«المختص الإكلينيكي» هو من يحصل على تصنيف هيئة التخصصات الصحية في علم النفس، وعمله دراسة سلوكيات وأفكار الفرد والعمل على تعديلها وتقويمها، للعيش بشكل أفضل، ولهذا يقول المختصون دوما: نحن نضمد جراحا لا ترونها، لأن المشكلات النفسية تحدث في لحظات الغفلة والانغماس في أسباب المشكلات، ولا ينتبه لها الفرد إلا بعد مرور الزمن والمعاناة، ولهذا نشدد وننبه دوما على أهمية استشارة المختص في حالات الشعور بالمعاناة المستمرة أو المتكررة، سواء شعرت بها شخصيا أو شعر بها من حولك. وقالت الأخصائية النفسية شوق الرشيدي، إن التواصل مع المختص لا يدل على أن هناك خللا عقليا كما نسمعه يتكرر على لسان المراجعين دوما، ولا يعد عيبا أو ضعفا منك أيضا، وإنما هو شجاعة وإصرار واحترام شديد للذات، لأنك تثبت وعيك واهتمامك بذاتك وبمن هم حولك، كما أنك تثبت رغبتك الحقيقية في تغيير نفسك للأفضل وتعمل على بذل أسباب التشافي والعيش بسلام. وأضافت: كما أنك بحصولك على الاستشارة المناسبة ترفع من وعيك الشخصي وتتفهم من هم حولك، بل وتعينهم على الذهاب إلى المختص إن لاحظت مشكلة ما، وفي هذا يسهم المراجع في نشر ثقافة السعي للتعافي والعيش بصحة نفسية جيدة، بل ويساعد ذلك على تغيير قناعة بعض الأهالي ممن يعتقدون أنهم قادرون على حل المشكلات النفسية والسلوكية، مع أنهم قد يتسببون في تفاقمها، ذلك أنهم يحاولون - على سبيل المثال - حل مشكلة الطفل بخلق مشكلة أخرى، كأن يحاول أحد الوالدين تعديل سلوك طفلة بمقارنته بأقرانه أو إخوته، وهذا يخلق شعورا سيئا داخل الطفل، ويخفض من تقديره لنفسه، وقد يحوله إلى شخص عدواني، أو شخص يسعى للإرضاء المستمر لمن هم حوله، ليخلق مشاكل أشد وأعظم كانتهاك خصوصياته، وغيرها من المشكلات التي يصعب حلها فيما بعد. واختتمت بقولها: لذلك نوصي الأهالي دوما بالتدخل المبكر لحل المشاكل السلوكية والنفسية، سواء كانت المشكلة في الطفل أو في أحد البالغين، كون الشخص الذي يعاني غالبا يؤثر على بقية الأسرة سلبا، ولهذا مهما شعرت ببساطة أو تفاهة المشكلة أو سهولة التعامل معها فيجب عليك على أقل الأحوال استشارة مختص، لتوجيهك إلى الفعل الصحيح ما دامت المشكلة تؤثر على الفرد، وفي العيادات غالبا لا نسأل عن المصدر الذي دعا الفرد إلى التفكير في التوجه للمختص، وإنما نسأل عن السبب الذي يدعو لاستشارة المختص لنبدأ رحلة التعافي والتغيير والعيش بسلام أكبر.
مشاركة :