أبلغ الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم (السبت) وفدا أمريكيا بأن بلاده تتطلع إلى استئناف المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، بحسب بيان رئاسي. وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان أن عون اجتمع اليوم مع وفد أمريكي ضم عضوي الكونغرس من أصل لبناني داريل عيسى، ودارين لحود، ورئيس مجموعة العمل الأمريكية من أجل لبنان السفير إدوار غبريال. وتابعت أن عون قال ردا على أسئلة أعضاء الوفد الأمريكي "إن لبنان يتطلع إلى استئناف المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع انتظار عودة الموفد الأمريكي أموس هوكشتاين لاستكمال المحادثات التي بدأت بهدف الوصول إلى اتفاق يضمن حق لبنان لاستثمار موارده الطبيعية في حقول النفط والغاز الحدودية". وجرت خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل برعاية أممية وأمريكية في الفترة من أكتوبر 2020 ومايو 2021. وأرجئت جولة سادسة إلى أجل غير مسمى بسبب خلافات حول المعايير التقنية الواجب إتباعها لإتمام الترسيم. وأجرى هوكشتاين الذي عين خلفا للسفير جون دوروشيه، الذي تولى ملف المفاوضات خلال الفترة الماضية، في شهر أكتوبر الماضي مباحثات منفصلة مع قادة لبنان لبحث مستقبل المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية. وبدأ التفاوض بين لبنان وإسرائيل حول مساحة بحرية متنازع عليها في البحر المتوسط تبلغ نحو 860 كيلو مترا مربعا ويعتقد أنها تحوي كميات من النفط والغاز، لكن لبنان أفاد بأن المساحة المتنازع عليها هي 2290 كيلومترا استنادا إلى دراسات قانونية وجغرافية حديثة، وهو ما ترفضه إسرائيل. من ناحية أخرى، أبلغ عون الوفد الأمريكي بأن لبنان بدأ التحضير للخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة من خلال إعداد برنامج للتفاوض مع صندوق النقد الدولي للحصول على قروض. وأشار إلى أنه يتم العمل على "إجراء إصلاحات في النظام المالي والمصرفي بعد تحديد الخسائر التي سيؤدي توزيعها العادل إلى إعادة التوازن المالي إلى البلاد". وأكد أن "لبنان يتطلع إلى دعم الولايات المتحدة للبرامج الإصلاحية التي سوف تعتمدها الحكومة". وشكر عون الوفد الأمريكي على المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للمؤسسات الرسمية والجيش اللبناني، منوها بدور الإدارة الأمريكية في تسهيل استجرار الكهرباء الأردنية والغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا نظرا للانعكاسات الإيجابية لذلك في تأمين التيار الكهربائي في لبنان. وكان وزراء الطاقة والنفط في الأردن ومصر وسوريا ولبنان قد اتفقوا في مطلع سبتمبر الماضي بدعم أمريكي على إمداد لبنان بالكهرباء والغاز الطبيعي لحل أزمة الكهرباء في لبنان. وردا على أسئلة الوفد الأمريكي، شدد عون على التفاهم بينه وبين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حول ضرورة إنجاز الإصلاحات في لبنان، معتبرا أن "الظروف الراهنة التي تمر بها الحكومة لن تستمر وسيعود مجلس الوزراء إلى الانعقاد قريبا". ولم تجتمع الحكومة منذ 12 أكتوبر الماضي بسبب الخلاف حول قرارات المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار، حيث يطالب الوزراء المقربون من حزب الله وحركة (أمل) الشيعيين وتيار المردة المسيحي بتنحية البيطار بعد اتهامه بـ"تسييس" التحقيق. كما أكد عون على التزام الاستحقاقات الدستورية في العام المقبل في إجراء الانتخابات البرلمانية والانتخابات الرئاسية. وكان عيسى ولحود قد نقلا إلى الرئيس عون اهتمام الكونغرس الأمريكي بالوضع في لبنان، والحرص على "الاستمرار في تقديم المساعدات إلى المؤسسات اللبنانية المدنية منها والعسكرية"، بحسب البيان الرئاسي. واجتمع الوفد الأمريكي في وقت سابق اليوم مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي. وشدد الوفد على "الوقوف إلى جانب لبنان على مختلف الصعد وعلى دعم جهود الحكومة اللبنانية"، داعيا إلى "ضرورة إنهاء الخلافات السياسية، بما يتيح التركيز على معالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية"، وفق بيان صدر عن مكتب ميقاتي. ووصل الوفد الأمريكي إلى بيروت أمس الجمعة للقاء المسؤولين اللبنانيين في زيارة استطلاعية للأوضاع في لبنان.