أبدى الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم (الخميس) رغبة بلاده في استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين. جاء ذلك بحسب بيان للرئاسة اللبنانية خلال لقاء عون مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند. وأبلغ عون الدبلوماسية الأمريكية برغبة لبنان "في معاودة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل لترسيم الحدود الجنوبية البحرية، لاستكمال عملية التنقيب عن النفط والغاز بالمياه الإقليمية للبلاد". وكان لبنان وإسرائيل أجريا مفاوضات غير مباشرة في منطقة "الناقورة" اللبنانية الجنوبية الحدودية في مقر قيادة قوات الأمم المتحدة (يونيفيل) برعاية أممية وبوساطة أمريكية وعقدا 5 جلسات بين أكتوبر 2020 ومايو 2021. وتم تأجيل الجولة السادسة من المفاوضات إلى أجل غير مسمى بسبب خلافات حول المعايير التقنية الواجب اتباعها لإتمام الترسيم. وكانت المفاوضات قد انطلقت حول مساحة بحرية متنازع عليها في المتوسط يعتقد أنها تحوي كميات من النفط والغاز تبلغ 860 كيلومترا مربعا، لكن لبنان استنادا إلى دراسات قانونية وجغرافية حديثة يقول إن المساحة المتنازع عليها هي 2290 كيلو مترا وهو ما ترفضه إسرائيل. من جهة ثانية أشار عون إلى أن الحكومة اللبنانية ستجري مفاوضات مع صندوق النقد الدولي لمساعدة لبنان في النهوض الاقتصادي، مؤكدا على إعادة إعمار مرفأ بيروت والاهتمام بتأمين الطاقة وتطوير الإدارة والقوانين الإصلاحية اللازمة. ولفت إلى أن الانتخابات البرلمانية ستجري في موعدها بكل حرية وشفافية وديمقراطية في الربيع المقبل. بدورها جددت نولاند للرئيس اللبناني "وقوف الولايات المتحدة إلى جانب لبنان لمساعدته على مواجهة التحديات الراهنة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية". وعبرت عن دعم تطلعات الشعب اللبناني في الأمن والاستقرار الاقتصادي والحكم الشفاف والمسؤول. وأكدت استعداد بلادها "العمل مع المجتمع الدولي والصناديق المالية، لا سيما صندوق النقد الدولي لتقديم الدعم للبنان، إضافة إلى مواصلة الدعم للجيش اللبناني". الدبلوماسية الأمريكية التقت أيضا في لقاءات منفصلة في وقت سابق اليوم مع كل من وزير الخارجية عبد الله بو حبيب ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري. وأعلنت نولان في مؤتمر صحفي قبل مغادرتها لبنان أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقدم دعما إضافيا بقيمة 67 مليون دولار للجيش اللبناني، مشيرة إلى أن بلادها قدمت أكثر من 300 مليون دولار كدعم إنساني للبنان في هذا العام. وأعلنت الوقوف بجانب لبنان وجهوده لاستعادة الاستقرار الاقتصادي والخدمات الأساسية بما في ذلك الكهرباء والرعاية الصحية والتعليم. ويعاني لبنان منذ العام 2019 من أسوأ أزمات مالية واقتصادية وصحية في تاريخه ومن تدهور معيشي متصاعد وانهيار قيمة الليرة اللبنانية وتآكل المداخيل والمدخرات، إضافة إلى تصاعد الفقر بنسبة 74 % مع ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية وبروز أزمات أخرى بينها الشح في الوقود والكهرباء والأدوية.■