تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بعد حوالي خمسين يوماً من الآن باليوبيل الذهبي لقيامها. وهي مناسبة مهمة ولحظة عظيمة من عمر الدولة تجعلنا نعود بالذاكرة إلى العام 1971 مستذكرين قيام الاتحاد ومؤسسيه والإنجازات التي تحققت على أيديهم، وأوصلت الدولة إلى ما هي عليه اليوم من تقدم ورفعة وازدهار. لقد أسس الرواد طريقاً للتنمية والنهوض بالدولة، وبوتيرة سريعة، لمواكبة ظروف المرحلة التاريخية خلال سبعينيات القرن الماضي.. وكأنهم كانوا يرون المستقبل من منظورٍ ما كان يتبادر لأذهان الكثيرين حينها، إذ عملوا على بناء الدولة وفق أفضل المقاييس، ووضعوا نصب أعينهم الاستفادة من مقدرات البلاد التي حباها المولى بها.. ووجَّهوا نحو البناء والتعمير، وتعلية صرح الدولة العصرية الحديثة. واستمرت المسيرة منذ ذلك التاريخ حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم: أيقونَة الصحراء وحديقتها الحضارية الخضراء الغناء في منطقة الشرق الأوسط.. وما زالت تخطو خطواتها المتزايدة اتساعاً وتسارعاً. وتشكل الذكرى الخمسون لقيام الدولة مناسبةً تدعونا لاستذكار مسيرة النماء والازدهار والرخاء التي أسس لها الآباء المؤسسون منذ قيام الاتحاد، وسارت على نهجهم القيادة الرشيدة من خلال الإنجازات الفريدة التي تحققت، والبرامج والمبادرات العديدة التي تجسدت ورسخت مكانة الدولة، إقليمياً وعالمياً، في كل المجالات، حتى تصدّرت مؤشرات التنافسية العالمية وأصبح اسمها يتردد في كافة المحافل الدولية بين أسماء الدول التي يشار إليها بالبنان. وتتوج مسيرة 50 عاماً من تاريخ الدولة بانطلاقها المتواصل نحو مستقبل أكثر ازدهاراً في مئويتها عام 2071. وقبل ذلك فإن الإنجازات الحالية للإمارات تنبئ بأن الاحتفال بالعام الخمسين سيكون علامة فارقة في التاريخ ومحطة انطلاق يصاحبها إطلاق مبادرات وفعاليات كثيرة. إنه بالفعل لحظة تاريخية في رحلة بدأت مع الإعلان عن قيام دولة الإمارات في عام 1971، لذا فهو احتفاء بالإرادة العظيمة والعزيمة القوية التي تحلى بها الآباء المؤسسون وبالجهود التي بذلها أبناء الدولة حتى أصبحت إحدى أكثر الدول نمواً وتطوراً وازدهاراً، وهي اليوم تسير بخطى واثقة نحو الخمسين عاماً المقبلة، وذلك عبر تعزيز مسيرتها التنموية بمشاريع رائدة وإنجازات تاريخية واعدة. ومن الإنجازات التي تواكب مناسبة الخمسين نذكر، على سبيل المثال لا الحصر، إنشاء محطة «براكة 2» للطاقة النووية السلمية، كأول مفاعل سلمى للطاقة النووية في العالم العربي، وهو إنجاز له أهمية بالغة في تاريخ المنطقة. وهناك أيضاً «مسبار الأمل» الذي نجح في الوصول إلى المريخ يوم التاسع من فبراير الماضي، لتكون الإمارات أول دولة عربية وخامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز. وينتظر العالَمُ من المسبار خلال عام الخمسين تقديم أول صورة شاملة وكاملة للغلاف الجوى المريخي على مدى عام كامل. ومن الإنجازات أيضاً في عام الخمسين إقامة «إكسبو 2020 دبي»، والذي يقام في الفترة من 1 أكتوبر 2021 إلى 31 مارس 2022 تحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل»، وذلك للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا. *كاتب كويتي