تقدم كبير أظهرته الكرة السعودية في الفترات الأخيرة خلال مشاركاتها الخارجية إقليميًا وقاريًا ودوليًا؛ على مستوى النتائج والمراكز والأداء العام، من خلال المنتخب الوطني الأول والمنتخبات السنية (الأولمبي) وأيضًا نتائج الأندية السعودية المشاركة والممثلة للكرة السعودية، في دوري أبطال آسيا، حيث وصل إلى الدور نصف النهائي فريقان جنبًا إلى جنب (الهلال والنصر) وضمنا مبكرًا وصول فريق سعودي إلى النهائي، كما وصل فريق الاتحاد إلى نهائي بطولة كأس العرب للأندية وخسره أمام الرجاء البيضاوي. المنتخب الوطني الأول يقدّم مستويات مبهرة جدًا خلال مبارياته في تصفيات القارة لبلوغ نهائيات كأس العالم 2022 في الدوحة، ويعتبر من أفضل منتخبات القارة في مباريات التصفيات، حيث لم يخسر حتى الآن أي مباراة في مشواره، بل إن الأخضر السعودي سيكمل في شهر ديسمبر القادم عامين متتاليين من غير خسارة (رسمية) عندما يلاقي منتخبي أستراليا وفيتنام، حيث إن آخر خسارة تعرض لها كانت في مباراة نهائي بطولة الخليج العربي لكرة القدم (الرابعة والعشرين) في الدوحة، من أمام منتخب البحرين الشقيق في الثامن من ديسمبر 2019م، وإذا استمر الأداء بنفس المستوى والتصاعد والاستمرارية، فسيبلغ الأخضر مبتغاه، ويحلّق الصقر - إن شاء الله تعالى - للمرة السادسة في تاريخه في المونديال العالمي، وهو مرشح قوي ولا شك للمنافسة على بطولة أمم آسيا لكرة القدم (كأس آسيا) في نسختها الثامنة عشرة والتي ستستضيفها الصين في شهري يونيو ويوليو 2023م القادمين، وقد بلغ النهائيات بعد تصدره مبكرًا. على خطى المنتخب الأول يسير المنتخب الأولمبي السعودي لكرة القدم في الأداء والمستوى والنتائج التي يحققها في الأدوار الأولى (التمهيدية) غير أن اللافت للنظر هو تعرضه للهزائم في النقطة الأهم والنهائيات (السهلة والمنتظرة) ومن أمام منتخبات هي (أحياناً) أقل موهبة ولا تجد نفس الدرجة من الاهتمام والرعاية، وعلى كافة المستويات، وآخر ما حصل خسارته (الصاعقة) على يد المنتخب الأردني الشقيق لبطولة (كأس اتحاد غرب آسيا) التي استضافها في الدمام، وبأداء باهت في المباراة النهائية، هو امتداد لما يقدمه في النهائيات التي يصل إليها منذ سنوات. بطولة غرب آسيا هي البطولة الثالثة التي يخسرها الأخضر الأولمبي (ببرود) وبدأها من عام 2014م، عندما خسر نهائي كأس آسيا في عمان أمام منتخب العراق الشقيق، وخسر في تايلند نهائي كأس آسيا عام 2020م من أمام منتخب كوريا الجنوبية، وأكد في الدمام أن الثالثة ثابتة، أما ما حصل في (أولمبياد طوكيو) فحدث ولا حرج! هزائم النهائيات المتكررة تستحق أن يهتم بها الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأن يدرسها جيدًا مع الجهاز الفني والإداري للمنتخب الأولمبي ومن قبل المختصين في (اللجنة الفنية) بالاتحاد والتي من مهامها وواجباتها المشاركة مع المنتخبات الوطنية ودعمها في تحقيق النتائج والأهداف المرسومة، والأكيد أن من الأهداف تحقيق البطولات للاعبي الأولمبي (الفرق السنية) حتى ينشأ جيل تعود على المثابرة والجهد وقطف الإنتاج (الثمار)، وليس الانزواء والانكسار في لحظات الحصاد. كلام مشفَّر * البطولات التي خسرها الأخضر الأولمبي يعيد (فنيون مطلعون) أهم أسبابها إلى العمل الفني الذي يهتز من قبل الجهاز الفني في المباراة النهائية، فيحدث اضطراب في العمل، ورهبة وتردد يظهران في التشكيلة والعناصر التي تتغيَّر من غير أسباب جوهرية واضحة، وقد يكون السبب هو (فوبيا) الخسارة التي تنعكس على التفكير والتشكيل وبدرجة أكبر على التدخل الفني أثناء المباراة، وكل من شاهد المباراة النهائية في بطولة غرب آسيا الأخيرة يوافق على هذا الاستنتاج. * التساهل مع استمرار خسارة المباريات في بعض البطولات للفرق السنية، مسألة تخوف، والخوف أن ينتج عن ذلك جيل (منكسر) يضطرب من الهزيمة قبل اللعب فينشأ لاعبوه بتبلد في النهائيات ومباريات الحسم، وهذا المنتخب هو (الرافد) الحقيقي والقاعدة التي يبنى عليها استمرار المنتخب الأول وبقاؤه منتشياً وقوياً. * من أهم الصفات المطلوب توفرها في مدرب المنتخب - أي منتخب - أن يكون صاحب (شخصية) في تعامله مع المراحل والعناصر ولديه قدرًا كافيًا من الجرأة والإقدام، باعتباره قائدًا، بغض النظر عن الأسماء أو درجة الفريق الذي يتولى مسؤوليته، وحتى في مواطن الخوف والاضطراب لا يظهر ذلك على أدائه وسلوكه وتعامله مع أدواته من عناصر وفنيين، يقول نابليون (إن الرجل الذي عقد النية على الفوز لا ينطق المستحيل).
مشاركة :