تبدو الآفاق الاقتصادية للصين بالنسبة لبعض أكبر الأسماء في ((وول ستريت)) "أكثر وردية من أي وقت مضى"، وأن الصين "أكبر من أن يتم تجاهلها"، حسبما ذكرت ((صحيفة نيويورك تايمز)) مؤخرا. في الواقع، يعتبر فهم الاقتصاد الصيني تماما والتنبؤ به بشكل صحيح دائما موضوعا يوليه العالم اهتماما كبيرا. خلال فترة الانطلاق الاقتصادي للصين في العقود الأخيرة، لم يغب ضجيج التوقعات بشأن انهيار الصين، بل استمر الاقتصاد الصيني في النمو والتحسن، وكانت إنجازاته التنموية ملحوظة بلا جدال. وكثيرا ما صفع الواقع من تحدثوا غالبا بشكل سئ عن السوق الصيني. إن الحقائق تتحدث بصوت أعلى من الكلام. فالصين لديها طريقتها الخاصة في تطوير اقتصادها وقد راكمت خبرة قيمة على مر السنين. وإذا لم تحاول الدوائر الاقتصادية والسياسية الغربية قراءة الاقتصاد الصيني بفكر خارج عن الصندوق القديم، أو تتخلي عن تحيزاتها، فإن الاقتصاد الصيني سيظل بمثابة أسطورة بالنسبة لهم. فمن أجل تنمية اقتصادها بشكل فعال، تمكنت الصين من الحفاظ على الاتساق والتكيف مع التغييرات. وبينما يمر العالم بتحولات نادرا ما نشهدها خلال قرن ويصارع جائحة كوفيد-19 في نفس الوقت، لم تحافظ الصين على سياسات الاقتصاد الكلي ثابتة فحسب، بل استعدت أيضا لبناء نمط تنموي جديد وتعزيز تطوير الجودة. ونتيجة لذلك، كانت الصين هي الاقتصاد الرئيسي الوحيد في العالم الذي سجل نموا إيجابيا في العام الماضي، وتوسع اقتصادها بنسبة 12.7 بالمائة في النصف الأول من هذا العام. وقد أظهرت هذه الإنجازات المرونة القوية للاقتصاد الصيني وضخت الثقة والزخم في الانتعاش الاقتصادي العالمي. علاوة على ذلك، كانت الصين على استعداد لاستخدام أدوات السياسة لدفع الإصلاحات إلى الأمام وتحفيز الابتكار وضخ زخم تنموي جديد. وعملت الصين باستمرار على تحسين قدراتها على الابتكار العلمي والتكنولوجي، وتحسين الخدمات الحكومية، واستقرار سلاسل التوريد الصناعية بحيث يمكن خدمة الاقتصاد الحقيقي بشكل أفضل. وكما قال مقال رأي نشرته صحيفة ((ليانخه تساوباو)) السنغافورية في وقت سابق من هذا العام إن "الصين تركز على القيام بعملها الخاص. هذا ليس فقط اختيارا صائبا، ولكنه أيضا هو مصدر قوة الصين لمواصلة مقاومة الضغط". وفي هذا العالم المترابط للغاية، تعتقد الصين أن ممارسة "الألعاب الصفرية" لا تخدم المصالح الأساسية للمجتمع العالمي. فقد كرست بكين نفسها بقوة للانفتاح والتعاون، وتحاول دائما تعزيز تنميتها من خلال توسيع التنمية المشتركة للعالم. وعلى الرغم من أن العولمة الاقتصادية تتعرض لانتقادات شديدة، إلا أن الصين استمرت، مع التزام أقوى من جانبها بالانفتاح، في الانضمام إلى الآخرين في جميع أنحاء العالم لبناء اقتصاد عالمي مفتوح. فقد نفذت قانون الاستثمار الأجنبي، وفتحت قطاعها المالي بطريقة منظمة، وأنشأت منصات مثل معرض الصين الدولي للواردات ومعرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات لمشاركة فرص التنمية مع العالم الأوسع. والأهم من ذلك، أن مبادرة الحزام والطريق يُنظر إليها بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم على أنها طريق للازدهار والابتكار والصحة والتنمية الخضراء. في جميع أنحاء العالم اليوم، هناك المزيد والمزيد من الأشخاص الذين بدأوا يدركون بعمق أن التنمية الاقتصادية القوية للصين تعود بأهمية إيجابية على الاقتصاد العالمي، وأنه من غير المفضل اللعب بنظريتي "الانفصال" و"تهديد الصين". وطالما استمر هؤلاء المهووسين بالتوجه التراجعي في الغرب يتعاملون مع مستقبل الاقتصاد الصيني وفق تفكيرهم القديم وتحيزهم الأيديولوجي عميق الجذور، سيثبت الواقع خطأهم مرارا وتكرارا.■
مشاركة :