تطور دور الجهات الفاعلة من غير الدول ومليشياتها شبه العسكرية في الشرق الأوسط

  • 10/22/2021
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يرى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬أن‭ ‬انتشار‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬وزيادة‭ ‬قوتها‭ ‬هي‭ ‬إحدى‭ ‬السمات‭ ‬المميزة‭ ‬لحقبة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭. ‬ووفقا‭ ‬لـ‮«‬ماري‭ ‬كالدور‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬كلية‭ ‬لندن‭ ‬للاقتصاد‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬التأثير‭ ‬المتزايد‭ ‬لهذه‭ ‬الجماعات‭ ‬يمثل‭ ‬عنصرًا‭ ‬حاسما‭ ‬لما‭ ‬وصفته‭ ‬بـ«الحروب‭ ‬الجديدة‮»‬‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭. ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬كان‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬شاهدًا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬التطورات،‭ ‬حيث‭ ‬لعبت‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬‮«‬دورًا‭ ‬جوهريا‮»‬‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين‭.‬ ولمناقشة‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬عقد‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬بروكينجز‮»‬،‭ ‬بواشنطن،‭ ‬ندوة‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬تطور‭ ‬الجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الدول‭ ‬ومليشياتها‭ ‬شبه‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬أدارتها‭ ‬‮«‬فاندا‭ ‬براون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مبادرة‭ ‬الفاعلين‭ ‬المسلحين‭ ‬غير‭ ‬الحكوميين‭ ‬بالمعهد،‭ ‬وشارك‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬بروس‭ ‬ريدل‮»‬،‭ ‬مدير‭ ‬مشروع‭ ‬الاستخبارات‭ ‬بالمعهد،‭ ‬و«رانج‭ ‬علاء‭ ‬الدين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬بالمعهد،‭ ‬و«ستيفاني‭ ‬ويليامز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬سياسات‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بالمعهد‭. ‬ في‭ ‬البداية،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬براون‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬‮«‬الوقت‭ ‬المناسب‮»‬‭ ‬لإجراء‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المناقشة‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬التطورات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الاشتباكات‭ ‬بين‭ ‬المليشيات‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬ونتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬العراقية،‭ ‬التي‭ ‬أتت‭ ‬بالتيار‭ ‬الصدري‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الأجنحة‭ ‬السياسية‭ ‬للمليشيات‭ ‬الأخرى‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬‮«‬ضُعفت‭ ‬مكتسباتها‭ ‬السياسية‮»‬،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تحتفظ‭ ‬بوجود‭ ‬‮«‬قوي‮»‬‭ ‬في‭ ‬الشارع‭. ‬ وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بظهور‭ ‬الجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬ذات‭ ‬الأهمية‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬ريدل‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬لعبت‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لعقود‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬وعن‭ ‬‮«‬أوجه‭ ‬التشابه‭ ‬والاختلاف‮»‬‭ ‬بين‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة،‭ ‬والموجودة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬حاليا،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الآيديولوجية،‭ ‬حيث‭ ‬قارن‭ ‬جهود‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬و«القومية‮»‬‭ ‬لدى‭ ‬الجماعات‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬بالتركيز‭ ‬الديني‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المنظمات‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬تتبنى‭ ‬الآن‭ ‬الفلسفات‭ ‬الإسلامية‭ ‬الشاملة‭. ‬وبالنسبة‭ ‬إليه،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬طاغٍ‮»‬،‭ ‬لكنها‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تحقق‭ ‬أهدافها‭. ‬ وفي‭ ‬ملاحظاته،‭ ‬ناقش‭ ‬‮«‬علاء‭ ‬الدين‮»‬،‭ ‬دور‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬وبشكل‭ ‬خاص‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬‮«‬الانتخابات‭ ‬العراقية‮»‬،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬ثلاث‭ ‬نقاط‭ ‬انعكاس‭ ‬رئيسية‮»‬‭ ‬يجب‭ ‬مراعاتها‭ ‬بشأن‭ ‬العراق‭ ‬عند‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬الأهمية‭ ‬الحالية‭ ‬للجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية،‭ ‬الأولى،‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬حلت‭ ‬بها‭ ‬‮«‬محل‭ ‬سلطات‭ ‬الدولة‭ ‬الرسمية‮»‬،‭ ‬وثانيها،‭ ‬الحرب‭ ‬الإيرانية‭ ‬العراقية،‭ ‬وثالثها،‭ ‬تطوير‭ ‬‮«‬فكر‭ ‬إيران‭ ‬المنهجي‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬وتعزيز‭ ‬علاقاتها‭ ‬معها‮»‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يوجد‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬ميل‭ ‬إلى‭ ‬مساواة‭ ‬الدعم‭ ‬الغربي‭ (‬للجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭)‬‮»‬‭ ‬باستراتيجية‭ ‬إيران،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬النهج‭ ‬الغربي‭ ‬تطغى‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬الانتهازية‮»‬‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي،‭ ‬فقد‭ ‬طورت‭ ‬إيران‭ ‬نهجًا‭ ‬أكثر‭ ‬تضافرًا،‭ ‬مع‭ ‬‮«‬مستويين‭ ‬اثنين»؛‭ ‬‮«‬المنظمات‭ ‬المتحالفة‭ ‬معها،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬مرتبطون‭ ‬‮«‬آيديولوجيا‮»‬‭ ‬بها،‭ ‬والآخرين‭ ‬الذين‭ ‬تعمل‭ ‬معهم‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬اللحظات‭ ‬العرضية‭ ‬من‭ ‬المصالح‭ ‬المتبادلة‭ ‬والتوافق‭ ‬السياسي‮»‬‭.‬ علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬لفت‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬لاعبين‭ ‬داخل‭ ‬المنطقة‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬‮«‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬خاصة‭ ‬بهم»؛‭ ‬مثل‭ ‬الأكراد،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬يرى‭ ‬أنهم‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬قابلية‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية»؛‭ ‬كونهم‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬نيل‭ ‬الاعتراف‭ ‬والشرعية،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬جاءت‭ ‬رغبة‭ ‬القوى‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المجموعات‭ ‬الكردية،‭ ‬مثل‭ ‬قوات‭ ‬‮«‬وحدات‭ ‬حماية‭ ‬الشعب‮»‬‭.‬ وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬للسياسة‭ ‬العراقية،‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬حرب‭ ‬العراق‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬انتشار‭ ‬سريع‭ ‬للمليشيات‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬‮«‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الغزو‭ ‬الأمريكي‭ ‬للبلاد‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬نشأ‭ ‬فصيلان‭ ‬بارزان‭ ‬هما‭ ‬‮«‬فيلق‭ ‬بدر‮»‬،‭ ‬و«التيار‭ ‬الصدري‮»‬،‭ ‬ومثّل‭ ‬الأول‭ ‬‮«‬مليشيا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬برز‭ ‬الآخر‭ ‬كـ«حركة‭ ‬اجتماعية‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬السنوات‭ ‬اللاحقة،‭ ‬‮«‬تطورت‮»‬‭ ‬كلتا‭ ‬المجموعتين،‭ ‬وقام‭ ‬التيار‭ ‬الصدري‭ ‬‮«‬بالانتقال‭ ‬إلى‭ ‬جهة‭ ‬فاعلة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‮»‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬فيلق‭ ‬بدر‭ ‬لم‭ ‬‮«‬يتعامل‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‮»‬‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬العراقي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬بدا‭ ‬جليًّا‭ ‬خلال‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأخيرة‭.‬ وفي‭ ‬ختام‭ ‬تعليقاته،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬علاء‭ ‬الدين‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بمرونة‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬‮«‬ملء‭ ‬الفراغ‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬خلفته‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬غير‭ ‬الناجحة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬الموجودة‭. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬أقر‭ ‬بأن‭ ‬المستقبل‭ ‬‮«‬لتلك‭ ‬الجماعات‮»‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬بها‭ ‬أعلى‭ ‬معدل‭ ‬بطالة‭ ‬بين‭ ‬الشباب،‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬يبحث‭ ‬3‭ ‬ملايين‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬عن‭ ‬وظائف‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬مستويات‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬التغذية،‭ ‬وقد‭ ‬خلقت‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬‮«‬أرضًا‭ ‬خصبة‭ ‬للمليشيات‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬تضم‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬100‭.