السعدون: من أسرار نجاح الغرب إتاحة التفكير والسؤال

  • 12/1/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

استضافت «ثلوثية بامحسون» هذا الأسبوع ندوة بعنوان: «كن سعيداً»، قدمها اللواء طيار ركن متقاعد عضو مجلس الشورى حالياً عبدالله السعدون، وأدارها الكاتب محمد الأسمري، واستعرض فيها محطات من حياته، مشيراً إلى أنه حتى يتمه وفقره وسيره حافي القدمين إلى المدرسة وجد بهما مناسبة للسعادة. عاش السعدون كما قال يتيماً، ليجد في اليتم متعة فيها مساحات للحرية والمناعة وإثبات الذات. ويتذكر كيف ودع الغاط ليصل إلى الرياض ويتابع دراسته المتوسطة، وكيف بهرته الرياض وقتها بحضارتها مقارنة مع الغاط، وكان يلمح رجل المرور وبيده مروحة يديرها للأخضر فتنطلق المركبات ثم يديرها للأحمر فتتوقف، تمنى لحظتها لو يستطيع أن يكون مثله عندما يكبر. واستفاد أن التجارة والعمل مهمة في حياة الأطفال لتعويدهم على الصبر، ويتذكر زميلاً له شارك في دراسة برامج الطيران في إحدى القواعد الأميركية، وجد طفلاً أميركياً ينظف مركبته في مقابل دولار واحد كل يوم، وخلال اجتماعهم بعد فترة مع رئيس القاعدة الجوية ذهل هذا الزميل عندما لمح الطفل ذاته داخل القاعدة، ثم تقدم الطفل وصافحه، وإذا به يعرف أن والد الطفل هو قائد القاعدة الجوية نفسه. ومن المواقف التي تزخر بها ذاكرة الطيار السعدون، أنه أثناء دراسته في الغرب سره منظر طالب تكرمه الجامعة بثلاث جوائز، ومن لحظتها وضع هدفاً أن يكون مثله وتحقق له بعد أعوام ما خطط له. وبيّن أن وضع الهدف وتحديده وقياسه من بوادر النجاح، لافتاً إلى أنه على رب العائلة أن يسأل أولاده عن هدفهم وآلية تحقيقه، فهو يسأل الطلاب السعوديين المبتعثين وأحياناً طلاب المدارس الثانوية في المملكة عن هدفهم في سن الـ60 أو الـ70، لإدراكه أن الطالب لو خطط لترَك التدخين مثلاً، وسعى لبناء مستقبله بالقراءة والمواظبة. وقال السعدون إن من أسرار نجاح الغرب احترام الإنسان والسماح له أن يسأل ويفكر، إضافة إلى الحزم في اتخاذ القرارات، مبيناً أن زميلاً له فصل من كلية الطيران لأنه كذب. وأشار أن من أسرار سعادة الإنسان البعد عن الفتنة والطائفية، والاستمتاع بالبيئة من أشجار وطيور وأجواء ومناظر طبيعية تزيل الغمة. وشدد على ضرورة التوثيق في محطات الحياة، توافقاً مع المثل الذي يقول: «إذا مات العجوز ضاعت معه مكتبة كاملة»، و مع مثل آخر «إذا أردت أن تعمر الأرض عليك أن تزرع شجرة وتكون أسرة وتؤلف كتاباً»، كما أن الحبر الرديء برأيه خير من ذاكرة جيدة. واسترسل في الحديث عن المناصب التي شغلها، ومنها مدير إدارة الحرب الإلكترونية في السعودية، وقائد قاعدة الرياض الجوية، وقائد كلية فيصل الحربية التي كانت بالنسبة إليه من أجمل المناصب التي استأثرت بذكريات السعادة.

مشاركة :