أدلى العراقيون بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية، في ظل إقبال ضعيف يعكس "إشارة واضحة" بحسب مراقبين، بينما أعلنت السلطات إتمام الانتخابات بـ"نجاح وسلاسة". ومن المقرر إعلان النتائج الأولية غداً، وسط توقعات بفوز كتلة الصدر. إقبال ضعيف على المشاركة في الانتخابات البرلمانية العراقية أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مساء اليوم الأحد (العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2021) إتمام إجراء الانتخابات العامة البرلمانية المبكرة في العراق. وقال الكاظمي، في تغريدة عبر تويتر: "أتممنا واجبنا ووعدنا بإجراء انتخابات نزيهة آمنة ووفرنا الإمكانات لإنجاحها"، وأضاف :"أشكر شعبنا الكريم، أشكر كل الناخبين والمرشحين والقوى السياسية والمراقبين والعاملين في مفوضية الانتخابات والقوى الأمنية البطلة التي وفرت الأمن، والأمم المتحدة والمرجعية الدينية الرشيدة". من جانبه أكد الرئيس العراقي برهم صالح على تويتر أن "إتمام الانتخابات نقطة شروع باتجاه الإصلاح الذي ينشده الشعب وتأكيد على خياره الديموقراطي، وأضاف: "تنتظرنا مهمة جسيمة لتشكيل سلطات معبّرة عن إرادته وتُحقق تطلعاته نحو مستقبل أفضل". وأغلقت المراكز الانتخابية في العراق أبوابها مساء اليوم بعد انتهاء عملية التصويت في الانتخابات العامة البرلمانية المبكرة إلكترونياً. وأعلنت خلية الإعلام الأمني في قيادة العمليات المشتركة العراقية أن العملية الانتخابية جرت بسلاسة وأجواء آمنة من دون حصول أية خروقات أمنية. ومن المقرر أن تتولى القوات العراقية تأمين ونقل صناديق الاقتراع جواً مساء اليوم إلى مخازن مؤمنة تحت حراسة القوات العراقية لحين استكمال الإعلان النهائي لنتائج الانتخابات وقال رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق جليل عدنان مساء اليوم الأحد إن المفوضية ستعلن خلال الساعتين المقبلتين نسبة المشاركة بالتصويت في الانتخابات البرلمانية المبكرة، مشيراً إلى أن إعلان نتائج الانتخابات "سيكون سريعاً". ومن المنتظر أن تعلن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق غداً الاثنين نتائج أولية للانتخابات البرلمانية. وقبل انتهاء التصويت كان عدنان قد قال -في تصريح متلفز- إن نسبة المشاركة تجاوزت ثلث عدد الناخبين حتى الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (قبل ثلاث ساعات من انتهاء الاقتراع). وفي الانتخابات السابقة عام 2018 ، بلغت نسبة المشاركة 44.5 بالمئة. وذكر عدنان أن بعثة الأمم المتحدة لمراقبة الانتخابات ستصدر تقريراً بشأن سير الانتخابات في غضون 30 يوماً. "المشاركة الضعيفة إشارة واضحة" كما ستعلن بعثة الاتحاد الأوروبي لرصد الانتخابات العراقية بعد غد الثلاثاء تقريراً أولياً عن سير الانتخابات البرلمانية المبكرة بعد مشاركتها بفريق رصد كبير. وقالت فيولا فون كرامون رئيسة بعثة مراقبة الانتخابات التابعة للاتحاد الأوروبي إن المشاركة المنخفضة نسبياً تعني الكثير، وأضافت للصحفيين: "هذه إشارة واضحة بالطبع ويمكن للمرء أن يأمل فقط أن يسمعها السياسيون والنخبة السياسية في العراق". ومن المتوقع أن تكتسح الانتخابات النخبة الحاكمة، التي يهيمن عليها الشيعة وتملك أقوى أحزاب فيها أجنحة مسلحة. كما أن هناك توقعات بحصول كتلة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر على أكبر عدد من مقاعد البرلمان. ويعارض الصدر كل أشكال التدخل الأجنبي وتمثل الجماعات الموالية لإيران أكبر منافس له. وأكد الصدر أن الانتخابات أجريت "بنجاح باهر من الناحية الأمنية والمهنية". وكتب في تغريدة على تويتر: "قد واعدناكم بانتخابات مبكرة، وأوفينا بفضل الله ومنته وها هي تمر علينا بنجاح باهر، من الناحية الامنية والمهنية ولله الحمد". "النتيجة لن تغير موازين القوى" ويقول مسؤولون عراقيون ودبلوماسيون أجانب ومحللون إن مثل هذه النتيجة لن تغير بشكل كبير موازين القوى في العراق أو المنطقة بوجه عام، لكنها قد تعني للعراقيين أن الصدر سيزيد من سطوته في الحكومة المقبلة. وتفيد مفوضية الانتخابات في البلاد بأن ما لا يقل عن 167 حزباً وأكثر من 3200 مرشح يتنافسون على مقاعد البرلمان وعددها 329 . وعادة ما تعقب الانتخابات العراقية مفاوضات مطولة تستمر شهورا بشأن الرئيس ورئيس الوزراء ومجلس الوزراء. ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ليس مرشحاً في الانتخابات لكن المفاوضات بعد التصويت قد تسفر عن توليه المنصب لفترة ثانية. ودعت حكومة الكاظمي لإجراء تلك الانتخابات قبل عدة أشهر من موعدها استجابة لمطالب محتجين في مظاهرات مناهضة للمؤسسات القائمة في 2019 أطاحت بالحكومة السابقة. وطالب المحتجون بتوفير الوظائف والخدمات الأساسية والإطاحة بالنخبة الحاكمة التي يعتبرها أغلب العراقيين فاسدة وتبقي البلاد في دوامة البؤس. وتعرضت تلك الاحتجاجات لقمع وحشي على أيدي قوات الأمن وجماعات مسلحة مما أسفر عن مقتل نحو 600 على مدى عدة أشهر. والعراق أكثر أمناً مما كان عليه قبل سنوات، وتراجعت أعمال العنف الطائفية منذ هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد في عام 2017 بمساعدة تحالف عسكري دولي وإيران. لكن الفساد المستشري وسوء الإدارة يحرمان كثيراً من الناس في الدولة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 40 مليون نسمة من الوظائف والرعاية الصحية والتعليم والكهرباء. م.ع.ح/أ.ح (د ب أ ، رويترز)
مشاركة :