تلاطمت أمواج الإعصار تشابالا على سواحل سقطرى، ما أدى إلى تهدّم عشرات المنازل دون وقوع ضحايا مع إعلان أجزاء من الجزيرة مناطق منكوبة وإجلاء نحو 2000 أسرة منها، فيما تحوّطت سلطنة عمان لوصول وشيك للإعصار بإجلاء سكان الجزر والسواحل المنخفضة، وإعلان إجازة في المدارس ووقف الأعمال في ميناء صلالة. وأعلنت غرفة العمليات التي شكلها الرئيس عبدربه منصور هادي، أجزاء من سقطرى مناطق منكوبة. وقال مدير مكتب محافظ محافظة سقطرى سعيد عمر في تصريحات لـ البيان، إنّ الأوضاع في سقطرى ازادت سوءاً مساء أمس، جراء هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح شديدة، وارتفاع منسوب كبير للمياه الى اليابسة مع تدفقها صوب المنازل، مشيراً إلى إصدار السلطات توجيهات بإجلاء قاطني الشريط الساحلي.. وقامت الجهات المختصة بمساعدة المواطنين بإجلاء السكان. ولفت إلى إجلاء نحو 2000 أسرة من المناطق الساحلية لاسيّما شمالي سقطرى، كاشفاً عن تهدّم نحو 80 منزلاً بشكل كامل جراء ارتفاع منسوب المياه، وتضرّر أكثر من 100. لا ضحايا وأوضح عمر أنّه لم يسجل أي حادث وفاة حتى مساء أمس، لكن لا يعلم ما إذا كان قد سقط ضحايا في مناطق انقطع الاتصال بها. في السياق، وجّه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في اتصال هاتفي مع محافظ سقطرى، بتسخير كافة الإمكانيات لمساعدة المتضرّرين في تنفيذ عمليات الإجلاء ... ورفع درجة التأهب القصوى في كل المستشفيات، مطالباً غرف العمليات وكل الجهات الحكومية تكثيف الجهود وتشكيل لجان للمتابعة وتأمين متطلبات واحتياجات المدنيين، ورفع درجة الاستعداد لمواجهة أي طارئ وتسيير عدد من فرق الإغاثة على المدن والمواقع التي من المحتمل أن يصلها الإعصار. تعدّد مخاطر على الصعيد ذاته، اقترب إعصار مركز الإعصار المداري شابالا من جنوب عمان، إذ أكدت الأرصاد الجوية العمانية تمركز الإعصار المداري غرب بحر العرب على خط عرض 27.13 شمالاً وخط طول 43.54 شرقاً،.. فيما كشفت آخر المتابعات انخفاض سرعة الرياح السطحية حول المركز لتتراوح ما بين 85 إلى 95 عقدة. ويبعد مركز الإعصار المداري 360 كم عن سواحل محافظة ظفار مع احتمال ان يضعف تدريجياً إلى إعصار مداري من الدرجة الأولى. وأوضح بيان عن المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة، أنّ آخر التحليلات ما زالت ترجّح تحرّك الإعصار المداري بالاتجاه الغربي مع احتمال عبور مركزه كإعصار من الدرجة الأولى/ عاصفة مدارية على سواحل اليمن في المنطقة الواقعة بين محافظتي حضرموت وشبوة خلال 36 ساعة. إجلاء سكان بدورها، أعلنت السلطات العمانية استمرار عمليات إجلاء السكان من جزر الحلانيات والسواحل المنخفضة، فيما أعلن ميناء صلالة عن إيقاف الأعمال تحسّبا للحالة المدارية، في وقت أعلنت وزارة التربية إجازة للمدارس حتى غدٍ الثلاثاء. ومن المتوقع تسبّب الإعصار حال وصوله اليابسة في فيضانات وانهيارات أرضية وإحداث أضرار في البنية التحتية، نتيجة هطول أمطار غزيرة تعادل في يومين ما يمكن أن يهطل خلال عام كامل، ما سيشكّل ضغطاً كبيراً على الخدمات والبنية التحتية ومجاري الصرف وطاقة تخزين السدود. واستمر الجيش السلطاني العماني في إعادة نشر وحداته وفرق الإنقاذ والدعم في المناطق المتوقع تأثرها بالحالة المدارية، فيما أكمل سلاح إشارة قوات السلطان الاستعداد لتقديم الدعم الفني لأنظمة الاتصالات حال تأثّر قطاع الاتصالات. وعززت الخدمات الطبية للقوات المسلحة وحداتها في المناطق المتوقع تأثرها سواء بالأطقم الطبية أو سيارات الإسعاف والمعدات، وفق خطة الدعم الطبي ودعم الجهات المدنية الأخرى في المجال الطبي. ونقل سلاح الجو العماني أطقماً طبيّة من محافظة مسقط إلى ظفار لتعزيز الكادر الطبي، بينما كرّست البحرية العمانية مقدراتها وإمكانياتها في المناطق المتوقّع تأثرها بالحالة المدارية للمساهمة في جهود الإنقاذ والإخلاء.
مشاركة :