‬000‭ ‬إلى‭ ‬150.000‭ ‬مقاتل‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يخضعون‭ ‬لسلطة‭ ‬الدولة‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬خلق‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«‬وضعًا‭ ‬غير‭ ‬مستقر‮»‬‭.‬ من‭ ‬جانبها،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬ويليامز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تطور‭ ‬نظائر‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬ولبنان‮»‬،‭ ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأخيرة،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬الله‮»‬‭ ‬يمارسه‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الداخلية‮»‬،‭ ‬عبر‭ ‬قولها‭ ‬إن‭ ‬‮«‬دفاع‭ ‬تلك‭ ‬الجماعة‭ ‬عن‭ ‬الأوضاع‭ ‬الفاسدة‭ ‬يضعها‭ ‬في‭ ‬موضع‭ ‬خلاف‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬الحكومة‮»‬،‭ ‬و«المزايا‭ ‬والصلاحيات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بذلك‮»‬،‭ ‬و«ضمان‭ ‬التستر‭ ‬على‮»‬‭ ‬أنشطتها‭ ‬غير‭ ‬المشروعة،‭ ‬‮«‬قد‭ ‬تركت‭ ‬لبنان‭ ‬برمته‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬غير‭ ‬مستقر‮»‬‭.‬ علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬الله‮»‬‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يقوي‭ ‬شوكته‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬‮«‬الضعف‭ ‬الشديد‭ ‬والاختفاء‭ ‬الكامل‭ ‬تقريبًا‭ ‬للدولة‮»‬،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لبنان‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬كل‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬يتطلبها‭ ‬مواطنوها،‭ ‬وأنه‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الشائع‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬الله‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬دولة‭ ‬داخل‭ ‬دولة»؛‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرها‭ ‬القول‭ ‬إننا‭ ‬شهدنا‭ ‬‮«‬تطور‭ ‬دولة‭ ‬داخل‭ ‬شبه‭ ‬دولة‮»‬،‭ ‬وهنا‭ ‬‮«‬تقصد‭ ‬لبنان‮»‬،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬متأكدًة‭ ‬مما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬الله‮»‬،‭ ‬سيستمر‭ ‬في‭ ‬السماح‭ ‬بإجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬ديمقراطية‭ ‬كونه‭ ‬يخشى‭ ‬أن‭ ‬تتسبب‭ ‬نتائجها‭ ‬في‭ ‬‮«‬ظهور‭ ‬انقسامات‭ ‬أعمق؛‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تطبيق‭ ‬مبادئ‭ ‬المساءلة‭ ‬والعدالة‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬العالقة‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬علقت‭ ‬‮«‬براون‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يضغط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬انعقاد‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات،‭ ‬وأن‭ ‬يلقي‭ ‬بثقله‭ ‬لدعم‭ ‬‮«‬من‭ ‬يطالبون‭ ‬بالإصلاح‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬إمكانية‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬الذين‭ ‬‮«‬يعرقلون‭ ‬مسار‭ ‬العدالة‮»‬‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬استخدام‭ ‬قانون‭ ‬ماغنيتسكي‭ ‬وتطبيق‭ ‬عقوباته‭ ‬بصورة‭ ‬أكثر‭ ‬انتشارًا‮»‬‭.‬ وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بـ«ليبيا‮»‬،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬ويليامز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجماعات‭ ‬شبه‭ ‬العسكرية‭ ‬المتمركزة‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬ممولة‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬لكنها‭ ‬ليست‭ ‬خاضعة‭ ‬لسيطرتها‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‮»‬،‭ ‬وأنه‭ ‬بينما‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخطط‭ ‬لنزع‭ ‬أسلحتها‭ ‬وتسريح‭ ‬وإعادة‭ ‬دمج‭ ‬مقاتليها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬المدنية‮»‬،‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬أي‭ ‬منها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المطلب‭ ‬الشعبي‭ ‬لإجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬والبرلمانية‭ ‬خلال‭ ‬ديسمبر‭ ‬ويناير‭ ‬المقبلين‭ ‬بات‭ ‬‮«‬واضحًا‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬انقسامات‭ ‬حادة‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬تمارسه‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬توافر‭ ‬الاستقرار،‭ ‬والأمن»؛‭ ‬لعقد‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية؛‭ ‬بات‭ ‬أمرًا‭ ‬مشكوكًا‭ ‬فيه،‭ ‬ما‭ ‬يستلزم‭ ‬إجراء‭ ‬‮«‬إصلاح‭ ‬اقتصادي‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‮»‬،‭ ‬وطرح‭ ‬‮«‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬سياسية»؛‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الدولة‭ ‬الليبية‭ ‬من‭ ‬معاناتها‮»‬‭.