اختتمت المحادثات الدولية الرامية إلى إيجاد حل للصراع في سورية أمس في فيينا بمشاركة وزير خارجية المملكة عادل بن أحمد الجبير ووزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف ووزراء ومسؤولي الشؤون الخارجية في عدد من الدول والكيانات السياسية. وناقش ممثلو 17 دولة امكانات التوصل الى حل سياسي للنزاع الذي يمزق سورية منذ حوالى خمس سنوات، وانتهوا الى تحديد موعد للقاء جديد بعد اسبوعين. كيري: النقاشات شديدة الصعوبة والحلول الفورية مستبعدة فابيوس: لا مستقبل لنظام دمشق والأولوية لمكافحة الإرهاب روسيا تؤكد «اختلافها الجذري» مع مواقف الأغلبية وغابت سورية، حكومة ومعارضة، عن المحادثات وهو الاجتماع الجدي الاول على هذا المستوى سعيا الى تسوية سياسية للنزاع الذي اودى بحياة اكثر من 250 الف شخص وشرد الملايين. وأكد الوزير الجبير في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية ان المملكة تتمسك برأيها بان الاسد يجب ان يتنحى عن منصبه بسرعة. واضاف "سيغادر إما من خلال عملية سياسية او سيتم خلعه بالقوة". من جهته قال وزير الخارجية الأميركي أنه يأمل بإمكانية تحقيق تقدم في المحادثات الرامية إلى إيجاد حل سياسي للحرب الأهلية المستمرة في سورية منذ أكثر من أربع سنوات لكنه أوضح أن ذلك "امر صعب للغاية". وعبّر عن وجود امل حيال المحادثات لكنه حذر من توقع حل فوري. وقال قبيل الاجتماع "لدي آمال لا أصفها بالتفاؤل. آمل في ان نتمكن من التوصل الى طريقة للمضي قدما. انه امر صعب". واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انتهاء اجتماع فيينا الذي لم يرشح بعد الكثير عن مضمونه، وقال «تطرقنا الى كل المواضيع حتى الاكثر صعوبة منها. هناك نقاط خلاف، لكننا تقدمنا بشكل كاف يتيح لنا الاجتماع مجددا بالصيغة نفسها خلال اسبوعين». واضاف «هناك نقاط لا نزال مختلفين حيالها، وابرز نقطة خلاف هي الدور المستقبلي لبشار الاسد». وقال الوزير الفرنسي ايضا «اتفقنا على عدد معين من النقاط، خصوصا حول الالية الانتقالية واجراء انتخابات وطريقة تنظيم كل ذلك ودور الامم المتحدة، ويجب أن تكون الاولوية لتنظيم مكافحة أكثر فعالية ضد الارهابيين في تنظيم داعش وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة». واضاف "لا بد من تنظيم عملية الانتقال السياسي. لا يمكن للاسد، المسؤول عن جزء كبير من المأساة السورية، ان يكون له مستقبل في سورية". من جهة أخرى قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ان موسكو وواشنطن "تختلفان جوهرياً" بشأن القضية السورية. واضاف لوكالة انترفاكس ان "استخدام القوة بأي شكل من الأشكال في سورية من دون موافقة الحكومة الشرعية في هذا البلد لن يكون مقبولا بالنسبة لنا". وبدأت الدول المحادثات دون أن تكون سورية ممثلةً فيها، مع وجود ممثلين التي يشارك فيها ايضا العراق والاردن ومصر والامارات العربية والمتحدة وعمان وتركيا وايطاليا والمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين الى جانب مشاركة الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وإيران والاتحاد الأوروبي وبريطانيا ومصر وقطر ولبنان. وتتمثل غالبية الدول بوزراء الخارجية باستثناء الصين التي اوفدت نائب وزير الخارجية لي باودونغ في حين يمثل الامم المتحدة مبعوثها الخاص الى سورية ستيفان دي مستورا. جدير بالذكر أن مسؤولاً أميركياً كبيراً رجّح تنظيم جولة جديدة من المحادثات الدولية في فيينا الأسبوع المقبل.
مشاركة :