اختارت «بادن فورتمبيرغ»، أن تشارك في إكسبو 2020.، ببيت محلي الطابع، فلا تحتاج هذه الولاية الألمانية إلى الكثير من الاستعراض الشكلي لكي تبرز هويتها إلى الزوار الذين لم يسمعوا باسمها من قبل، أو حتى يجهلوا كيف يتلفظون به. باختصار، هي موطن «دايملر» و«بورشيه» و«مرسيدس بنز» أبرز الشركات العالمية في تصنيع السيارات الفخمة، ومكان ولادة آينشتاين، فيها صنعت أول آلة حاسبة في العالم عام 1623 مع ويلهلم شيكارد، وتسجل 15 ألف اختراع سنوياً، وهي صاحبة العرض العالمي لأول تاكسي طائر ذاتي القيادة في دبي عام 2017. يعدّ «بيت بادن- فورتمبيرغ» أول مشاركة مستقلة لولاية ضمن دولة، وهي أيضاً أول مشاركة بجناح مستقل لهذه المدينة الواقعة جنوب غرب ألمانيا، في تاريخ معارض إكسبو الدولية. بني هذا البيت الممتد على مساحة 2700 متر مربع، باستخدام 186 متراً مكعباً من شجر التنوب المحلي في بادن، وهو من الفصيلة الصنوبرية. فهي تعتبر أن الخشب هو مادة البناء لمستقبل حضري ومحايد مناخياً. وتشكل 40% من مساحة الولاية غابات مترامية الأطراف، أبرزها الغابات السوداء. وللبناء الخشبي تقليد طويل في مسارها نحو الاقتصاد التداولي، خصوصاً أن نحو ثلثي المباني المشيّدة حديثاً في ولاية بادن فورتمبيرغ مصنوعة من الخشب المحلي. يضم البيت 25 شاشة تشرح 25 ابتكاراً ومشروعاً علمياً رائداً، وجميعها معروفة عالمياً، بالإضافة إلى لوحات وصور موزعة على أعمدة خشبية عالية تشرح التنوع الكبير والتطور الكبير الذي تشهده تلك الولاية. تعتبر «بادن فورتمبيرغ» نفسها ولاية البحث العلمي، فلا أحد في أوروبا ينفق على البحث العلمي والتطوير أكثر من بادن، وهي تحتل المرتبة الثانية عالمياً. تضم أكثر من 60 مؤسسة خاصة بالبحث العلمي وأربع جامعات اتحادية تجتذب أبرز العقول. العلم والاقتصاد يعملان جنباً إلى جنب في «الوادي السيبراني»، وهو أكبر تعاون في مجال البحث العلمي في أوروبا حول الذكاء الاصطناعي، حيث يتحول العمل مباشرة إلى تطبيقات مبتكرة. وهي إحدى أقوى المناطق اقتصادياً. تحتضن العديد من رواد السوق العالمية في مجال صناعة السيارات والتكنولوجيا الطبية، وموقع أول كومبيتر كمي في أوروبا. وفي إطار الاستدامة التي يتبناها إكسبو 2020 دبي، والتي بموجبها ستبقى 80% من منشآت الموقع قائمة بعد انتهاء هذا الحدث العالمي، فإن بيت بادن فورتمبيرغ سيبقى ليكون مركزاً للتعليم، ويسهم في إرث إكسبو في «تواصل العقول وصنع المستقبل».
مشاركة :