تعتبر النواة الداخلية للكرة الأرضية أعمق طبقة من طبقات الأرض، ويمكن الإشارة إليها على أنها لب الأرض، وهي طبقة صلبة، حيث أشارت دراسات علم الزلازل على أنها صلبة ذات شكل كروي إلا أن دراسة جديدة قد تنسف كل ما سبق. فقد زعمت دراسة جديدة أن النواة الداخلية للأرض تتمتع بمجموعة من الهياكل السائلة واللينة والصلبة التي تختلف عبر 150 ميلاً من الكتلة، وفقاً لمؤلف الدراسة ريت بتلر، العالم الجيوفيزيائي في جامعة هاواي. وأوضح بتلر أن "علم الزلازل، الذي يضيء الزلازل في القشرة والوشاح العلوي، والذي تمت ملاحظته بواسطة المراصد الزلزالية على سطح الأرض، يوفر الطريقة المباشرة الوحيدة لفحص اللب الداخلي وعملياته"، وفق موقع Phys.org العلمي. وعندما تتحرك الموجات الزلزالية عبر طبقات مختلفة من الأرض، تتغير سرعتها وقد تنعكس أو تنكسر اعتمادا على المعادن ودرجة حرارة وكثافة تلك الطبقة. سبائك حديد صلبة وسائلة إلى ذلك، ولفهم ميزات اللب الداخلي للأرض بشكل أفضل، استخدم بتلر وشريكه في الدراسة سيجي تسوبوي، وهو عالم أبحاث في الوكالة اليابانية لعلوم وتكنولوجيا الأرض البحرية، بيانات من مقاييس الزلازل المقابلة مباشرة للموقع الذي نشأ فيه الزلزال. واستخدموا الكمبيوتر الفائق الياباني Earth Simulator لتقييم خمسة ثنائيات لتغطية المنطقة الأساسية الداخلية على نطاق واسع من تونغا والجزائر، إندونيسيا والبرازيل، وثلاثة مناطق بين تشيلي والصين. في موازاة ذلك، كشفت النماذج العلمية إلى وجود مناطق متجاورة من سبائك الحديد الصلبة واللينة والسائلة أو الطرية في أعلى 150 ميلاً من اللب الداخلي. قيود جديدة وأوضح بتلر أن "هذا يضع قيودا جديدة على التكوين والتاريخ الحراري وتطور الأرض". كذلك، أشار الباحثون إلى أن هذا الاكتشاف للبنية المتنوعة للنواة الداخلية يمكن أن يقدم معلومات جديدة مهمة حول الديناميكيات على الحدود بين اللب الداخلي والخارجي، والتي تؤثر على المجال المغناطيسي للأرض. وقال مؤلف الدراسة إن "معرفة حالة الحدود هذه من علم الزلازل قد تتيح نماذج تنبؤيه أفضل للحقل المغناطيسي الأرضي الذي يحمي ويحمي الحياة على كوكبنا".
مشاركة :