تقرير إخباري: بحضور 3 آلاف سائح مصر تحتفل بتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني بأبوسمبل

  • 10/22/2021
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

احتفلت مصر وبحضور دولي كبير، اليوم (الجمعة) بتعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني بمعبد أبوسمبل، جنوب أسوان، في ظاهرة فلكية فريدة. وبدأ تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني بمعبد أبوسمبل، جنوب أسوان، صباح اليوم في حوالي الساعة 5:52 واستمر لمدة 20 دقيقة حتى الساعة 6:12 بالتوقيت المحلي. وتتعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني بأبو سمبل مرتين في العام، إحداهما يوم 22 أكتوبر والذي يوافق يوم مولده، والأخرى يوم 22 فبراير والذي يوافق يوم تتويجه ملكا لمصر. وتحدث الظاهرة بتعامد شعاع الشمس على تمثال الملك رمسيس الثاني وتماثيل الآلهة (أمون ورع حور)، حيث اخترقت الشمس بهو المعبد إلى داخل قدس الأقداس لمسافة 60 مترا لتتعامد على وجه رمسيس الثاني. وشهد الاحتفال هذا العام حضور وزير السياحة والآثار المصري الدكتور خالد العناني، ومحافظ أسوان اللواء أشرف عطية، ونحو 50 سفيرا من أكثر من 30 دولة في العالم والمدونين الأجانب، وأكثر من ثلاثة ألاف من السياح الأجانب، بحسب محافظة أسوان. ورمسيس الثاني هو الفرعون الثالث من حكام الأسرة التاسعة عاش خلال الفترة من (1213 ق.م - 1303 ق.م ) وحكم مصر خلال الفترة من (1213 ق.م - 1279 ق .م )، ويعد الفرعون الأقوى والأشهر في تاريخ مصر. ويعد معبد أبو سمبل بمحافظة أسوان واحدا من أشهر المعابد الأثرية الموجودة في مصر، حيث يشهد المعبد ظاهرة تعامد الشمس مرتين كل عام، ويقع بجانبه معبد صغير لزوجته نفرتاري، وهما متقابلان لا يفصلهما إلا واد صغير. وتعرض معبد أبو سمبل ومعبد زوجته نفرتاري لعملية إنقاذ في ستينيات القرن الماضي من قبل فريق متعدد الجنسيات من علماء الآثار والمهندسين ومشغلي المعدات، وقد استغرق العمل لنقل المعبدين قرابة 6 سنوات، ليعاد تشييدهما . وبدأ العمل بتقطيع المعبدين بعناية فائقة إلى كتل كبيرة، وتم نقلها وأعيد تركيبها مرة أخرى في موقع جديد على ارتفاع حوالي 64 مترا، عن سطح مياه بحيرة ناصر وعلى بعد حوالي 180 متر من الموقع الأصلي، في واحدة من أعظم تحديات الهندسة الأثرية في التاريخ. وقال الوزير خالد العناني، إن الأثريين يعتبرون معبد أبو سمبل العجيبة الثامنة لعجائب الدنيا السبع للعالم القديم، مشيرا إلى أن قصة اكتشاف المعبد والنقوش الموجودة على جدرانه وألوانها في حد ذاتها عجيبة، وعليها سجلت معركة قادش وأول معاهدة سلام في تاريخ البشرية. وأشار العناني، خلال لقاء مع السفراء الأجانب على هامش الاحتفال، إلى أن عام 2022 سيكون عاما هاما لمصر، لافتا إلى أنه سيشهد مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون وكذلك مرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة (الهيروغليفية)، موضحا أن كل قرن من الزمن تعطي مصر شيئاً وذكري تاريخية هامة لا تنسي للبشرية. واستعرض أهم الإجراءات الاحترازية والوقائية وضوابط السلامة الصحية التي تتخذها الدولة المصرية ويتم تطبيقها بكل دقة وجدية في المنشآت الفندقية والسياحية والمتاحف والمواقع الأثرية والمطارات والأنشطة السياحية المختلفة والتي تم وضعها وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية لمواجهة تداعيات فيروس كورونا. ونوه إلى أن المقصد السياحي المصري مقصدا آمنا وينفرد بتميزه طوال العام وبمقوماته السياحية والأثرية التي لا مثيل لها، مشيرا إلى أنه يقدم للسائح تجربة سياحية متفردة بأمان كامل يستمتع خلالها بشواطئ مصر الخلابة وجوها الرائع والمشمس والصحي، إلى جانب الاستمتاع بالحضارة المصرية العريقة وآثارها الفريدة. ولفت إلى أن مصر تعمل الآن على تعزيز الاستفادة من هذه المقومات السياحية والأثرية من خلال خلق منتج سياحي جديد متكامل يجعل السائح يستمتع بتجربة سياحية فريدة ومميزة ويعطيه فرصة للاستمتاع بالأنماط السياحية المختلفة خلال زيارته لمصر، مثل دمج منتج السياحة الثقافية بمنتج السياحة الشاطئية والترفيهية، وربط مدن وادي النيل بالمدن السياحية الساحلية في منتج جديد عن طريق استحداث خطوط طيران داخلي تربط بين الأقصر وشرم الشيخ والغردقة وأسوان وأبو سمبل. من جانبه، أكد محافظ أسوان اللواء أشرف عطية الحرص على متابعة تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية لمواجهة انتشارمرض فيروس كورونا الجديد، مع التشديد على التباعد من خلال وضع شاشة عرض بلازما عملاقة بصحن المعبد لإتاحة مشاهدة لحظة حدوث الظاهرة لأكبر عدد ممكن. ولفت عطية، إلى توفير بوابات ومعدات التعقيم بمسارات الدخول والخروج، بجانب المستلزمات الطبية والمطهرات، بالإضافة إلى إلزام المشاركين في ظاهرة التعامد بارتداء الكمامات لتلافى حدوث أي أضرار لهم. وأشار إلى أنه تم تنظيم فعاليات للاحتفال بالحدث خلال الفترة من 17 إلى 22 أكتوبر في جميع المواقع الثقافية المفتوحة بمشاركة 10 فرق للفنون الشعبية من أسوان والمحافظات الأخرى بهدف خلق متنفس ترفيهي وفني للسياح والمواطنين في مختلف أنحاء المحافظة. ويبلغ عمر ظاهرة تعامد الشمس الفريدة من نوعها نحو 33 قرنا من الزمان وتجسد التقدم العلمي الذي توصل له القدماء المصريون، خاصة في علم الفلك والنحت والتخطيط والهندسة والتصوير.

مشاركة :