أمين الدوبلي (أبوظبي) بعد انتهاء الجولة السابعة لدوري الخليج العربي، لفت انتباه العديد من المحللين، والمهتمين بشؤون كرة القدم في الدولة، أن هناك 251 بطاقة صفراء في 47 مباراة فقط، و20 بطاقة حمراء وبحساب المعدل نجد أن نصيب كل مباراة هو 5.3 بطاقة صفراء، وما يقترب من نصف بطاقة حمراء، وهي أرقام لها دلالات مهمة عندما نخضعها للتحليل، ونربطها بعدد دقائق اللعب المتواصل الذي لا يزيد على 40 دقيقة في أغلب المواجهات، وهو الأمر الذي يدفعنا لفتح تلك القضية، وطرح هذا السؤال هل دورينا عنيف.. أم أن حكامنا يبالغون في منح البطاقات؟! سلوكيات المدربين تدفع اللاعبين للسقوط في «المحظور» بوجسيم: الدوري ليس شرساً والقوة المفرطة ليست وراء الطرد! أبوظبي (الاتحاد) شدد علي بوجسيم حكمنا المونديالي السابق على أن دوري الخليج العربي ليس عنيفاً، بدليل أن الكثير من البطاقات تتعلق بجوانب سلوكية وقرارات إدارية ضد اللاعبين، مشيراً إلى أن بعض قرارات الطرد في المباريات ليس لاستعمال القوة المفرطة، بقدر ما هو تكرار الخطأ من اللاعب نفسه، أو اعتراضه على قرار الحكم، وقال: قياساً بالدوريات العالمية، فإن معدل البطاقات الخمس في كل مباراة ليس كبيراً، ولكنه قياساً بعدد دقائق اللعب في المباريات، هو زائد عن المعدل المطلوب، وإذا كان المعدل هو 5 بطاقات في الدوريات الإنجليزية والإسبانية والإيطالية، فإنه يكون مناسباً لها، لأن معدل عدد دقائق اللعب يزيد على 65 دقيقة، ويصل في الكثير من الأحيان إلى 72 دقيقة، ومن هنا يمكن التأكيد على أن معدل البطاقات في دورينا أكثر من المطلوب، وللعلم فإننا لو اتهمنا الحكام بأنهم يبالغون في منح البطاقات، نكتشف أحياناً أنهم يتغاضون عن منح بعض البطاقات. وأضاف: البطاقة سواء كانت صفراء أو حمراء فإن مسؤوليتها مشتركة بين اللاعب والحكم، لأنها عبارة عن فعل ورد فعل، ولو توافر الاحترام بين الطرفين، بتراجع عدد البطاقات، وللأسف نجد أن هناك بعض المبالغات أحياناً من اللاعبين في الاعتراض، وتكرار الأخطاء نفسها، وفي المقابل تكون هناك مبالغات من الحكام في إشهار البطاقات، وهذا أمر غير صحي، لأنه يتسبب في إيقاف المباريات، وبالنسبة لي أطالب برفع مستوى الإنذار، والكلام موجه للحكام، ودوره توجيهي أحياناً، ولا يقتصر فقط على إشهار البطاقات، وتوزيع العقوبات. وقال بوجسيم: تصرفات المدربين خارج الخطوط تخرج اللاعبين عن تركيزهم، وكثرة اعتراضاتهم على قرارات الحكام تستفز اللاعبين للوقوع في الأخطاء، والاعتراض على القرارات، وبدأت تلك الظاهرة في الثمانينيات بالملاعب الإيطالية، للضغط على الحكم حتى يتخذ قرارا في الكرات المشكوك فيها حتى يوقف الاعتراضات، ثم بدأت تنتشر خارج إيطاليا في التسعينيات إلى أن وجدنا أن أغلب المدربين حالياً يمثل دائماً أنه غير راضٍ، ومدربونا للأسف يطبقون الأسلوب نفسه، وهم رأس الحربة