لوحة «شهداء الإمارات» تحية للأبطال في مهرجان الحرف والصناعات التقليدية بالعين

  • 11/2/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

شهد مهرجان الحرف والصناعات التقليدية الثاني المقام في سوق القطارة في مدينة العين بتنظيم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة مساء أمس الأول، استكمال لوحة فنية للفنان والخطاط الإماراتي محمد مندي حملت عنوان شهداء الإمارات. مرت اللوحة بثلاث مراحل تنفيذية بدأت أولى خطواتها باللون الأسود الذي غطى اللوحة، واللون الذي يرمز إلى الموت والحروب والرماد المتصاعد منها، ومن ثم خطّ الفنان مندي كلمة شهداء الإمارات بالألوان الثلاثة الأحمر، الأخضر والأبيض، لتكتمل بذلك الصورة الأولى للوحة التي فاقت حدود الإطار الفني وباتت تمتد على مساحة الوطن وتكتسي العلم الإماراتي بألوانه التي ترمز إلى التضحية والوفاء والسلام. كما استكمل الفنان مندي رحلته في تشكيل هذه اللوحة الوطنية عبر كتابة أسماء الشهداء باللون الذهبي على كامل اللوحة، ليؤكد بالتالي على علاقة الحرف باللون وذات الاسم وكيف تتشكل بل تتنوع هذه العلاقة من زوايا مختلفة حتى نكاد نقول إنها متوالدة مع بعضها ومن بعضها إلى حدود بعيدة. وقال محمد مندي: في مسيرة كل فنان تشكيلي رحلة إنسانية أو مساحة تتناول قضية من قضايانا المصيرية المعاصرة التي كثيراً ما تبناها في معالجاته الفكرية المباشرة أو عن طريق الرمز، وشهداء الإمارات يستحقون منا الكثير، وما هذه اللوحة إلاّ جزء صغير من التعبير لهم عن الوفاء والامتنان والتقدير والعرفان بالجميل لما بذلوه من تضحية في سبيل الحفاظ على أمننا واستقرارنا. وتابع: لا نستطيع أن نحصر إنجازاتهم ونعددها، ولكن هي مجرد محاولة منا لتخليد ذكراهم من خلال هذه اللوحة التي أخذ العمل عليها 3 أيام، لنوصل أسماء هؤلاء الشهداء إلى الأجيال القادمة ولنحفر تضحياتهم في نفوس كل الأبناء، كما تأتي مشاركتي لتقول إنّ الفن التشكيلي والخط يساهمان بشكل أساسي في الحفاظ والترويج للعادات والتقاليد المحلية، كما أنهما يحضران في كافة المناسبات. كما يحتضن المهرجان معرضاً فنياً للمصور عمرو بوكحيل، فمن خلال التصوير الضوئي حاول الفنان أن يؤرخ للتراث الإماراتي، ولمنتجاته، ليسهم في الإضاءة على هذه المهن والحرف التقليدية التراثية والمحلية التي تعكس صورة من صور الحياة الثقافية في الإمارات، وقد ضم المعرض العديد من الصور لحرفيات يمارسن مهنة الخوص والتلي، إلى جانب صورة لامرأة ترتدي البرقع، وصور من البيئة المحلية الإماراتية، وكلها أتت لتتناول التراث من مختلف جوانبه الثقافية والاجتماعية. ويخصص المهرجان أيضاً مساحة لزواره الأطفال الذين عبروا عن سعادتهم وهم يجوبون ساحة المهرجان برفقة آبائهم يتجولون ويستمتعون بالأنشطة والبرامج الترفيهية والعلمية والثقافية التي تأخذ نصيباً وافراً من مواهبهم وإبداعاتهم، حيث خصص مركز القطارة للفنون لهم ورش عمل تثقيفية منها ورش عمل صناعة الفخار والتلوين والرسم على الوجوه إلى جانب قراءة القصص، وكلها تهدف إلى جذب هؤلاء الناشئة والترويج للتراث المحلي وتعريفهم بالثقافة المحلية والعادات والتقاليد لترسيخها في نفوسهم مستقبلاً وجعلها أولوية أساسية في حياتهم مع ما نشهده من تطور تكنولوجي ملحوظ. وأتت هذه الورش للأطفال وسط أجواء تثقيفية توجيهية لا تهمل المتعة، إلى جانب الكثير من الفعاليات والأنشطة التراثية الإماراتية، تأتي اليولة في مقدمتها، والمسابقات الثقافية من أسئلة وأجوبة تتركز كلها حول التراث الإماراتي ومكنوناته وعناصره الأساسية، بما يوفر أجواء مناسبة لجميع الأعمار، ليتحقق بذلك شعار مدينة العين كونها الوجهة الأمثل التي تجمع كافة أفراد العائلة في مكان واحد، ليصبح المهرجان ملتقى لتعزيز الروابط الأسرية ومشاركة جميع شرائح المجتمع في هذا الحدث التراثي المهم.

مشاركة :