استأنفت القوات الأمنية العراقية المشتركة عملياتها العسكرية في تحرير مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم داعش، بعد أن توقفت طيلة الأيام الثلاثة الماضية بسبب سوء الأحوال الجوية وهطول كميات كبيرة من الأمطار، وأعلن مجلس محافظة الأنبار تحرير المجمع السكني في منطقة السبعة كيلو غرب الرمادي من قبل قوة خاصة. وقال رئيس المجلس صباح كرحوت إن «قوة خاصة من جهاز مكافحة الإرهاب تمكنت من تحرير المجمع السكني في منطقة السبعة كيلو غرب مدينة الرمادي، بعد معارك عنيفة مع مسلحي تنظيم داعش تمكنت فيها القوات من تحرير المجمع». وأضاف كرحوت إن «تنظيم داعش تكبد خسائر بشرية ومادية كبيرة جدًا في تلك المواجهات»، مبينًا أن «القوات الأمنية تفرض سيطرتها بشكل كامل على المجمع السكني وستواصل تقدمها إلى داخل مدينة الرمادي». وفي سياق متصل، أعلنت قيادة عمليات الأنبار أن معركة تحرير مدينة الرمادي ستحسم الشهر الحالي، مؤكدة أن القوات الأمنية أكملت كل الاستعدادات القتالية للعملية، وأن «داعش» فقد القدرة على شن هجمات مفتوحة ضد القوات الأمنية. وقال قائد عمليات الأنبار اللواء إسماعيل المحلاوي إن «القوات الأمنية أكملت الاستعدادات القتالية والعسكرية واستطاعت محاصرة مسلحي التنظيم داخل الرمادي وقطع خطوط تمويلهم وتدمير أغلب معاقلهم». وأضاف أن «القوات الأمنية تعمل على تدمير الخطوط الدفاعية المتبقية لـ(داعش) في محاور الرمادي واختراق صفوفهم وتفكيك العبوات الناسفة التي قاموا بزرعها لتأخير تقدم القطعات القتالية»، لافتا إلى أن «خلايا التنظيم الإرهابي تشهد حالة انهيار تام، وباتت غير قادرة على تنفيذ هجوم مفتوح ضد القوات الأمنية ومقاتلي العشائر». وأشار المحلاوي إلى أن القوات الأمنية العراقية وبمساندة طيران التحالف الدولي «تمكنت من تدمير ثمانية مواقع ومقرات لمسلحي تنظيم داعش في مناطق البوذياب والبوفراج شمال الرمادي، وأن القصف الجوي لطيران التحالف أسفر عن مقتل جميع عناصر (داعش) داخل تلك المقرات، كما تمكنت مدفعية الفرقة الثامنة من قصف مقرات وتجمعات التنظيم الإرهابي في منطقة اليتامى شمال شرقي ناحية العامرية، مما أسفر عن مقتل سبعة عناصر للتنظيم وتدمير ثلاث عجلات تحمل أسلحة أحادية». وتابع أن «الجهد الهندسي تمكن من تفكيك 10 عبوات ناسفة في منطقة الحميرة جنوب الرمادي». من جانب آخر، كشفت مصادر عسكرية عراقية أن القوات الأميركية هي التي أوقفت عملية تحرير الرمادي. وقالت المصادر إن إيقاف العمليات جاء بعد أن رسمت القوات الأميركية خطة جديدة تقضي بقيادتها الكاملة للعمليات القتالية التي ستشهدها الرمادي، بمشاركة القوات التي سبق أن دربهم المستشارون الذين أرسلتهم واشنطن، وبالتنسيق مع طيران التحالف الدولي، مع عدم السماح لميليشيات الحشد الشعبي بالمشاركة في المعركة المقبلة التي ستكون القوات العشائرية هي القوة الأساسية فيها. وعن حجم المخاطر والمعاناة التي يواجهها النازحون من مدن الأنبار في مخيماتهم، أكد محافظ الأنبار صهيب الراوي خطورة الوضع، مطالبًا الحكومة المركزية بضرورة الإسراع في تقديم يد العون إلى خلية الأزمة التابعة لمحافظة الأنبار. وقال الراوي إن «خلية الأزمة تقوم الآن بجهد كبير لتقديم الخدمات الطارئة للنازحين في المخيمات»، مجددًا مطالبته للمجتمع الدولي بالوقوف مع العراق ومحافظة الأنبار لتجاوز هذه الأزمة الكبيرة، ومؤكدًا أن المحافظة تعمل على مدار الساعة لتلبية الاحتياجات الطارئة لمخيمات النازحين، وإغاثتهم وتوفير الملاذات الآمنة لهم. وأضاف الراوي: «إننا على تواصل تام مع الحكومات المحلية، وخصوصًا في محافظة بغداد، لإغاثة النازحين وإيجاد الأماكن البديلة لهم».
مشاركة :