كشفت فعاليات يوم الغذاء العالمي في إكسبو 2020 دبي عن أرقام وحقائق تحتاج حلولاً عاجلة. فهناك مليار شخص ينامون جائعين كل ليلة، والغذاء المهدر يكفي لسد حاجة البشرية حيث إن الخسائر تصل سنوياً إلى 1.1 مليار دولار بسبب الهدر. الحلول المطروحة ما زالت غير مكتملة لكن بعضها سجل تقدماً لافتاً، مثل جهود شبكة بنوك الطعام الإقليمية التي أنقذت 696 مليون وجبة من الإتلاف في المطاعم والفنادق في العام الجاري، وبالتالي تحويلها لفائدة المحتاجين والفقراء الذين يواجهون تهديداً مستمراً بالجوع في 14 دولة في الوطن العربي وإفريقيا. مجموع هذه التحديات تم طرحها في فعالية «أوقفوا الهدر» التي نظمها الجناح الأسترالي في «إكسبو 2020 دبي»، بحضور المفوض العام للجناح الأسترالي جاستن ماكغوين، ونائب مدير برنامج الأغذية العالمي في دول مجلس التعاون الخليجي، كاترينا جلوتسي، والمنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الإمارات الدكتورة دينا عساف، ورئيس الشبكة الإقليمية لبنوك الطعام الدكتور معز الشهدي، وتخللها دعوة لنخبة من الطهاة على العالم، أبرزهن «الشيف» الأسترالية الشهيرة جانين بوث، هدفت إلى التوعية في كيفية عدم هدر مكونات الغذاء في عمليات الطهو. أكد معز الشهدي العضو المؤسس والرئيس لشبكة بنوك الطعام الإقليمية، إن الشبكة أنقذت 696 مليون وجبة من الإتلاف في المطاعم والفنادق في العام الجاري، وبالتالي تحويلها لفائدة المحتاجين والفقراء الذين يواجهون تهديداً مستمراً بالجوع في 14 دولة في الوطن العربي وإفريقيا. وكشف الشهدي عن أن معدل هدر الطعام حول العالم يقارب 30 % من مجمل الطعام أي ما يعادل 1.2 مليار طن سنوياً، فيما يصل المعدل في المنطقة العربية نحو 34 % من الطعام بعد تناول الوجبات مباشرة، عندما ترمى بقايا الطعام من الأطباق في النفايات، مقابل هذه الأرقام المفزعة هناك بين 12و14 % من سكان العالم يواجهون الجوع، موضحاً أنه في حال تم توفير ثلث ما يهدر سننجح في القضاء على المجاعة، وأضاف: هدر الطعام لا يشمل الأكل فقط، هناك جهود بذلت حتى يصل هذا الطعام إلى طاولة المستهلك تبدأ من الزراعة والجني والنقل، والطاقة وتكلفة مخازن وغيرها من المصاريف والجهود، عندما نتحدث عن هدر30% من الطعام فإننا نعني هدر 30% من اقتصاديات الدول. المسؤولية الاجتماعية وأوضح الشهدي أن تقليل الهدر في المطاعم والفنادق وإنقاذ 696 مليون وجبة من الإتلاف في العام الجاري تم من خلال إطلاق دليل تشغيلي خاص بالمطاعم والفنادق وإقناع المعنيين في هذا الشأن بأن خفض مساحة الصحون قادر على تحقيق خفض في معدل الهدر، حيث ساعد تقليص مساحة الصحون بنحو خمسة سنتيمترات مربعة من 32 إلى 27 سنتيمتراً، على توفير وجبات إلى 28 مليون أسرة شهرياً، بالإضافة إلى لفت نظر إدارات الفنادق والمطاعم إلى أن الطعام المتبقي في المطابخ والذي لم يلمسه الضيوف هو ليس بفضلات بل مورد لا يجب إهداره. وصرح الشهدي أنه عندما أطلق مبادرة إنقاذ الطعام في الفنادق والمطاعم وجد سرعة استجابة لدى الفنادق في تعديل ممارساتها وتعاونها، وقال: بدأنا بدفع المكافآت لعمال الفنادق مقابل عملهم الإضافي في تعبئة وتغليف الطعام وتسليمه للمنظمات المشاركة لكن خلال فترة قصيرة بدأت إدارات الفنادق تطلب منا أن نرسل لهم فواتير شراء العلب والحاويات