*يخطئ - كثيرًا - من يظن أن هناء الكاتب إنما يجيء من مردود مادة أو شهرة قد ينالهما. إن منتهى راحة الكاتب, الذي يرهق عينيه وقلبه وجسده في كلمة يكتبها، أو بحث يخرجه, أو كتاب يؤلفه, إنما تتجسد في إحساس الفرح الذي يغمره - كغيمة مطر - عندما يرى عطاؤه النور, ويجد له صدى عند القراء. فرح الكاتب يختلف عن فرح التاجر, فالأخير قد تحقق سعادته عندما ينال مكسباً مادياً, لكن الكاتب شيء آخر. وكم كان ذلك الشاعر معبراً عن نظرائه عندما قال: «رأس مال الأديب قلب رقيق والصدى من شعوره أرباحه». سعادة الكاتب هي «الراحة» التي تفيض من داخله بعد عناء النفس, وتعب العطاء. =2= بين الجارية والجاري! تعريف صادق قاله أحد الحكماء عندما سئل من هو المحسن؟ فقال: (هو إنسان يؤمن أن الحسنة الجارية أفضل مليون مرة من الحساب الجاري) كم هو صادق هذا التعريف.. لكن كم عدد الذين يصدقونه قولاً، ويصادقون عليه عطاء..! أخطاؤنا ورحمة الله *كلما قرأت هذا الحديث الشريف أدركت رحمة الله الواسعة. وعرفت عظمة الدين الإسلامي الذي أدرك طبيعة النفس الإنسانية المجبولة على الخطأ فمنحها أبواب الأمل، وأغلق كل منافذ اليأس والقنوط أمامها. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم».
مشاركة :