بيروت - (وكالات الأنباء): تسود أجواء من القلق والتوتر ارجاء العاصمة اللبنانية بيروت بعد الاشتباكات العنيفة التي شهدتها ضاحية الطيونة في بيروت الخميس الماضي واودت بحياة سبعة اشخاص، وقد شيع «حزب الله» وحليفته حركة أمل امس الجمعة سبعة قتلى، غالبيتهم من عناصرهما، سقطوا خلال اشتباكات عنيفة ذكرت بسنوات الحرب الأهلية وأتت على وقع توتر سياسي مرتبط بمسار التحقيق في انفجار مرفأ بيروت. وتتزايد الشكوك على ما يبدو بشأن مصير التحقيق في انفجار مرفأ بيروت بعد خلاف سياسي مرير. حول قرارات قاضي التحقيقات أفضى الى اطلاق شرارة أدمى أحداث عنف في شوارع لبنان منذ أكثر من عشرة أعوام. وعزز العنف الذي اندلع عند خط التماس بين حدود الاحياء المسيحية والشيعية في بيروت مخاوف من انعدام الاستقرار في بلد تكثر فيه الاسلحة ويعاني من أحد أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم. ودعا رؤساء الحكومة السابقون في لبنان الجيش والقوى الأمنية إلى اتخاذ أقصى الإجراءات والتدابير لمنع كل أشكال العنف وإلى ضرورة الاستعانة بلجنة تحقيق دولية أو عربية في قضية انفجار مرفأ بيروت. وجاءت دعوة رؤساء الحكومة السابقون في لبنان، فؤاد السنيورة وسعد الحريري وتمام سلام، في بيان صادر عنهم إثر تداولهم للأوضاع الراهنة في البلاد بعد الاحداث التي جرت يوم الخميس في منطقة الطيونة بالعاصمة بيروت. وأعرب رؤساء الحكومة السابقون في لبنان عن «صدمتهم البالغة، وأسفهم الشديد، وإدانتهم الكاملة للأحداث المستنكرة، والتي ذهب ضحيتها عدد من الضحايا الأبرياء»، وطالبوا بضرورة المسارعة إلى إصدار قانون برفع الحصانات عن الجميع لإحقاق العدالة الكاملة وغير الانتقائية، وقالوا إنه «يجب الالتزام الثابت والكامل باستقلالية القضاء وبعدم التدخل بشؤونه». وامس الجمعة، رفض نادي قضاة لبنان طلبات رد قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، داعيا إلى الكف عن العبث «في آخر حصن في فكرة الدولة»، وإلى الإسراع في تحديد المسؤولين عن العنف في بيروت وإنزال العقوبة بهم. وقالت لينا الخطيب مديرة برنامج الشرق الاوسط وشمال إفريقيا في شاتام هاوس ان «المؤسسة الحاكمة في لبنان ستستغل عدم الاستقرار الذي حدث أمس لتصور أن ضرر التحقيق أكبر من نفعه». وكان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي قد دعا، في وقت سابق، الجسم القضائي، إلى تنقية نفسه، وفق تعبيره، وقال إن أعمال العنف التي وقعت في بيروت انتكاسة للحكومة إلا أنه تعهد بإجراء الانتخابات في موعدها. وأكد ميقاتي أن الجيش اللبناني أثبت حضوره وتمكن من ضبط الأمن ووقف تدهور الوضع. من جانبها، شددت منسقة الأمم المتحدة في لبنان، يوانا فرونتسكا، امس الجمعة، على أن الجيش اللبناني لا يزال يمثل ركيزة للاستقرار في البلاد، بعد الاشتباكات التي وقعت في بيروت. وأضافت فرونتسكا عبر حسابها في تويتر، أنها التقت قائد الجيش اللبناني جوزف عون، وناقشت معه الدور «المحوري» الذي لعبه الجيش أمس الخميس في إعادة الهدوء إلى بيروت. من جهته، أعلن الجيش في بيان في وقت سابق امس الجمعة، أن اللقاء بحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وقالت جماعة حزب الله اللبنانية امس الجمعة انها لن تنجر الى حرب أهلية بعد يوم من مقتل ثلاثة من أعضائها في أدمى أعمال عنف تشهدها البلاد منذ أكثر من عشرة أعوام. وذكر هشام صفي الدين العضو البارز في الجماعة للمشيعين في كلمة ألقاها أثناء جنازة أحد ضحايا العنف «لن ننجر الى حرب أهلية جديدة في لبنان لكن بنفس الوقت لن نترك دماء شهدائنا تذهب هدرا». وخلال التشييع، قال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين إن «كل هذا القتل وكل هذه المجزرة الذي قام به هو حزب القوات اللبنانية»، متهماً إياه بالسعي لـ«إحداث حرب أهلية». واعتبر حزب القوات اتهامه «مرفوضاً جملة وتفصيلاً»، متهماً حزب الله بـ«اجتياح» المنطقة و«الدخول إلى الأحياء الآمنة». وقال رئيسه سمير جعجع، الذي دائماً ما يطالب بنزع سلاح حزب الله، إن «السبب الرئيسي لهذه الأحداث هو السلاح المتفلِّت والمنتشر». وقال نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش امس الجمعة إن «المسار الذي بدأناه لتنحية المحقق العدلي (...) سيتواصل ولن نتراجع».
مشاركة :