في الاعتراضات على الحكام في ملاعبنا، في حين أن دورينا بطبيعته ليس عنيفاً بدليل أن نسبة نصف البطاقة الحمراء لكل مباراة ليست نسبة كبيرة، إذا وضعنا في الاعتبار أن بعض حالات الطرد تكون نتيجة للسلوك غير الرياضي من أحد اللاعبين، سواء كان بالاعتراض، أو السخرية، أو التلاسن أو غير ذلك. أبدى تعجبه من مخالفات «وسط الملعب» فييرا: كثرة البطاقات تصيب اللقاء بـ «الشلل»، وتحول الملعب إلى «أرض الخوف»! أبوظبي(الاتحاد) قال البرازيلي جورافان فييرا المدير الفني السابق لبني ياس، والمحاضر الفني في الاتحاد الدولي إن الدوري الإماراتي ينتمي في أسلوبه للدوريات اللاتينية، لأنه يعتمد على موهبة ومهارة اللاعبين أكثر من القوة البدنية، والمنطق يقول هنا إن إيقاف المهارات يتطلب العنف والقوة المفرطة أحياناً، في ظل منافسة قوية تقترب فيها مستويات الفرق كثيراً من بعضها البعض. وأضاف: معدل الإنذارات كبير، لكنه ليس مسؤولية الحكم، بل بالعكس أحمل اللاعب المسؤولية الأكبر، وأنا متابع جيد للدوري الإماراتي، وأتعجب كثيراً عندما أجد أن بعض اللاعبين يحصلون على بطاقات صفراء وحمراء من دون داعٍ في وسط الملعب وبعيداً عن منطقة الخطر التي يمكن أن يضطر لإيقاف المهاجم فيها حتى يمنع هدفاً، وهذا يمكن أن نطلق عليه تصرف غير مسؤول من اللاعب، لأنه يضر فريقه مقابل لا شيء، ويضر بالكرة بشكل عام في الدولة لأنه يوقف اللعب، ويحول بذلك دون تحقيق الهدف الأكبر، وهو الوصول بعدد دقائق اللعب المتواصل في ملاعبنا إلى 60 دقيقة لتحقيق الهدف والشعار الذي يرفعه الاتحاد الآسيوي. وقال: لا أبرئ الحكام تماماً من المسؤولية، فبعض البطاقات مبالغ فيها، واللاعب الذي يحصل على البطاقة يلعب تحت ضغط الخوف، فلا يقدم ما عنده خوفا من الإنذار الثاني والطرد، وهذا أيضاً يضر بمستوى المباراة إجمالاً، فما بالك لو حصل 8 لاعبين من الفريقين على بطاقات مثلما حدث لدينا في بعض المباريات، المنطق يقول إن اللقاء سوف يصاب بالشلل، وأرض الملعب سوف تتحول إلى «أرض الخوف»، وحتى نضع الأمور في نصابها الصحيح أقول إن مسؤولية اللاعب كبيرة في كثرة البطاقات، وأن مسؤولية الحكم تأتي بنسبة أقل بعد ذلك، لأنه يمارس عمله، ويؤدي وظيفته في تطبيق القانون. وأضاف: نسبة البطاقات في الدوري الإيطالي تتساوى مع نسبة البطاقات في دورينا، ولكن المبرر موجود في «الكالتشيو»، وهو أن معظم المباريات يقترب معدل دقائق اللعب فيها من 70 دقيقة، وهو الأمر الذي يتطلب السرعات، وكثرة الاحتكاكات، وأعتقد أن عدد دقائق اللعب في دورينا لو وصل إلى 60 دقيقة سوف يزيد عدد البطاقات عن المعدل الحالي كثيراً، وهنا ستظهر المشكلة أكثر، وسوف نعرف بشكل قاطع أن البطاقات أكثر من اللازم، وتفوق المعدلات الدولية المتعارف عليها، ولكي نعالج تلك المشكلة يجب أن يتحمل اللاعب مسؤوليته في عدم ارتكاب الأخطاء السلوكية