تعوّدنا على توجيه سهام نقدنا نحو اتحاد القدم ومسؤوليه ولجانه، إذ لا تكاد أن تمر قضية إلا ونكتب رأينا فيها وننتقد ونطالب، بهدف التقويم وتصحيح المسار، ومن باب الإنصاف يجب أن نتوقف عند الإيجابيات ونتحدث عنها، ونمنح المسؤولين حقهم من المدح، لأنه مثلما على اتحاد القدم ملاحظات، هنالك امور تثلج الصدر وتستحق الإشادة. ولعل اكثر مايستحق ان نتوقف عنده هو الاداء المشرف لمنتخبنا في الآونة الأخيرة، سواءً في التصفيات الأولية، او النهائية التي حصد خلالها منتخبنا العلامة الكاملة في اول اربع جولات رغم انه واجه منتخبين قويين بحجم اليابان والصين، وآخرين متطورين مثل فيتنام وعمان، إذ تطور "الأخضر" بشكل ملحوظ، وانعكس ذلك على نتائجه وسيحصد ثماره ايضاً في التصنيف الدولي الذي سيصدر غدا الخميس، اذ ينتظر ان يتقدم للمركز 49، بعد ان وصل في فترة سابقة إلى مراكز متأخرة لا تليق به ابدًا. ولعل هذا التقدم الواضح لمنتخبنا في التصنيف الدولي، والنتائج المميزة في التصفيات، اعادتني بالذاكرة للوراء لأكثر من عامين، وبالتحديد للمؤتمر الصحفي الذي قدم خلاله ياسر المسحل برنامجه الانتخابي، حينها كتب عبارة: "من كان له ماضي.. حتماً سيعود إليه"، وكان وقتها يدرك التراجع المخيف للكرة السعودية، ووضحت نواياه في العمل بطريقة تعيدنا للماضي الجميل، وهو ما اصبحنا نراه في ارض الواقع. كل هذا التطور على صعيد منتخبنا تحقق بدون شك نتيجة عمل اداري يُحسب للمسؤولين في اتحاد القدم برئاسة ياسر المسحل، خصوصاً وانهم تسلموا المهمة بعد حالة من الفوضى خلّفها من سبقوهم خلال الفترة الماضية التي لم يتذوق فيها الاتحاد طعم الاستقرار او العمل الاحترافي! ولا يمكن ان نغفل الدور الكبير الذي لعبه المسؤولين عن الكرة السعودية مع انديتنا في دوري ابطال آسيا، فالهلال والنصر والأهلي استضافوا دور المجموعات خلال النسخة الحالية، كما نجح اتحاد القدم في استضافة الأدوار النهائية، بما في ذلك النهائي، وانعكس ذلك على مسيرة فرقنا في البطولة، اذ ضمنا ممثل للوطن في المباراة النهائية نتيجة هذا الدعم غير المسبوق. هذا العمل اللافت يجعلنا نطمع بإنجازات اكبر في المرحلة المقبلة، وتجاوز عدد من السلبيات، كما انه يزيد من ثقتنا في اتحاد القدم ومسؤوليه، مع يقيننا بأنه لا يوجد عمل كامل او بدون أخطاء، لذلك فإن ياسر المسحل وفريق عمله امامهم فرصة كبيرة لإثبات وجودهم من خلال تقديم عمل مختلف وانجازات تجعلهم في ذاكرة كل سعودي، لاسيما وان الفترة المقبلة مليئة بالاستحقاقات والمشاركات الدولية، ومقترنة بدعم حكومي كبير.
مشاركة :