البرازيل بلد المياه بامتياز تعاني العطش

  • 11/1/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ترتفع لافتة كتب عليها خطر الغرق عند مدخل احد السدود التي تمد ريو دي جانيرو بمياه الشرب، غير ان السد لم يعد يحتوي على قطرة مياه واحدة. فمحمية ساراكورونا قرب دوكي دي كاسياس في ضاحية ريو الشمالية لم تعد اكثر من سهل واسع من الرمل والوحل والنباتات تجوبه الكلاب والابقار بحثا عن مجرى مياه ضئيل. وفي اثناء سيره في مجرى النهر الجاف بعد ان امر فريق صحافيي وكالة فرانس برس بمغادرة المكان عند زيارته الجمعة، صرح عنصر امني لم تعد ثمة مياه هنا منذ زمن طويل. وحالة ساراكورونا تنطبق على مجمل جنوب شرق البرازيل بين ريو دي جانيرو وساو باولو حيث جفت السدود. وتبذل السلطات كل ما وسعها لتجنب تقنين المياه. وتنسب دائرة البيئة في ولاية ريو المشكلة الى اسوا جفاف في السنوات الـ85 الاخيرة، لكن خبراء البيئة يعزون الامر من جهتهم الى السياسات العامة السيئة لادارة المياه منذ عقود. ومع اقتراب موسم الامطار يخشى العلماء ان تؤدي ظاهرة ال نينيو المناخية التي تقلص حجم الامطار الى تفاقم الوضع. وينبغي عدم نسيان دورة الالعاب الاولمبية التي تستضيفها ريو العام 2016 في بلاد تعول على السدود لتأمين 75% من حاجاتها الى المياه والكهرباء. - كنا نصطاد - في سيريم، احد احياء دوكي دي كاسياس ما زال يصعب على السكان التصديق ان النهر بات مجرد ذكرى. فقبل ثلاث سنوات كانت المياه تصل مباشرة الى سد ساراكورونا الذي انشئ في البدء لتغذية مصفاة تابعة لشركة بتروبراس النفطية. وقال ريناتو توماز البالغ 42 عاما في السابق كان الجميع يصطادون هنا. كانت المياه كثيرة، فيما كان ينظر الى مجرى المياه السطحية التي احاطت بها الاشجار. ويوشك سد برايبونا الذي يعتبر اكبر نظام لتزويد ريو بالمياه ان يبلغ مستوى الانعدام بحيث لا تعود مياهه صالحة للاستخدام. وفي تشرين الاول/اكتوبر، سجلت اربعة من السدود الرئيسية لنهر برايبا دو سول اقل من 6% من الحجم الفعلي للمياه. وفي ساو باولو شهد منسوب نظام كنتاريرا الذي يغذي المدينة بعض التحسن بعد جفاف قاس وبلغ 16% من حجمه الفعلي. وفي ولاية باهيا (شمال شرق البرازيل) وصل سد سوبراردينيو الى 6% من قدرته. - اسوأ من أزمة - والسؤال: كيف يمكن ان تعاني البرازيل الجفاف علما بانها تشكل احد اهم موارد المياه العذبة في العالم؟ والقسم الاكبر من هذه المياه موجود في نهر الامازون شمال البلاد على بعد الاف الكيلومترات من 20 مليون نسمة يقيمون في ساو باولو وعشرة ملايين يعيشون في ريو. وبالاضافة الى الجفاف، دفعت السياسات الحكومية السيئة بالبلاد الى شفير الهاوية. ويقول الاستاذ الجامعي سيرغيو ريكاردو المقيم في ريو هذه اسوأ من ازمة، لان الازمة تمر. انها (مشكلة) بنيوية. ويضيف ليس الامر ناجما عن قلة الامطار لفترة طويلة فحسب بل كذلك عن سوء ادارة ادت بريو الى هذا الوضع الحساس. وتراوح الاخطاء بين انعدام فعالية استثمار المخزون وتلوث منابع هذا المورد الثمين. ففي ضاحية ريو على سبيل المثال يتم التخلص من 80% من المياه المبتذلة في الانهر بلا اي معالجة بحسب ريكاردو. ويؤكد عالم الاحياء ماريو موسكاتيلي ان الجفاف وتغير المياه ليسا السبب الوحيد للازمة داعيا الى اخذ الاضرار الناجمة عن البشر في الاعتبار. ويقول انطلاقا من مؤشرات الطبيعة فان الوضع سيزداد سوءا. ورد الحكومة كان دائما خجولا وبمثابة رد فعل ولم يكن يوما تدبيرا وقائيا.

مشاركة :