‬ وحول‭ ‬دور‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬ومليشياتها‭ ‬شبه‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬قال‭ ‬‮«‬ريدل‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬واشنطن‭ ‬‮«‬لطالما‭ ‬لجأت‭ ‬كثيرًا‭ ‬إلى‭ ‬وصف‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬وأفرعها‭ ‬المنتمية‭ ‬لها‭ ‬بالكيانات‭ ‬الإرهابية‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬التوصيفي‭ ‬‮«‬سهل‭ ‬اتخاذه،‭ ‬ومن‭ ‬المستحيل‭ ‬التراجع‭ ‬عنه‭ ‬إلا‭ ‬للضرورة‮»‬،‭ ‬وسيؤدي‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬فرض‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬القيود‭ ‬والعقوبات‮»‬‭ ‬تحدد‭ ‬ملامح‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭.‬ واستكمالا‭ ‬للمناقشة،‭ ‬استشهد‭ ‬بمنظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬التي‭ ‬صنفتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬كمنظمة‭ ‬إرهابية‭ ‬عام‭ ‬1970‭. ‬ما‭ ‬أعاق‭ ‬سبل‭ ‬التواصل‭ ‬معها،‭ ‬وأثر‭ ‬بالتالي،‭ ‬في‭ ‬مفاوضات‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬طرفي‭ ‬النزاع‭ ‬الرئيسيين‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وعليه،‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬واشنطن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬‮«‬التواصل‮»‬‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬وإلغاء‭ ‬التصنيفات‭ ‬الإرهابية‭ ‬للجماعات‭ ‬أو‭ ‬الأفراد‭ ‬المنتمين‭ ‬إليها‭ ‬لتسريع‭ ‬جهود‭ ‬التفاوض‭ ‬والتسوية‭ ‬حال‭ ‬نشوء‭ ‬نزاع‭ ‬ما،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬عدم‭ ‬تصنيف‭ ‬‮«‬طالبان‮»‬‭ ‬كمنظمة‭ ‬إرهابية‭ ‬جعل‭ ‬واشنطن‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التحدث‭ ‬معها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬عمليات‭ ‬الإخلاء‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬انسحابها‭ ‬من‭ ‬أفغانستان،‭ ‬وتجنب‭ ‬وقوع‭ ‬كارثة‭ ‬إنسانية‭. ‬ووافقت‭ ‬‮«‬براون‮»‬‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية،‭ ‬واصفةً‭ ‬إجراء‭ ‬تصنيف‭ ‬الجماعات‭ ‬بالكيانات‭ ‬الإرهابية‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬طوق‭ ‬يقوض‭ ‬سياسة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الخارجية‮»‬‭.‬ وفي‭ ‬سؤال‭ ‬حول‭ ‬‮«‬تأثير‭ ‬اغتيال‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني،‭ ‬وأبو‭ ‬مهدي‭ ‬المهندس‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬المليشيات‭ ‬الشيعية‭ ‬في‭ ‬العراق؛‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬علاء‭ ‬الدين‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬اضطرابات‭ ‬داخل‭ ‬قوات‭ ‬الحشد‭ ‬الشعبي‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬وصفها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬قوات‭ ‬تأثرت‭ ‬بتلك‭ ‬الشخصيات‭ ‬الكاريزمية‮»‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬زعيمين‭ ‬مثلهما‭ ‬‮«‬ألقى‭ ‬بالحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الفوضى‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬كون‭ ‬التنظيم‭ ‬غير‭ ‬مستعد‭ ‬لاغتيالهما‭. ‬ واستنادًا‭ ‬إلى‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬‮«‬علاء‭ ‬الدين‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬عمليات‭ ‬القتل‭ ‬المستهدف‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬العواقب،‭ ‬وأنه‭ ‬‮«‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يعاني‭ ‬العراقيون‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬تلك‭ ‬العمليات‭ ‬من‭ ‬العواقب‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬بالفعل‭ ‬‮«‬حملات‭ ‬القمع‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‮»‬‭ ‬ضد‭ ‬المواطنين‭ ‬العاديين‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬أمرًا‭ ‬مألوفًا‭ ‬باعتباره‭ ‬عملا‭ ‬انتقاميًا‭ ‬للرد‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬العمليات‭ ‬والاغتيالات‭. ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬النحو،‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬‮«‬آليات‭ ‬التعامل‭ ‬والعقاب‭ ‬الأمريكية‭ ‬واضحة‭ ‬تمامًا‭ ‬لمواجهة‭ ‬أية‭ ‬تهديدات‭ ‬وشيكة،‭ ‬فإن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لم‭ ‬‮«‬تدرك‭ ‬تمامًا‭ ‬تداعيات‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬الفوضوي‭ ‬الذي‭ ‬ستخلقه‭ ‬هذه‭ ‬المليشيات‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬المتوسط‭ ‬والطويل‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬السياسات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬ومليشياتها‭ ‬تميل‭ ‬إلى‭ ‬التغيير‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬إدارة‭ ‬وأخرى‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تحول‭ ‬نحو‭ ‬إطار‭ ‬واضح‭ ‬يضم‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬التوجيهية‭ ‬الأكثر‭ ‬حزمًا‭ ‬لتشكيل‭ ‬ملامح‭ ‬السياسة‭ ‬المستقبلية‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬باختلافها‭. ‬ وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬شددت‭ ‬‮«‬ويليامز‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬منع‭ ‬‮«‬افتراس‭ ‬الدولة‭ ‬والهيمنة‭ ‬على‭ ‬مقدراتها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬العنف‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إجراءات،‭ ‬مثل‭ ‬المراجعة‭ ‬المالية‭ ‬الدولية‭ ‬الأخيرة‭ ‬للبنك‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬والتي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تعاون‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬بشكل‭ ‬فردي‭ ‬مع‭ ‬جهات‭ ‬فاعلة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬ثنائي،‭ ‬يقوض‭ ‬أحيانًا‭ ‬جهود‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتعزيز‭ ‬‮«‬معاييرها‭ ‬وقيمها‮»‬،‭ ‬وبناء‭ ‬مؤسسات‭ ‬دولة‭ ‬تتسم‭ ‬بالقوة‭ ‬والتماسك‭. ‬وعليه،‭ ‬خلصت،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬التعاون‮»‬‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬‮«‬الصعب‭ ‬للغاية‭ ‬بناء‭ ‬أرضية‭ ‬تقودنا‭ ‬إلى‭ ‬الانتقال‭ ‬الحقيقي‭ ‬إلى‭ ‬عودة‭ ‬الدولة‭ ‬بكل‭ ‬مفاصلها‭ ‬وكياناتها‮»‬‭.‬ وفي‭ ‬سؤال‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬طرق‭ ‬جديدة‭ ‬تتعامل‭ ‬بها‭ ‬الدول،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الغربية،‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الدول‭ ‬وجماعاتها‭ ‬المسلحة‭ ‬ونزع‭ ‬أسلحتها‭ ‬وتسريح‭ ‬وإعادة‭ ‬دمج‭ ‬مقاتليها؛‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬ريدل‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬‮«‬روابط‭ ‬الحوثيين‭ ‬بإيران‭ ‬لن‭ ‬تختفي‮»‬،‭ ‬فإنها‭ ‬ستصبح‭ ‬‮«‬أقل‭ ‬أهمية»؛‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬إيران‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬أية‭ ‬سيولة‭ ‬مالية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬يمكنها‭ ‬استخدامها‭ ‬لجهود‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬هناك‮»‬‭. ‬وعلق‭ ‬‮«‬علاء‭ ‬الدين‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬تطوير‭ ‬‮«‬نهج‭ ‬مؤسسي‭ ‬لهذه‭ ‬الجهات‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬سيكون‭ ‬لديها‭ ‬‮«‬عناصر‭ ‬ورموز‭ ‬سياسية‭ ‬ذات‭ ‬ثقل‮»‬‭ ‬يمكنها‭ ‬ممارسة‭ ‬الضغط‭ ‬والتأثير‭ ‬في‭ ‬سلوكها‭ ‬وتعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬معها‭. ‬واعتبرت‭ ‬‮«‬براون‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬مهم،‭ ‬مشيرةً‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬اتجاه‭ ‬للتأثير‭ ‬في‭ ‬سلوك‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يعتبرها‭ ‬الغرب‭ ‬ضمن‭ ‬‮«‬خصومه‭ ‬التقليديين‮»‬‭. ‬ على‭ ‬العموم،‭ ‬قدمت‭ ‬الندوة‭ ‬نظرة‭ ‬عامة‭ ‬عن‭ ‬التطور‭ ‬المستمر‭ ‬والاتجاهات‭ ‬الناشئة‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬المسلحة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬على‭ ‬لبنان‭ ‬والعراق‭ ‬وليبيا‭. ‬وخلص‭ ‬المشاركون‭ ‬إلى‭ ‬خطورة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬وأن‭ ‬تأثيرها‭ ‬المزعزع‭ ‬للاستقرار‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يستحق‭ ‬اهتماما‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬صانعي‭ ‬السياسات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مواجهتها،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬فهم‭ ‬ومعالجة‭ ‬الظروف‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تسمح‭ ‬لهم‭ ‬بالتطور،‭ ‬وعلى‭ ‬الأخص،‭ ‬الافتقار‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬حكومة‭ ‬قوية‭ ‬وفعالة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأساسية‭ ‬لمواطنيها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬تتعامل‭ ‬بها‭ ‬الدول‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬وفق‭ ‬المبادرات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬بنفسها‭ ‬ومموليها‭ ‬ورعاتها‭.‬

مشاركة :