مدير وحدة التميز في التعليم ومهارات القيادة بجامعة البحرين.. حاصلة على تكريم عيد العلم أربع مرات.. أول بحرينية تحصل على جائزة المحتوى الأكاديمي.. عضو مجلس إدارة في كلية البحرين للمعلمين وجمعية التميز والبحث الأكاديمي.. الممثل الإقليمي لشبكة جلوبال انجليشسز العالمية.. عضو مؤسس للجمعية العالمية لتقييم اللغة الإنجليزية.. أسست جمعية الطالبات الخليجيات في شيفيلد ببريطانيا.. د. ديانا عبدالكريم الجهرمي لـ«أخبار الخليج»: يقول ستيف جوبز: «افعل الأشياء التي تحبها.. ابحث دائما عن رغبتك الحقيقية.. اصنع الاختلاف والتميز.. الطريقة الوحيدة لعمل أشياء عظيمة هي أن تحب ما تفعله»! نعم هي فعلت كل ذلك، وآمنت بأنه بمقدورها أن تحقق النجاح، وبأن الوصول للابداع لا يعني فقط بلوغ الأهداف، بل تحقيقها بشكل متميز، لذلك كانت أشرس معركة قادتها في حياتها هي أن تحقق ذاتها كما تريد، ومثلما تحلم، وألا تصبح كالبقية. د. ديانا عبدالكريم الجهرمي مدير وحدة التميز في التعليم ومهارات القيادة بجامعة البحرين، عضو مجلس إدارة في كلية البحرين للمعلمين وجمعية التميز والبحث الاكاديمي، ممثل إقليمي لشبكة جلوبال انجليشسز العالمية، تتمتع بقناعة مفادها أن التميز يكون في التركيز على الرحلة، وليس على الوجهة فقط، أي باكتساب أكبر قدر من المعرفة والتجربة والخبرة أثناء رحلة التعلم في الحياة أو مشوار تحقيق الأحلام. لم يأت تكريمها أربع مرات في عيد العلم من فراغ، فقد كرست حياتها للعلم والتعلم، فتفوقت حتى على نفسها، وكانت اول من أدخل مشروع المدرسة الالكترونية، وبمبادرة من وحدة التميز التي تترأسها حققت جامعة البحرين المركز 57 عالميا في مسابقة منصة بلاك بورد العالمية، حتى تركت لها بصمة خاصة بها ليس فقط على الصعيد المحلي بل العالمي. «أخبار الخليج» رصدت هذه التجربة النسائية الثرية علميا وعمليا وإنسانيا، وذلك في الحوار التالي: متى عرفت معنى التميز؟ في الواقع عرفت معنى التميز منذ طفولتي، فقد كنت دائما متفوقة في كل مراحل الدراسة، وقارئة نهمة لمختلف كبار الأدباء، وذلك منذ أن كان عمري عشر سنوات، وكم تمنيت منذ صغري أن أصبح بروفيسورا جامعية، وأن أحصل على الدكتوراه، كما كنت هاوية لفنون الشعر والرسم وغيرها من المواهب التي أمارسها حتى اليوم، وأستمتع بها، وفي الثانوية العامة كنت الاولى على البحرين، وتم تكريمي في عيد العلم أربع مرات عبر مشواري. وماذا عن دراستك الجامعية؟ لقد حصلت على بكالوريوس لغة انجليزية وآدابها بامتياز مع مرتبة الشرف الاولى، وتم تكريمي في عيد العلم عام 1995، كما كنت أول بحرينية أكاديمية تحصل على جائزة البحرين للمحتوى الأكاديمي، وأول من أدخل التعليم الالكتروني في المدارس من خلال مشروع المدرسة الالكترونية، وبناء عليه حصلت على جائزة المعلم المتميز عام 2002، وهناك إنجاز مهم افخر واعتز به بشدة. ما هو ذلك الإنجاز؟ بعد التخرج في الجامعة تم تعييني في وزارة التربية والتعليم معلمة لغة انجليزية، وبسبب المشاريع التي قدمتها في مجال التعلم الالكتروني تم ترقيتي إلى معلم أول في فترة قياسية إذ كنت اصغر معلمة تحصل على هذه الترقية، وقد أشعرني ذلك بفخر شديد، وفي نفس الوقت مثل ذلك بالنسبة لي تحديا كبيرا، فكل من أقوم بالإشراف عليهم يكبرونني عمرا، وكان لزاما علي بذل قصاري جهدي لرفع مستوى المدرسة وتطويرها في مجال تقنية المعلومات. حدثينا عن جائزة البحرين للمحتوى الالكتروني؟ لقد أعددت رسالة الماجستير بجامعة البحرين بعنوان الدراسات التطبيقية في اللغة الإنجليزية، ثم تم تعييني في الجامعة كمساعد بحثي وتدريسي، وفي نفس العام تم اختياري من وزارة الخارجية الأمريكية ممثلة للبحرين في برنامج الزائر الدولي، وقد قمنا بزيارة عدد من الجامعات الأمريكية والمؤسسات التعليمية في خمس ولايات، وتعلمت اللغة الالكترونية اتش تي ام ال، وبناء عليه صممت موقعا تعليميا اكاديميا لطلبة الجامعة وقد استحققت عنه جائزة البحرين للمحتوى الالكتروني. كيف كانت تجربتك في بريطانيا؟ لقد تم ابتعاثي للحصول على رسالة الدكتوراه من جامعة شيفيلد البريطانية، وهناك أسست جمعية الطالبات الخليجيات، وبعد حصولي على الشهادة في التعليم الالكتروني واستخدام تقنية المعلومات في التدريس بعد الانتهاء من مناقشة رسالة الدكتوراه، تلقيت عرضا من الجامعة للقيام بالإشراف على رسالات الماجستير هناك، لكني فضلت العودة إلى وطني وخدمة أبنائه من خلال جهودي بجامعة البحرين. وبعد العودة؟ بعد العودة تمت ترقيتي إلى منصب مدير مكتب ضمان الجودة والاعتماد الاكاديمي بالجامعة لمدة أربع سنوات، ثم ترقيت الى مديرة وحدة التميز في التعليم ومهارات القيادة، وقمنا من خلالها بإعداد عدد من المشاريع والمبادرات، من أبرزها برنامج التطوير المهني المستمر لأول مرة باللغة العربية بالتعاون مع أكاديمية التعليم العالي البريطانية، إلى جانب برنامج لتعزيز دور المرأة في القيادة بعنوان (هي القائدة) والذي حضره عدد كبير من القيادات في المجلس الأعلى للمرأة والكلية الملكية العسكرية والجامعات الخاصة. ما هو دور وحدة التميز في التعليم ومهارات القيادة؟ دور وحدة التميز في التعليم ومهارات القيادة هو العمل على تطوير التعليم والمهارات القيادية لجميع أعضاء الهيئة الأكاديمية في جامعة البحرين والجامعات المحلية والإقليمية، وذلك لمواكبة الاحتياجات المتنامية في قطاع التعليم العالي، وكذلك إكساب الأكاديميين المهارات اللازمة لتطوير مهاراتهم التدريسية، ودمج البحوث التربوية في ممارساتهم الأكاديمية. هل لك أن تحدثينا عن مسابقة منصة بلاك بورد؟ مسابقة تعديل المحتوى هدفت إلى إمكانية الوصول العالمي للمحتوى والتكاتف لتسليط الأضواء على الحاجة إلى محتوى رقمي أكثر شمولية للجميع عن طريق الاحتفال مع المؤسسات العالمية باليوم العالمي للتوعية، والذي يصادف عادة الأسبوع الثالث من شهر مايو من كل عام، ففي ظل رقمنة التعليم، أصبح من المهم توفير محتوى رقمي متميز لجميع الطلبة، وكذلك ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك لتحقيق تعلم يتميز بأعلى درجات الجودة، وقد جاءت مبادرة مشاركة جامعة البحرين من قبل وحدة التميز في التعليم ومهارات القيادة، وبدعم من إدارة الجامعة، وبالتعاون مع مركز التعلم الالكتروني. هل توقعتكم تلك النتيجة المشرفة؟ لا شك أن النتيجة جاءت مبهرة، فاحتلال جامعتنا المركز السابع والخمسين عالميا في اولى مشاركاتها من إجمالي 115 جامعة عالمية إنجاز مهم، وعلى الصعيد الداخلي حصلت كلية واحدة وخمسة أقسام أكاديمية وعشرة من أعضاء الهيئة الأكاديمية على أعلى المعدلات لإمكانية الوصول إلى المقررات الأكاديمية، وهو ما يعكس التطور الكبير في توفير محتوى تعليمي سهل الوصول لجميع الفئات، بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة، ومدى حرص الجامعة على الارتقاء بمستويات الوصول لجميع طلابها. أصعب تحدّ عبر مشوارك؟ يمكن القول إن أصعب تحد واجهته على مر مشواري هو مقاومة التغيير بشكل عام، وهو أمر وارد وطبيعي في أي مجتمع، وخاصة فيما يتعلق بالتحول إلى التعليم الالكتروني الذي فرضته بقوة أزمة كورونا، وهو ما يتطلبه التطوير المهني المستمر على كافة الاصعدة، وقطعنا فيه شوطا كبيرا بكل كفاءة واقتدار على مستوى المملكة مقارنة بدول أخرى، ولكن بفضل التحلي بالمثابرة والإرادة والإصرار، ودعم الأهل وأسرتي، وتعلمي حب العمل من والدي، وحب العلم من والدتي، تغلبت على كل العثرات والعقبات والتحديات، وجنيت ثمار ما بذلته من جهود مضنية ولله الحمد. هل نجاح المرأة يأتي عادة على حساب أسرتها؟ قد يختل التوازن بين المسؤوليات المتعددة والمتشعبة للمرأة في فترة من الفترات، ولكنها دائما قادرة على العودة إلى نصابها، وإذا كان نجاحها على حساب طرف ما فهو نفسها، وليس أسرتها، وهذا لتمتعها بالمهارة في إدارة شؤونها، وعلى المستوى الشخصي أرى أن مبدأ الإيثار الذي ألتزم به دائما، واكتساب الخبرة والتعلم المستمر مدى الحياة، من أهم الأمور التي ساهمت في نجاحي وفيما حققته حتى اليوم، ومع ذلك تبقى السماء هي سقف حدودي، وصناعة صف ثان من القيادات هي هدفي المستمر الذي أحرص على تحقيقه دوما، وهو ما نحتاج إليه في عالمنا العربي بشكل عام. طموحك القادم؟ كما ذكرت.. الطموحات لا سقف لها، ولعل أهمها والذي يراودني بشدة هو أن يأتي اليوم الذي أتمكن فيه من تأسيس منصة مهمة وشاملة لتوفير التعليم المجاني للمحتاجين من الطلبة والطالبات، وأن تقدم خدماتها إلى قطاع عريض من الراغبين في التعلم، الذين لا تمكنهم ظروفهم من تحقيق ذلك وتواجههم الكثير من العقبات، وأنا على ثقة بإمكانية تحقيق ذلك الطموح في المستقبل القريب.
مشاركة :