لست بصدد تقديم دروس اومحاضرة مكتوبة عن "ماذا فعلت اليابان ولم نفعل نحن" فالجميع يسافر بنفسه، أو من خلال النت والأجهزة الذكية التي عرفت وقربت كل شيء لكل فرد، سواء كان يحمل شهادة ابتدائية أو دكتوارة من هارفرد، بزيارتي لليابان قبل أيام، لم أندهش من وجود "أسلاك الكهرباء والهاتف بالشارع وبين الحواري" ولم أندهش من "هوم لس او فاقدي المأوى" أو "الفقر" كل شيء موجود ككل الدول بهذا العالم، ولم أندهش من "الدقة والنظام والأدب الجم للشعب الياباني ولا من قطارات فوق الأرض وتحت الأرض ولا صناعتها المتطورة والتي اصبحت الآن تصنع بالخارج لظروف التكلفة العالية" باليابان، اللافت للانتباه "بنظري" هو القدرة على "تحدي الظروف" فهي دولة لا تملك إلا موردين أساسيين برأيي الأول "الإنسان" وهو الأهم، ثم البحر الذي أصبح هو مصدر الغذاء الحقيقي لها. فكل شيء يتحرك بعمق البحر يمكن أن يقال انه "يصبح غذاء" باليابان، لن اضع مقارنة بين ما هم وما نحن فهي ليس مقارنة عادلة بأي حال من الأحوال، ولكن اللافت حقيقة القدرة على " التميز بلا موارد لتصبح دولة صناعية من الدرجة الأولى ومن الدول الغنية " فماذا فعل اليابانيون؟! اليابانيون، صنعوا أنفسهم بأنفسهم من "الإنسان" الياباني نفسه، من المدرسة من البيت من المصنع من الانضباط من الالتزام، من العمل والإنجاز والتحدي الذي لا ينتهي سقفه لديهم، تعجز عن الحديث عن قدرتهم على "الإدمان" بالعمل، لأنهم يرونها "عقيدة" و"تحدياً" و"ووجوداً له" فهو لا يضع نفسه في مقارنة مع أحد لأنه يجب أن يكون الآخر من يأتي خلفه، لديهم قدرة عجيبة على "الجودة والإتقان والالتزام" وهذا نلمسه من المنتجات اليابانية "صنع في اليابان" بعد أن تكون لديك ضمانة أنه منتج متقن؟ من أين اتت لديك هذه القناعة؟ والآن يتبع "الكوريون والتايوانيون" فهم نفس المسار "كوريا كمثال ماركات إل جي، سيارات كيا، سامسونغ وهواتفها وهكذا، والتايوانيون الكمبيوتر والحواسيب من أتش تي سي وأيسر وغيرها" لن اسرد كثيرا عن هذه الدول، ولكن أدلل على أنها بنفس المسار ما هو السر؟ وهو روح التحدي الالتزام والابتكار والمنافسة والإيمان الداخلي لدى كل فرد بإتقان العمل والالتزام به، لأنها "حياة لهم" فهي طوق النجاة في دول لا تملك المقدرات الطبيعية التي تضعهم بحالة خمول "وضمان" بلا نهاية. اليابانيون مثال لتحدي القدرة على الوجود والتميز "والغنى" من لاشيء، لأن الأساس صحيح وهو "التعليم" والتشجيع والتحفيز والدعم، والعدالة في الفرص. لا يمكن اختصار ماذا فعل اليابانيون بمقال، ولكن فتش عن سر "روح الفريق وانتماء الموظف للشركة ووطنه" وكأنها جزء لا يتجزأ من عائلته.
مشاركة :