ويعلموننا بأنهم سيدفعون بأنفسهم لقاء أجور العمل الإضافي، وهكذا بدأنا بالفعل نغير المفاهيم والثقافات، وأصبح هذا العمل جزءاً من المسؤولية الاجتماعية للفنادق. وأكد رئيس شبكة بنوك الطعام الإقليمية أن هدر الطعام ثقافة شائعة في الوطن العربي يجب تغييرها من خلال نشر الوعي بأهمية الحفاظ على الطعام لأن هناك الملايين حول العالم يواجهون خطر سوء التغذية والتهديد بالجوع يومياً، مشيراً إلى أن الشبكة نجحت في إطلاق 43 بنكاً جديداً للطعام في الوطن العربي وأفريقيا وساهمت في تطوير أداء 61 بنكاً حول العالم. واعتبر الشهدي أنّه لم يعد بوسع المجتمع الدولي للعمل الإنساني البقاء مكتوف الأيدي إلى حين الإعلان عن حالات مجاعة لكي يبادر إلى العمل، مضيفًا أنّ الوقاية الفعلية من المجاعة تتطلب مساعدة إنسانية لتحويل النظم الزراعية والغذائية وبناء قدرة الفئات الأضعف على الصمود. 4 آليات للتخفيف في السياق، قال ماكسيمو توريرو كولين، كبير الاقتصاديين لدى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، إن 14 في المئة من الغذاء يهدر ما بين المزارع وسوق الجملة بقيمة 400 مليار دولار، ويهدر 17 في المئة ما بين بائع التجزئة والمستهلك بما قيمته 700 مليار دولار، لتصل قيمة الخسائر الغذائية إلى 1.1 تريليون دولار سنوياً. واقترح كولين أربعة مسرعات للقضاء على هذه الظاهرة: أولاً البيانات، البيانات في الوقت الفعلي لتحديد النقاط الساخنة، لتحديد أين وما هي التحديات التي نحتاج إلى حلها؛ الثاني هو الابتكار والتكنولوجيا، لإيجاد الحلول التقنية وحلول الإرشاد؛ والثالث هو الناس بالطبع؛ والرابع الذي يتم إهماله عادة، هو ما نسميه المكملات، وهي المؤسسات والحوكمة ورأس المال البشري اللازم. وأضاف: إذا نظرنا إلى الأرقام، فإن معدل نمو نقص التغذية المزمن في أفريقيا كبير؛ وأفريقيا هي القارة التي لديها أكبر عدد من البلدان التي تعاني من أزمة غذائية. إذا نظرنا إلى 55 دولة – 75 في المئة منها يأتون من أفريقيا جنوب الصحراء؛ ما يعنيه هذا هو أنهم يتأثرون بالدوافع الرئيسية الثلاثة: الصراع وتغير المناخ وحالات التباطؤ والركود. وقد أدى فيروس كورونا إلى تفاقم كل هذه العوامل الرئيسية الثلاثة. وبسبب ذلك، نتوقع أن يزيد معدل نقص التغذية في أفريقيا بشكل أسرع من جنوب آسيا. ثلث الطعام يومياً كشف المفوض العام للجناح الأسترالي جاستن ماكغوين، عن وجود مليار جائع كل ليلة حول العالم في الوقت الذي يذهب فيه ثلث الطعام إلى الهدر. وقال: «تبرز الفعالية التي ننظمها الجهود التي تبذلها الحكومة الأسترالية بالتعاون مع الأمم المتحدة، وبرنامج الغذاء العالمي، للعمل على إيقاف هدر الغذاء والطعام، إذ إن ثلث الطعام يومياً يذهب إلى الهدر، في حين أن لدينا كل ليلة أكثر من مليار شخص حول العالم يعانون الجوع. كما أن هناك أكثر من 400 مليون طفل جائع حول العالم». وأضاف: «لم تقتصر الفعاليات على تقديم الأرقام والاحصائيات حول الكم الهائل المهدر من الغذاء والطعام البالغ 1.2 مليار طن سنوياً، بل في توفير فرصة سانحة لنخبة من الطهاة المحترفين على العالم، التقديم بأسلوب عملي، النصائح في تقليل الهدر، واتباع تقنيات تسمح في تحديد الكميات المناسبة في عمليات طهو الوجبات اليومية». طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :