اتهم رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة، الأربعاء، أطرافا لم يسمها بمحاولة تقسيم ليبيا، مؤكدا وجود مؤامرات كبيرة تحاك ضد وحدة بلاده، ومشددا على أنه لن يسمح ويقبل بها تحت أي عذر. وأضاف خلال زيارته اليوم الأربعاء إلى مدينة الزنتان غرب البلاد، صحبة عدد من الوزراء، لتفقد أحوال المدينة والتعرف على المشكلات التي تواجهها، أنه "لا يمكن السماح باندلاع حرب جديدة في ليبيا والتفريط في وحدة البلاد مهما كان الثمن". وتعيش حكومة الدبيبة على وقع توتر داخلي، بعد تهديد أعضائها من المنطقة الشرقية بالانسحاب، احتجاجا على استحواذ الدبيبة على السلطة والتعدي على صلاحيات الوزراء والتفرد بالقرارات، وكذلك على وقع قطيعة مع البرلمان بعد سحبه الثقة منها، بسبب "فشلها في تنفيذ المشاريع التي تعهدت بحلّها"، وقطيعة كذلك مع الجيش الذي يقوده الجنرال خليفة حفتر، على خلفية تأخرها في صرف مرتبات منتسبي الجيش لمدة 3 أشهر. ويثير التوتر المتصاعد بين الحكومة والجيش والبرلمان، قلق الأوساط السياسية والشعبية من نسف إجراء الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري، بعدما قطعت المفوضية العليا للانتخابات أشواطا هامة في التحضير لها، وهو ما سيؤدي إلى تعقيد الأزمة والعودة إلى شبح الحرب والفوضى. وإلى جانب الترتيبات القانونية لهذه الانتخابات، محل الخلاف بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة الذي دعا أمس مفوضية الانتخابات إلى عدم اعتماد القوانين التي أصدرها البرلمان، يشكك البعض في الأوضاع الأمنية في البلاد، في ظل استمرار سيطرة الميليشيات المسلّحة على مناطق الغرب الليبي وعدم التوافق حتى الآن على خطة لتفكيكها وجمع أسلحتها، إلى جانب بطء عملية ترحيل المرتزقة الأجانب، وهي أوضاع لا تخدم مصلحة الانتخابات، التي يعول عليها الليبيون كثيرا لاختيار سلطة منتخبة تنهي الانقسام في بلادهم وتعيد لها الاستقرار.
مشاركة :