متى تطلق رصاصة الرحمة؟!

  • 10/14/2021
  • 12:31
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أناقش اليوم معكم أعزائي حالة إحتضار قل من تطرق لها إما خوفاً من نقد او عدم قدرة على رسم صورة واضحة تفسر واقعاً نعيشه. ‏يجب أن نتفق اولاً لنستطيع تصور المنظر بوضوح وكأننا على قمة جبل. بأن شكل الإعلام قد تغير نهائياً ولا رجوع للوراء. حتى وأن حاول مشاهير ومؤثرين الإعلام القديم محاربة تفشي (اللون الجديد) للاعلام. والذي يتميز بسرعة إنتشاره وجاذبيته الطاغية للجمهور، وعند مراجعة تاريخ شكل الاعلام منذ بداية القرن الماضي نجد ان هناك تشابه لحالة الإحتضار التي يعيشها الاعلام القائم على التلفاز او مايعرف (بالستلايت). وأوجه هذه الحالة ومظاهرها تتضح؛ اولاً بعزوف شريحة كبيرة جداً من مشاهدين القنوات المنقولة عبر الاقمار الصناعية وتحولهم للمشاهدة عبر الاجهزة الذكية. ثانياً بقاء كثير من البرامج والمحتوى فيها على نفس المظهر التقليدي الذي لا يجذب خاصةً الجيل الجديد من الشباب ولا يلبي رغباتهم في مقابل مايلبيه لهم اعلام التطبيقات المبني اساساً على الانترنت. وثالثاً وهو الأهم التنافس في السرعة! حيث ان عامل السرعة يخسر فيه بطبيعة الحال اعلام القنوات المتلفزة، كيف لا؟ والجمهور المشاهد بجميع الاعمار وجميع التوجهات، وجميع الثقافات، يعيش حالة ضخ كبيرة وسريعة جداً للمعلومات، والاخبار العالمية، وهي بين يديه، فبالتالي يبحث هذا الجمهور على ما يغذي حاجاته من الاعلام بجرعة كبيرة ليستطيع من خلالها مواكبة الاحداث العالمية والمحلية بشكل يتناسب مع السرعة. وعندما نعود بالزمن للخلف قليلاً؛ لنقارن وجه الشبه في حالة الزخم الموجه من الجمهور نحو مشاهير المرحلة الزمنية واسلوب الاعلام للمرحلة، نجد قديما ان الانظار والشهرة والنجومية وتوجه المال الاعلاني نحو برامج ونجوم المذياع(الراديو). ثم بعد ذلك تحول تدريجياً هذا الزخم نحو كل ما يمكن ان يحتويه التلفاز المبني على الاقمار الصناعية (الستلايت) من مذيعين وبرامج ومسلسلات ونجوم، حتى سحب البساط من المذياع وبالتالي سحب المال المغذي له، ولم يتبقى الا مستمعي الطريق ( في السيارات) والمستمعين كبار السن الذين اعتادوا عليه. الان تتشابه حالة الاحتضار تماماً مع التلفاز المنقول فضائياً وكأن التاريخ يعيد نفسه، نسب مشاهدة ضعيفة وبالتالي ضعف المال الموجه نحو القنوات ومشاهيرها. وهنا اذا اعترفنا بكل ما سبق من مدلولات ومؤشرات للاحتضار سنسلم بالتالي بقرب (الموت دماغياً) لهذا النوع او الشكل الاعلامي. ويبقى فقط تساؤل متى سيتم سحب أجهزة التنفس الأصطناعي من هذا المحتضر؟. ومتى سيقرر فريق طبي اعلامي كبير ذو نفوذ اطلاق (رصاصة الرحمة ) على المحتضر؟. ومن خلال القراءة السابقة سيتبادر لذهن القاريء سؤال جوهري، ماهو التعامل الامثل في هذه المرحلة؟. الجواب هو في وجوب وضع خطط تراعي عدة اعتبارات يتم تنفيذها من جهات مخولة بذلك. اولها محاولة ايقاف الحرب الخفية التي تمارس على (الشكل الجديد) للاعلام، بحجة وجود محتوى سيء ينافي قيمنا وعاداتنا وثوابتنا. لان وبكل بساطة هذه الحرب تقدم خدمة مجانية تقدر بملايين الريالات لمشاهير ونجوم التطبيقات او (الميديا)؛ وهذه الخدمة هي الاعلان عنهم وبالتالي زيادة حجم نجوميتهم وذلك بسبب فضول الجماهير لمعرفة المزيد عن هذا المشهور ومتابعته ومعرفة تفاصيل حياتة؛ ليصل هو لأهم أهدافه (زيادة عدد متابعيه). اليست هذه خدمة مجانية تقدر بالملايين لهذا المشهور؟ اليس من الاولى ان يدفع ثمنها هو؟. اتعجب حقيقة من معدي ومذيعي بعض البرامج والعقلية التي تجعلهم ينجمون خصومهم في المهنة اليس فيهم رجل رشيد؟!. ثانيا العمل وبسرعة ومن جهات اعلامية عليا ذات نفوذ على زرع او استقطاب نجوم او مشاهير (الشكل الاعلامي الجديد) وهم مشاهير التطبيقات ليقوموا هم بمحاربة المحتوى السيء لبعض المشاهير الذي حاربه الاعلام المتلفز بكل سذاجة، وان يكون الاستقطاب ليس من فئة واحدة بل يكون استقطابا افقياً وعامودياً. اما الافقي يراعي عدد المشاهدين للمشهور، والعامودي يراعي توجه المشهور الاعلامي ونوعيته والشريحة المجتمعية المتابعة له وبجميع الفئات العمرية. يحيث يمكن ان يكون ذلك المشهور صاحب عدد مشاهدات قليلة ولكن اكثر متابعية من المراهقين فيتم استقطابة لانه ضمن الاستقطاب العامودي. ومع مرور الزمن سنجد اننا ضاعفنا عدد الاجسام المضادة( كريات الدم البيضاء) التي تحارب كل فكر او عادة دخيلة على قيمنا وعاداتنا وثوابتنا. مع بقاء (المحتضر ) القنوات الفضائية للمشاهدين عابري السبيل الذين يعبرون من خلال صالات الجلوس في منازلهم ويلمحون قناة قد فتحت منذ ساعات، ولم يشاهدها اي شخص من افراد الاسرة لانهم وبكل بساطة قد انشغلوا عنها باجهزتهم الذكية (كبيرهم وصغيرهم)، وان تبقى ايضاً للجيل القديم الذي تعود على قنواته ولم يقتنع بتغير شكل الاعلام الحديث.

مشاركة :