قال مروان الرحباني مخرج مسرحية «الفارس»، التي بدأ عرضها في مدينة دبي الإماراتية أول من أمس، إن العمل الفني قدم معايير جديدة في المسرح العربي، وذلك من خلال المزيج الجديد الذي تضمنه العمل، إضافة إلى طريقة العرض المبتكرة. وقال الرحباني في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه تم بناء القصة الدرامية للمسرحية بحيث تتمحور حول القصائد، وهو ما يعتبر إضافة جديدة في العمل المسرحي، موضحًا أنه تم اختيار القصائد وتم توظيفها حسب الرؤية الدرامية. وأمام أكثر من 2000 مشاهد، انطلق العرض الأول لمسرحية «الفارس» والمستوحاة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حيث اختيرت 30 قصيدة بعد دراسة ما يزيد على 150 قصيدة، ويؤدي دور «فارس» - وهي الشخصية الرئيسية في العرض - المطرب اللبناني غسّان صلبيا، الذي شاركته البطولة الفنانة الإماراتية بلقيس التي أدت دور «شموس». وتابع مروان الرحباني قائلا إن هذا المزيج ما بين أشعار الشيخ محمد بن راشد وألحان الرحابنة أعطت منتجا جديدا للمسرح العربي، من خلال تناغم الموسيقى الكبير، وهي عبارة عن لهجة شعبية على إيقاعات عالمية، وهو ما يجعل العمل مشوقا، على حد وصفه. وأكد الرحباني أن الحراك المسرحي والفني في دبي مختلف عن العواصم العربية الأخرى، كبيروت والقاهرة، وهو يرجع إلى كون الحكومة هي من ينتج الأعمال الفنية، وهو ما لا يوجد في مدن أخرى، إذ إن هذا العمل الثالث من إنتاج الحكومة مع مجموعة الرحباني. وحول وضع المسرح العربي قال مخرج مسرحية «الفارس»: «ما يحدث اليوم على الساحة السياسة يضعنا في معركة حضارة، ومن الضروري أن يكون هناك وعي كبير لدى كل طبقات المجتمع، وهو ما يحتم أهمية التكاتف لمواجهة ذلك، والمسرح بحاجة إلى أعمال أكثر لإبراز الدور الذي يقوم به في صد الأفكار التي نواجهها في الوطن العربي». من جهتها قالت منى المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، إن «الملحمة الغنائية المُستوحاة من أشعار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ترسّخ مكانة دبي كوجهة للإبداع، وإن المسرحية هي رسالة خير من دبي إلى العالم تحمل بين ثناياها معاني إنسانية رفيعة نابعة في الثقافة العربية الأصيلة والقيم الإسلامية السمحة، وتقدم دعوة إلى العالم أجمع لإحياء تلك القيم لتكون عونًا لشعوبه على تجاوز التحديات التي أثقلت كاهل الناس، ولتشيع الأمل في النفوس وتدعو للخير والنماء وتبشر بآفاق أرحب حافلة بالفرص يعمها الوئام وتظللها السعادة». وتُعد مسرحية «الفارس» التعاون الثالث للرحابنة مع دبي، حيث سبق أن قدموا في عام 2001 مسرحية «أبو الطيب المتنبي»، وفي عام 2007 مسرحية «زنوبيا»، وشارك في إعداد العمل الفني فريق يضم أكثر من 800 فنان وعارض وخيّال وموسيقي وتقني يمثلون ما يزيد على 30 جنسية مختلفة، بالتعاون مع فريق من الكوادر المحلية.
مشاركة :