لم تكن نتائج الأداء الربعية ونصف السنوية التي سجلها قطاع شركات البتروكيماويات المدرجة لدى السوق المالي السعودي في نهاية الأشهر التسعة من العام الحالي مفاجئة لأوساط المتابعين والمراقبين وحملة الأسهم، نظراً لحالة الترابط والتداخل بين نتائج الأداء الربعية والمسارات التي تسجلها أسواق النفط منذ ما يزيد على العام، وبات من الملاحظ التأثير السلبي العميق الذي أفرزته التراجعات المسجلة على أسعار النفط على نتائج الأداء التشغيلي للشركات المدرجة. وقد أظهرت نتائج الأداء للنصف الأول من العام الحالي تراجعات حادة وصلت إلى 31%، مقارنة بنفس المستوى من العام الماضي وعند قيمة إجمالية وصلت إلى 12.8 مليار ريال مقارنة ب 18.5 مليار ريال خلال الفترة نفسها من عام 2014، الأمر الذي يعكس حجم التأثير السلبي وحجم الخسائر المحققة التي ستؤثر بشكل مباشر على حجم الاستثمارات الحالية والمتوقعة. استمرار التراجع وواصلت شركات قطاع البتروكيماويات المتداولة لدى السوق مسارات التراجع على نتائج أدائها الربعي وواصلت خسائرها، حيث سجلت 11 شركة مدرجة ارتفاعا على خسائرها المسجلة، فيما سجلت ثلاث شركات ارتفاعا على أرباحها، بالإضافة إلى انخفاض مستوى الخسائر المتراكمة في نهاية الربع الثالث من العام الحالي مقارنة بنتائج أدائها في نهاية الربع الثاني، وعلى الرغم من تكرار أسباب ارتفاع الخسائر بين فترة مالية وأخرى وارتفاعها، إلا أن استمرار هذه المسارات سيؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاستثمار في القطاع وإلى تسجيل عمليات بيع مكثفة على أسعار القطاع وارتفاع مستويات المضاربة على الأسهم المتداولة. يذكر أن نتائج الأداء خلال الربع الحالي قد تأثرت إيجابا بانخفاض تكاليف مواد الخام وانخفاض أسعار القيم، بالإضافة إلى التأثير الإيجابي الناتج عن بعض المصادر غير التشغيلية وتحسن هوامش الأرباح وانخفاض تكاليف المبيعات، فيما تأثرت نتائج الأداء سلبا نتيجة انخفاض كمية الإنتاج والمبيعات وارتفاع المصاريف الإدارية والعمومية وانخفاض هوامش الأرباح، فيما كان لأعمال الصيانة الدورية والمفاجئة وإعادة تقييم المخزونات وزيادة مخصص الزكاة ورسوم التسويق تأثيراً مباشراً على نتائج الأداء السلبية المسجلة. ضغوط مالية واقتصادية وتشكل الضغوط المالية والاقتصادية التي تعيشها العديد من الدول الصناعية الكبرى وفي مقدمتها الاقتصاد الصيني المزيد من الضغوط، فيما تشير مؤشرات السوق إلى انخفاض أسعار المنتجات البتروكيماوية بنسبة تجاوزت 35%، مع احتمال تسجيل انخفاضات أخرى على أسعار المنتجات على المدى القصير، وبات من المؤكد أن نتائج الأداء أصبحت مرهونة بأداء القطاعات الإنتاجية لدى الدول الصناعية الكبرى ووتيرة النشاط الاقتصادي والتركيز الاستثماري على المستوى العالمي. ومن الملاحظ أن نتائج الأداء السلبي المتراكمة تضع المزيد من التحديات أمام شركات البتروكيماويات المدرجة لدى السوق المالي السعودي، فيما تتزايد التساؤلات عن قدرة هذه الشركات على الصمود في