمات معسكر أوربان. واقترحت دوربيف خلال حملتها، مراجعة الدستور الذي تتهم أوربان بإعادة صياغته على مدى الأعوام الماضية بشكل يتيح له تعزيز إمساكه بالسلطة. ولقي هذا الطرح انتقادا حادا من لازلو كوفر، رئيس البرلمان المقرّب من أوربان، والذي اعتبر أن هذه الخطوة “إجرامية”، وحذّر من وقوع “انقلاب” دستوري. منافس غير متوقع في مواجهتها، يقف بيتر ماركي-زاي (49 عاما أيضا)، الكاثوليكي المتديّن والأب لسبعة أطفال، والذي يعتبر أنه في موقع يتيح له استقطاب ناخبي اليسار والمحافظين الذين سئموا أوربان. برز ماركي-زاي في العام 2018 عندما فاز بالانتخابات البلدية في مسقطه بلدة خودميزوفازارهاي بجنوب شرق البلاد، والتي كانت تعد في حينه معقلا أساسيا للحزب الحاكم فيديس. وشكّل وصوله الى هذه المرحلة من الانتخابات التمهيدية مفاجأة، اذ حصد 20 بالمئة من أصوات المقترعين في الدورة الأولى على رغم افتقاره لأي دعم مالي أو مساندة حزبية. وهو استفاد من انسحاب رئيس بلدية بودابست غيرغاي كوراتشوني الذي تقدّم عليه في دورة الاقتراع الأولى مع 27 بالمئة من الأصوات. إلا أن الأخير رأى في ماركي-زاي مرشحا “قادرا على توحيد المعارضة”، وذلك في معرض شرح أسباب قراره الانسحاب. ويرى المحلل روبرت لاسلو أن فوز ماركي-زاي سيكون “كابوسا بالنسبة الى فيكتور أوربان”، مضيفا: “على عكس كلارا دوربيف، لا يمكن ان يتم انتقاده بسهولة من رئيس الوزراء أو (حزب) فيديس على أنه دمية (بين يدي) فيرينتس غورتشاني”. وأقام ماركي-زاي 5 أعوام في الولايات المتحدة وكندا، وكان سابقا من المقترعين لصالح الحزب الحاكم في بلاده. وهو أبدى خيبته الكبيرة لهزيمة أوربان في انتخابات 2002 بعد ولايته الأولى. الا أنه يشدد على أنه لم يعد متوافقا منذ العام 2010 مع سياسات رئيس الوزراء التي جعلته يواجه اتهامات بالفساد والتسلط.

مشاركة :