مروان الرحباني: «الفارس» سيرة حياة في 80 دقيقة

  • 11/1/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا ما التوقعات لعمل توافرت له كافة عوامل النجاح قبل أن يولد، واحتضنته بيئة خلاقة، كل ما فيها ينبض بالإلهام والتميز. عن ملحمة الفارس نتحدث، فالفكرة مستوحاة من أشعار فارس العرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومهمة تنفيذ العمل تتولاه شركة الرحباني للإنتاج، تتولى إنتاج العمل والإشراف عليه براند دبي الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي. ملحمة تحكي سيرة الحياة في 80 دقيقة، بكل ما فيها من تناقضات، وما يملأ سلتها من خير وشر، وحب وكراهية، ومعانٍ للإنسانية تتجسد على هيئة فارس لا يرضى إلا بالأفضل لوطنه وشعبه. فهل هذا الفارس هو صاحب السمو حاكم دبي، وإلى أين وصلت نسبة إنجاز العمل، وعلى ماذا يعتمد لتقديمه بأفضل صورة، وإلى أي مدى سيعيد الجمهور إلى المسرح؟ البيان التقت مروان الرحباني مخرج العمل وأحد مؤلفيه، للإجابة عن هذه التساؤلات، ليؤكد بأن الفارس جاهز بنسبة 75%، وأن فريقاً مكوناً من 800 شخص يقفون وراء إنجاز هذه الملحمة. رغم الأعمال السابقة التي قدمتموها، يبقى لـالفارس وقع خاص، بماذا يختلف عن غيره بالنسبة لكم؟ الفارس عمل جديد بكل المقاييس، وشكل مختلف عن المسرح الغنائي الذي قدمناه، أراه قريباً في الشكل كثيراً، ولكنه مختلف في البناء الدرامي، فهذا العمل يتكون من فصل واحد يرتكز على أشعار صاحب السمو حاكم دبي، بشكل رئيس، أما الاختلاف فيكمن في طريقة هيكلة المشهد والرؤية، وهيكلية القصة بتركيبها المسرحي كونها مكونة من فصل واحد، وكلي ثقة بأن هذا العمل سيكون خطوة إلى الأمام. 5 أشهر كم نسبة ما تم إنجازه من العمل حتى الآن؟ بدأنا التمارين بصمت منذ أربعة أشهر، وأنجزنا ما نسبته 75% منه، والحقيقة تقال إن مثل هذا العمل يتطلب من غيرنا سنتين لإنتاجه، أما نحن فليس لدينا الترف للتحضير لأي عمل على مدى عامين، ولذا، فخمسة شهور من العمل المتواصل سيصبح خلالها الفارس جاهزاً. هل النص الدرامي هو الذي استدعى القصائد المختارة، أم أن القصائد هي التي كتبت النص؟ كانت الفكرة منذ البداية تعتمد على تقديم عمل يستند إلى أشعار صاحب السمو حاكم دبي، ومنها استوحينا فكرة النص المكتوب، واستوحينا شخصية الفارس، وهذه القصائد ليست مُمَسْرحة بل هي قصائد درامية استثمرناها ضمن إطار درامي، إذ وجدنا أن الخط الدرامي استحضر أبيات القصائد، وتم تشكيل القصة لتحتضن هذه الأبيات. فانتازيا هل الفارس في هذه الملحمة هو صاحب السمو حاكم دبي؟ لا، فارس ليس هو محمد بن راشد، والمكان الذي تجري فيه الأحداث ليست دبي، فهذا عمل درامي غنائي ملحمي فانتازي، يتنقل بين أفكار كثيرة يمكن أن تُنسب إلى أية مدينة في العالم، لنرى من خلاله المدينة التي نريد، والفارس الذي نتطلع إليه، وشخصية الفارس في الملحمة كل شخصٍ محبٍ لوطنه، ويسعى لإسعاد شعبه والحفاظ عليه، ولديه تطلعات لخير شعبه وبلده وأرضه، وهذه صفات أي فارس. هل يمكن تقديم العمل في أي مكان؟ الفن لغة عالمية، وموضوع العمل ليس محلياً بل عالمياً، كما أن اللغة المسرحية للملحمة عالمية أيضاً، ولذا، يمكن تقديم العمل في أي مكان من الدول العربية إلى أوروبا وأميركا. وسبق أن ناقشنا مع المكتب الإعلامي لحكومة دبي ضرورة تقديم العمل خارج الإمارات، فالأعمال الفنية الناجحة والكبيرة هي التي تبقى في الذاكرة وتتوارثها الأجيال، ومثل الفارس هو ما نقدمه لغيرنا بكل فخر، لنقول هذا هو الفن في الإمارات. متابعة إلى أي مدى تحظى آلية العمل بمتابعة حثيثة من صاحب السمو حاكم دبي؟ أعتقد أن سموه على اطلاع مباشر على جميع تفاصيل العمل، لكن التنسيق اليومي وعلى مدار الساعة يكون مع المكتب الإعلامي لحكومة دبي بإدارة منى المري، والتواصل مع سالم باليوحة مدير إدارة الخدمات الإعلامية، ونحن نطلعهم على خطواتنا وكافة التفاصيل أولاً بأول، وهنا أريد توجيه تحية وإشادة بالمكتب الإعلامي لحكومة دبي وبراند دبي، إذ لا يزال هناك من يفكر بالجمال والثقافة والفن، ويمتلك الرغبة في تقديم أعمال مميزة تدوم، ويرى من خلالها الغرب حضارتنا وثقافتنا ووجهنا الإبداعي الحقيقي. اختيارات أشار مروان الرحباني أن اختيار الفنان غسان صليبا بدور فارس يعود لخبرته وتاريخه المهم مع المسرح، أما بلقيس فتحي التي تلعب دور شموس، فدورها كان يتطلب شخصية ذات صوت جميل، وكانت الأنسب، فهي دم جديد وإضافة مهمة. قلق جندي في الحرب عن مدى قلقه من رد فعل الجمهور على الفارس، أكد مروان الرحباني أن القلق يرافقه منذ وُلد، ومنذ قرر العمل في الفن، لافتاً إلى أن مصدر القلق هو الرغبة في النجاح وتقديم الأفضل، ومشيراً إلى أنه بدون هذا القلق لا ينجح الإنسان ولا يبدع. ووصف الرحباني قلقه وقلق شقيقيه غدي وأسامة بقلق جندي في الحرب، فما يقدمونه من إبداع سيكون تحت الأنظار على مدى ساعة أو أكثر، ومؤكداً أن من لا يخاف على عمله لا ينجح، ولكن هذا الخوف يبقى تحت السيطرة، وهو مؤشر حقيقي على مدى الرغبة في تقديم الأفضل. وذكر الرحباني أن ملحمة الفارس تحمل طموحات ومعاني وهموما، ودور القائمين عليها تقديم كل ذلك بشكل جمالي، تتوفر فيه جميع عناصر الجمال من شعر ونص وموسيقى وغيره. تفاصيل من رحم دبي ذكر مروان الرحباني أن الفارس ملحمة خرجت من رحم دبي، وكل تفاصيلها تعكس النهضة الحضارية فيها، وتتحدث باسم الفن والإبداع الذي تشهده المدينة، ليس فيما يتعلق بمضمون النص، بل بالعناصر التي توحدت لتقديم مستوى بهذه الجودة. ولفت إلى أن كل عمل جديد يكون مدللاً، وخصوصاً في لحظات إنتاجه وبث الحياة في جوانبه، ليتحول النص المكتوب إلى روح نابضة بالحياة، ونرى الصور تتطور لتتحول إلى حركة، والحركة تتطور لتخلق الشخوص، وتمر هذه الشخوص بلحظات ومواقف مختلفة، وتقف أمام جمهور يعيش معها كل انفعالاتها، ليبقى الهاجس في الجمهور الذي لا يعرف أحد كيف سيكون رد فعله على العمل. موسيقى عالمية ترتقي لمستوى الأشعار ذكر مروان الرحباني أن أشعار محمد بن راشد فرضت على صناع العمل موسيقى من نوع خاص، وقال: بعد التعمق بقصائد سموه وأوزانها ومعانيها، وجدنا أنها تحمل موسيقى كبيرة جداً، ولذا سنسعى من خلال العرض إلى تقديم موسيقى عالمية النكهة تظهر فيها جذورنا الشرقية، وموسيقى العرض مسجلة مع الأوركسترا السيمفونية الأوكرانية، والأوركسترا السيمفونية اللبنانية. ووعد الرحباني بأن تكون الموسيقى لافتة وجاذبة إلى حد كبير، وقال: نعمل على الارتقاء بها إلى مستوى الشعر الذي نتعامل معه، فهو شعر عالٍ جداً في جودته وموسيقاه وذائقته. وعما إذا كان يتخوف من تغلب الأشعار على الموسيقى قال: تبقى السلطة الأقوى للكلمة دائماً، وهذا سيجعل الغلبة للشعر، إلا أنهما مكملان لبعضهما البعض في النهاية. وأكد الرحباني أنه فوجئ بالصور المسرحية التي تحتويها أشعار محمد بن راشد، وقال: سيرى الجمهور قصائد مكتوبة على المسرح مملوءة بالصور الشعرية، منها ما يشحن المشاهد بالعنفوان، وتضخ النفس بالبطولات. وتحدث عن تقنيات العمل سينوغرافيا وموسيقى وأزياء وديكور وتصميمات واكسسوارات ورقصات فقال: كل التقنيات سُخرت من أجل إيصال الكلمة، فهي الأساس، وكلمة واحدة كفيلة بأن تصنع مشهداً متكاملاً.

مشاركة :