حال استمرت الضغوط السوقية وتواصل تحقيق الخسائر خلال الفترة القادمة. ويأتي ذلك مع وجود مؤشرات قوية لدى أسواق النفط إلى أن الأسعار ستتراوح عند متوسط 53 دولاراً للبرميل خلال الفترة القادمة، الأمر الذي لا يشير إلى انتهاء فترة التراجع، وبالتالي فإن الخيارات المتاحة أمام شركات البتروكيماويات آخذة في التناقص وأن الاتجاه نحو فتح أسواق جديدة ورفع مستوى المنافسة للمنتجات وضبط تكاليف الإنتاج يجب أن تكون ضمن أولى أولوياتها خلال الفترة الحالية والقادمة. أهم الأحداث في قطاع النفط والغاز خلال الأسبوع (في منطقة الخليج) الإمارات فازت شركة ديسكون للهندسة بعقد قيمته 170 مليون دولار، لتركيب مرافق في حقول النفط الجنوبية الشرقية البرية في أبوظبي، حيث حصلت ديسكون على العقد من شركة أدكو، في إطار مشروع تطوير نفطي في الجنوب الشرقي للإمارة. وينص العقد على أن توفر ديسكون وتركب مرافق الربط في ستين بئراً نفطية في حقول شاه ومندر وجسيوره، ومن المتوقع أن يستغرق العمل 30 شهراً. العراق قالت شركة جينيل انرجي أحد المنتجين الرئيسيين للنفط في إقليم كردستان العراق، إنها لن تستثمر في زيادة الإنتاج بحقولها حتى تدفع حكومة الإقليم مستحقاتها عن الصادرات بشكل منتظم. وتقول جينيل انرجي إن لها مستحقات تبلغ قيمتها نحو 400 مليون دولار. مشيرة إلى أنها تلقت مدفوعات صافية بقيمة 16.5 مليون دولار نظير نفط تم تصديره من حقل طق طق. وأضافت أنها تتوقع مدفوعات وشيكة نظير صادرات من حقول أخرى. وتلقت جينيل 24.5 مليون دولار من حكومة إقليم كردستان الشهر الماضي وهو ما حسن وضع سيولتها النقدية وعزز التوقعات بمدفوعات أكثر استقراراً. الكويت بدأت الكويت رسمياً بإنتاج النفط الثقيل وذلك بعد توقيع العقد الأضخم في تاريخ نفط الكويت مع شركة بتروفاك البريطانية بقيمة 1.2 مليار دينار لتطوير وإنتاج النفط الثقيل والذي يدخل ضمن الاحتياطيات الصعبة وذات التكلفة الاقتصادية المرتفعة. حيث نجحت الشركة في حفر أكثر من 1000 بئر نفطية في شمال الكويت لإنتاج النفط الثقيل، وسيتم الانتهاء من باقي الآبار الخاصة بالمشروع خلال العام المقبل. وذكرت المصادر أن شركة بتروفاك تقوم حالياً بالدراسات التصميمية للمشروع ومراجعتها مع المستشار الفني وقامت ببناء مكاتب في موقع الحقل، متوقعة أن تبدأ بتروفاك في عمليات البناء والتشييد للوحدات قبل نهاية العام الحالي. وكانت الشركة قد نجحت في حفر 800 بئر من أصل 943 بئراً مؤخراً قبل أن تتخذ قراراً برفع أعداد الآبار المحفورة للمشروع، وقالت المصادر إن معدل إنتاج النفط الثقيل يصل حالياً إلى 1500 برميل يومياً، وتم مؤخراً حفر 62 بئراً. وعقب انتهاء بتروفاك من تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع النفط الثقيل ستصبح الكويت دولة منتجة للنفط الثقيل بحلول عام 2019 بمعدل إنتاج يومي يقدر ب 60 ألف برميل يوميا، وبعد ذلك تبدأ عمليات التطوير ليصل الإنتاج إلى ما يقارب 270 ألف برميل يوميا من النفط الثقيل بعد عام 2030.
مشاركة :