وزير الخارجية البريطاني: ايديولوجية «داعش» إسلامية متطرفة...سنزعزعها باستراتيجية ووضع حدّ لحرية التعبير

  • 11/1/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كشف وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، عن جملة تدابير اتخذتها وستتخذها بريطانيا من أجل التغلب على خطر الإرهاب والتطرف. تفصيلاً، قال هاموند، الذي كان يتحدث في ثالث جلسات مؤتمر حوار المنامة امس السبت (31 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، «ترددنا في بريطانيا في التعامل مع التطرف، فكنا متساهلين مع عدم تقبل الآخر، لكننا غيرنا مقاربتنا لذلك، فقبل بضعة أيام أصدرنا استراتيجية متكاملة لمحاربة التطرف، ودعم المعتدلين، ومحاربة التطرف في المساجد والمؤسسات الخيرية». وأضاف «من أجل العمل على محاربة التطرف على كل المستويات، أنشأنا وحدة تحليل التطرف في وزارة الخارجية، كما أننا في طور إعادة النظر في سوء استخدام الشريعة في المجتمع البريطاني، والحرص على دعم المعتدلين، وتعزيز الرقابة في مؤسسات مختلفة من بينها المدارس والمؤسسات الخيرية والسجون». كما بين نية بريطانيا في اعتماد تشريع لوضع قيود على أشخاص يشكلون تهديداً متطرفاً. وقال: «لا شك أن تحدي التطرف ليس بجديد، فقد واجهنا تطرف التهديد الشيوعي في السابق، إلا ان تحدي اليوم مختلف، حيث تنطلق جذوره من اساءة تفسير أحد أهم الأديان في العالم، ولهذا فإن هذا التطرف مترسخ وذو انتشار واسع، عزز من ذلك انتشاره عبر شبكة الانترنت». وأشار إلى أن الإسلام المتطرف أكبر تحدٍّ في عصرنا الحاضر وفي منطقة الشرق الأوسط تحديداً، معبراً عن «داعش» بالقول: «لا شك أن عقيدة «داعش» مخربة وبربرية، وتحكم بالترهيب والعنف، وتقمع كل من لا يعتمد آراءها». وأضاف «هذا الأمر يزعزع أسس دولنا، فداعش تعتمد إيديولوجية إسلامية متطرفة، وهذا بدوره يتطلب استراتيجية مشتركة، ومن خلال زيارتي مؤخراً للمنطقة، وقفت على حقيقة أن الدول التي تقل فيها محاربة «داعش» هي التي تواجه تحديات «داعش» بدرجة أكبر». وتابع «في إطار التحالف الدولي فإننا سنزعزع «داعش»، لكن هزيمة هذا التنظيم غير كافٍ لنزع التهديد، إذ يجب علينا لنزع الاسلامية المتطرفة، خوض معركة على مستوى الاجيال، وفي بريطانيا ربما نكون قد تأخرنا في انتزاع اشكال التطرف كافة، والتأكيد على تماشي الاسلام مع المواطنة الجيدة الغرب». وشدد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند على ضرورة العمل على معرفة كيفية اجتذاب الأشخاص للتطرف، ففي بريطانيا هناك شباب مثقف ويشغلون وظائف جيدة، الا انهم يتخلون عن ذلك للموت مع «داعش»، لافتاً إلى «وجود الآلاف من حول العالم، ممن التحقوا بالامبراطورية الشريرة في العراق وسورية». في الإطار ذاته، قال وزير الخارجية البريطاني «علينا أن نعرف ان الشخص لا يتحول لإرهابي بين عشية وضحاها، فهنالك عمل مستمر من أجل تحقق ذلك». وقال: «هنالك إمكانية لأن تصبح مسلماً بريطانياً صالحاً»، مشدداً على ضرورة دعم المسلمين والحكومات لاستعادة دينهم من الجماعات المتطرفة. ونوه إلى الحاجة إلى أن نخضع أنفسنا لتحليل ذاتي، أطلق في بريطانيا، لمعرفة ما إذا كانت سياساتنا غذت مشكلة التطرف، وما يفرضه علينا ذلك من حماية للمستقبل. وبلا تردد، دعا وزير الخارجية البريطاني إلى وضع حد لحرية التعبير، معتبراً أن ذلك أداة أساسية لهزيمة التطرف، عبر عدم السماح بالخلط بين نبذ التعصب ونبذ الاختلاف. واستدرك «لا بد من مساحات تدعو إلى التعايش والتعبير عن الافكار المختلفة سلميّاً، فبديل الانفتاح هو تحول المعتقدات إلى السرية وتصبح بذلك في يد المتطرفين». انطلاقاً من ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني «لا وجود لحل واحد يناسب الجميع، فعلى كل دولة البحث عن معالجة لما تعانيه من مشاكل مع التطرف»، مبيناً أهمية العمل يداً بيد وتبادل الخبرات العابرة للحدود». بعد ذلك، تحدث رئيس المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان صلاح الدين رباني، عن معاناة بلاده مع الإرهاب والتطرف، حيث قال: «لأفغانستان طول باع مع محاربة التطرف، فالحكومة تحارب ببسالة التنظيمات الإرهابية بالغة الخطورة بما في ذلك طالبان، حتى باتت بلادنا رأس حربة للكفاح اليومي ضد هذه التهديدات، ونحن نواصل انتصاراتنا». وأضاف «لم نكن لوحدنا، لكننا بحاجة إلى العوامل المعينة للتغلب على الإرهاب، وهذا يتطلب مقاربة ممنهجة لا تتوقف عند حدود العمل العسكري، بل يجب علينا العمل على مواجهة خطاب التطرف وتعزيز التعايش»، متطرقاً إلى المؤتمر المنعقد في أفغانستان في العام 2013 والذي ناقش السبل الكفيلة مواجهة التطرف والارهاب، الى جانب لقاء آخر تقرر له ان يعقد قريباً. ختام الجلسة العامة الثالثة بحوار المنامة، جاء عبر كلمة لرئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة، تطرق فيها للشأن السوري، مبيناً الظروف التي أدت إلى ظهور «داعش» في الأرض السورية. وقال: «استخدم النظام السوري في قمعه الثورة السورية، مسارين، مسار القمع، ومساراً آخر تمثل في ايجاد ظروف ملائمة لاحتضان الارهاب، والذي يمثل ظاهرة غريبة على المجتمع السوري المعتدل والمتعايش». وأضاف «نتيجة لإطلاق سراح بعض السجناء، التحق بعضهم بالجماعات التي خرجت من سورية لتكون التنظيمات الارهابية وأحدثها «داعش»، بل إن النظام السوري سلم هؤلاء مستودعات أسلحة، وهو حتى هذه اللحظة يتعامل تجاريّاً مع جماعات ارهابية من بينها «داعش». وذكر أن ذلك أدى إلى تدمير الهوية السورية العليا وجعل الهويات الفرعية تتنافس فيما بينها، منبهاً إلى أن البديل يكمن في المشروع الوطني الجامع للمكونات السورية وصولاً إلى إقامة دولة سورية ديمقراطية مدنية مبنية على حقوق الافراد. كما تناول جملة تحديات تواجه حراك المعارضة السورية، مؤكداً مواجهة هذه الأخيرة بطش النظام والاحتلال المزدوج، الإيراني والروسي، حيث أوقع التدخل الروسي قبل شهر تقريباً 1400 قتيل كلهم من المدنيين، واستهداف أكثر من 12 مشفى. واختتم خوجة كلمته بالقول إن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، شرط أساسي لهزيمة الإرهاب، ووضع سورية على طريق التحول السلمي.

مشاركة :