أنقرة (وكالات) استعاد حزب الرئيس رجب طيب أردوغان الأحد الغالبية المطلقة التي كان خسرها قبل خمسة أشهر، بحسب نتائج شبه نهائية للانتخابات التشريعية نشرتها القنوات الإخبارية. وبعد فرز 99 في المئة من بطاقات الاقتراع، حصد حزب العدالة والتنمية 49,3 في المئة من الأصوات ما يؤمن له 316 مقعداً من أصل 550 في البرلمان، وفق قناتي (ان تي في) و(سي ان ان-تورك). وقال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو مساء الأحد أمام أنصاره في قونيا إثر إعلان النتائج «اليوم هو يوم انتصار»، مضيفاً أن «الانتصار هو ملك الشعب». ونجح هذا الحزب بخلاف كل التوقعات في استعادة الغالبية المطلقة التي كان فقدها قبل خمسة أشهر. وبانتظار التأكيد الرسمي فإن هذه النتائج تعتبر ثأراً كبيراً لأردوغان (61 عاماً) الذي كان حزبه فقد الأكثرية المطلقة وبالتالي السيطرة الكاملة على السلطة التي تمتع بها طيلة 13 عاماً. ونقلت قنوات التلفزيون أن الحزب الموالي للأكراد في تركيا نجح في الاحتفاظ بمقاعد في البرلمان ولكن بفارق ضئيل بعدما حصد 10,4 في المئة من الأصوات. وبتجاوزه عتبة العشرة في المئة، سيبقى حزب الشعوب الديموقراطي في البرلمان عبر 59 نائباً في تراجع واضح عن نسبة الـ13 في المئة التي حققها في انتخابات السابع من يونيو ومنحته ثمانين مقعداً حرمت حزب الرئيس رجب طيب أردوغان من الغالبية الحكومية التي تمتع بها طوال 13 عاما. وإثر هذه النتائج اندلعت مواجهات قصيرة بين الشرطة وناشطين أكراد في ديار بكر. وبدأت الحوادث قرب مقر حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد والذي أظهرت النتائج أنه باق في البرلمان ولكن بفارق ضئيل عن عتبة العشرة في المئة المطلوبة. وأفادت النتائج غير النهائية أن حزب الشعب الجمهوري (الاشتراكي الديموقراطي) سيحل في المرتبة الثانية جامعاً 24،5% من الأصوات يليه الحركة القومية اليمينية مع نحو 12% ليسجلا تراجعاً عن انتخابات يونيو الماضية. من جهته اعتبر المحلل سونير كاغابتاي من «واشنطن اينستيتيوت» على حسابه على تويتر، إن الذي ساعد في فوز أردوغان هو «الخوف من زعزعة الاستقرار في تركيا، إضافة الى استراتيجية أردوغان التي قدم نفسه فيها على أنه «الرجل القوي القادر على ضمان الحماية». ودُعي أكثر من 54 مليون ناخب تركي للمشاركة في الانتخابات الثانية خلال خمسة أشهر، وشهدت مكاتب الاقتراع إقبالا كثيفاً. في بلد يسوده التوتر ويواجه استئناف النزاع مع الأكراد وعنف المتشددين القادم من سوريا، والاتجاه التسلطي لحكومته. ونشر حوالى 400 ألف شرطي ودركي لضمان أمن الانتخابات خصوصاً في جنوب شرق تركيا.
مشاركة :