أو التي ليس لها فائدة، وفي المقابل فإن الحكام مطالبون بالتأني عند اتخاذ القرار، وهذا لا يقلل أبداً من احترامي لحكام الدوري الإماراتي لأنهم يؤدون واجبهم، ويحاولون أن يثبتوا بقدر الإمكان صحة موقف الاتحاد في عدم استقدام الحكام الأجانب. رابطة الدوري الإنجليزي تتدخل لتقليل عدد الإنذارات الغندور: المسؤولية مشتركة.. وأطالب القضاة بتوحيد القرارات أبوظبي(الاتحاد) يؤكد المصري جمال الغندور المدير الفني الأسبق للجنة الحكام أن المعدل المقبول والمنطقي للبطاقات الصفراء لا يجب أن يزيد على 4 بطاقات في كل مباراة، بل يجب أن يتراوح بين 3 و4 فقط على ضوء معدل دقائق اللعب المستمر في المباريات، مشيراً إلى أن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ورابطة المحترفين تدخلا لتقليل عدد الإنذارات في المباريات، من خلال رفع مستوى مسببات منح البطاقات حتى يحافظوا على سرعة إيقاع المباريات، خاصة أنهم يدركون أن لاعبيهم من أغلى لاعبي العالم، ولابد من استثمار طاقاتهم، بما لا يؤثر على حمايتهم وتأمينهم بالشكل المقبول، وهذا يعني أن البطاقة لا تمنح في الدوري الإنجليزي إلا إذا كانت مستحقة وواضحة، وأن الشك يفسر في مصلحة عدم توقيع العقوبة، ولذلك فإن الحكم الإنجليزي عندما يخرج لإدارة مباريات خارج بلاده يتغاضى عن احتساب بعض المخالفات، ولا يشهر البطاقات كثيراً، ويقابل ذلك بالاستغراب من جماهير ولاعبي ومدربي تلك الدولة. وقال العندور: إذا أردنا أن نقترب أكثر من قضيتنا، ومن خلال متابعتي للمباريات وعملي في لجنة الحكام بالإمارات الذي أعتز به كثيراً وأعتبره صفحة مشرفة في مسيرتي فإن أكثر ما يلفت انتباهي، التباين من حكم لآخر في العقوبات، بمعنى أن هناك كرة يمكن أن يحتسبها أحد أبنائنا الحكام ضربة جزاء ويشهر بطاقة صفراء أو حمراء لمرتكب المخالفة، ولعبة أخرى مثيلة لا يحتسبها حكم آخر على الإطلاق، والأمر ينسحب على قرارات أخرى بمنح البطاقات بعيداً عن منطقة الجزاء، والبعض يمنح والبعض يتغاضى على اللعبة نفسها، وهو الأمر الذي يجب أن يقل حتى يتوحد القرار، في الوقت الذي أطالب فيه قضاة الملاعب بتقديم أولوية اللعب الجميل والسريع على أولوية توزيع العقوبات، وتحقيق التوازن المطلوب بين حماية اللاعب والحفاظ على اللعب النظيف، وهنا لا أحمل المسؤولية للحكام وحدهم، بل هي مسؤولية مشتركة مناصفة بين الحكم واللاعب، فهما شريكان في أي قرار. وأضاف: الدوريات اللاتينية هي الأكثر خشونة والأعلى معدلات في الإنذارات، خصوصاً في الإكوادور وكولومبيا والأرجنتين، والتي يمكن أن نطلق عليها دوريات عنيفة، والدوري الإيطالي يأتي بعدها مباشرة في معدل الخشونة والقوة البدنية، ومع ذلك فإن معدلات البطاقات الصفراء والحمراء لا يزيد على المعدل الموجود في دوري الخليج العربي، وهذا معناه أن الحكام هناك يميلون إلى رفع درجة الإنذار.
مشاركة :