اعتبر خبراء ومحللون سياسيون أن ميليشيات «حزب الله» وحلفاءها يحاولون الانقضاض على العدالة والدولة اللبنانية بمشاهد العنف والسلاح، وأن هذه الممارسات تعود بالبلاد إلى يوميات الحرب الأهلية. وقال المحلل السياسي والصحافي اللبناني محمود فقيه: إن لبنان أمام مشهد قد ينبئ بإنهاء الهدنة المبرمة في اتفاق الطائف وقد نعود إلى يوميات الحرب الأهلية، مشيراً إلى ذلك قد بدا واضحاً من خلال المقاطع المصورة، جهات تجاهر بسلاحها وتطلق النار والقذائف على الأحياء السكنية غير آبهة للمدنيين. وشدد على أن خطورة محاولة الضغط على قاضي التحقيق العدلي في قضية انفجار المرفأ وحماية شخصيات متهمة، مضيفاً أن «حزب الله» وحلفاءه يحاولون استباحة قصر العدل والحدود والمرافق العامة، ويفرضون على الناس خياراتهم الداخلية والإقليمية بالقوة. وأكد فقيه أن المواطن اللبناني يسأل عن هذه العناصر المسلحة ومصادر إطلاق النار، فالآباء لا يريدون أن يعيش أبناؤهم بنفس المعاناة التي عاشوها في الحرب الأهلية، بسبب نفس بارونات الحرب الذي كانوا هم أنفسهم يتقاتلون في الماضي وزمن الميليشيات. ويعيش لبنان ظروفاً اقتصادية صعبة خلال الفترة الأخيرة وأزمة سياسية خانقة، وسط أمل للخروج من الأزمة بعد أن تشكلت الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي. وأكد المحلل السياسي اللبناني محمد نمر أن ما يجري في لبنان بالغ الخطورة، وقد يتجه أكثر إلى التصعيد، وخصوصاً أن هذه المنطقة تشهد الكثير من الأزمات تاريخياً، وتقع على خط تماس ومعارك بين أطراف عدة، مشيراً إلى أن هناك أكثر من طرف مسؤول عما وصل إليه لبنان حالياً. وأضاف لـ«الاتحاد»: إن الأجدى كان الذهاب إلى تحقيق دولي في أزمة المرفأ، مؤكداً أن التحقيق المحلي يشهد تدخلات كثيرة ويتم تمييع ملفاته، موضحاً أن ميليشيات «حزب الله» لا تعترف بالقضاء، محلياً أو دولياً. وشدد نمر على ضرورة رفع الحصانة عن كل الأطراف ومحاسبة جميع المسؤولين في انفجار مرفأ بيروت. وأكد ضرورة نبذ ومواجهة منطق الميلشيات والسلاح غير الشرعي وعلى رأسه سلاح «حزب الله»، والتمسك أكثر بمنطق الدولة والجيش اللبناني الذي يحمي البلاد والمواطنين، موضحاً أن هذه الأحداث قد تُهدد الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة. وذكر المحلل السياسي أن لبنان غرق في مرحلة خطيرة بات الأمن فيها مهدداً وقد تتجه الأوضاع إلى ما هو أصعب في ظل أزمة اقتصادية خانقة. ومن جانبه، قال المحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز لـ«الاتحاد»: إن المحور الذي حدثت فيه الاشتباكات أمس في ضاحية بيروت الجنوبية بين منطقتي السياح وعين الرمانة هو نفسه الذي اندلعت منه «الحرب الأهلية» اللبنانية في 13 مارس عام 1975 واستمرت 15 عاماً، موضحاً أن ما حصل يسلط الضوء على نفس السيناريو وسط غليان مصطنع للعصبيات الطائفية والحزبية.
مشاركة :