اتجاهات فنية متنوعة تثري صالون التشكيليين الشبان في تونس

  • 10/23/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

انطلقت الدفعة الجديدة من معارض وأنشطة اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين للموسم الثقافي والفني الجديد مع عودة الأنشطة الثقافية في تونس اثر تراجع جائحة كورونا.  وقد كانت هناك أنشطة سابقة للاتحاد مع أخذ الحيطة والتدابير الوقائية بالنسبة لانتظام المعارض لتجنب الاصابة بوباء كورونا. وبحضور الأعضاء والمنخرطين والهيئة المديرة شهدت فضاءات العروض بقصر خير الدين بالمدينة العتيقة بتونس وبمواكبة أحباء الفنون الجميلة ورواد الثقافة افتتاح صالون التشكيليين الشبان الذي يتواصل الى غاية يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني حيث تنوعت الأعمال المعروضة من حيث الاتجاهات الفنية والأساليب والتقنيات وعكست مسارات تطور الحركة التشكيلية الشابة في تونس كما تم عرض عمل فني للفنان التشكيلي الراحل معز حسن. وفي اطار أنشطة الاتحاد يفتتح السبت 23 أكتوبر/تشرين الاول المعرض الجماعي - الرسم الخطي والحفر- برواق يحي بالبالماريوم ليتواصل الى غاية يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني. كما سبق ان افتتحت باشراف المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بمحافظة بن عروس ومديرة رواق الفنون ببن عروس وفناني مجموعة لقاء فعاليات المعرض الجماعي الخامس للفنون التشكيلية تحت عنوان" لقاء5 " بمساهمة ورعاية إتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين.  كما ينظم الاتحاد فعاليات الصالون الدولي للخزف المعاصر ضمن الدورة الرابعة وتدعو الهيئة المديرة لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين كافة الخزافين التونسيين للمشاركة في الدورة الجديدة لـ "الصالون الدولي للخزف المعاصر" بقصر خير الدين متحف مدينة تونس. وجاء في بلاغ الاتحاد "بامكان كل فنان المشاركة بأكثر من عمل على أن تتوفر فيه شروط العرض والسلامة، وتقدم الأعمال المنتقاة مباشرة الى قصر خير الدين باشا، ويتم تنصيبها في الاسبوع الاول من شهر نوفمبر بالتنسيق مع سارة عطية عضوة الهيئة المديرة للاتحاد وبالتعاون مع الفنانين المعنيين". وتنضاف الفعاليات لمساهمات الاتحاد في تظاهرات فنية وثقافية تهدف الى اثراء المشهد الفني والثقافي في تونس. وفي موقع الاتحاد اشارة الى حيز من نشأته وتاريخ الحركة التشكيلية في تونس منها ما يلي"نشأت الحركة التّشكيليّة التونسيّة في رحم الحركة الثقافيّة الوطنيّة آخذة مما حذفته من مهارات تشكيليّة قبل عهد الحماية وبعدها ومما تعلّمته في تونس وخارجها ممّا جعلها تخطو في اتجاه الرسم المسندي وتتطوّر شيئا فشيئا إلى أن برزت عديد الأسماء بدأت في عرض إنتاجها والمشاركة في المعارض الجماعيّة التي كانت تقام بأروقة العاصمة". وكان لا بد إذا أردنا دراسة الحركة التّشكيليّة التونسيّة بعد الاستقلال من حيث مردوديتها التّشكيليّة وهل كانت حركة بحث وتجديد للفن التشكيلي التونسي المعاصر أن تتعمّق في تحليل الحياة الفنيّة قبله بداية من الصالون التونسي وقاعات العروض إلى الصالونات الفنيّة والرسم الإستشراقي إلى إنتاج جماعة مدرسة تونس ونهاية إلى المجموعات التّشكيليّة التونسيّة التي تأّسّست بعد الاستقلال وحركت سواكن الإبداع التّشكيلي بفضل ما قدّمته من رؤى ومضامين تشكيليّة معاصرة وما أسهمت به من فعل تشكيلي جديد شكل الصحوة الفنيّة التّونسيّة. .وقبل عهد الحماية الفرنسيّة برز عدد من الرسامين التّونسيين أو النزر القليل شكّلوا النواة الأولى للرسم في تونس مثل احمد عصمان ومحمد الأمين وغيرهما. وتأسّس الاتحاد القومي للفنون التّشكيليّة وهي التّسميّة الأولى له سنة 1968 وكان الراحل الأستاذ الطاهر قيقة في ذلك العهد يتولى الإشراف على إدارة الآداب والفنون بوزارة الشؤون الثقافيّة وقد تجمّع بالمناسبة حوالي أربعين فنّانا تشكيليا من مختلف الأعمار والمدارس وتعدّدت اجتماعاتهم بدار الثقافة ابن خلدون وبالمركز الثقافي الدّولي بالحمامات تمخّضت في النهاية على وضع أسس واضحة للاتحاد فضبط قانونه الأساسي وأهدافه وغاياته وسبل الانخراط فيه.  وهو يعكس في مجموعه تطلّعات الفنّان التّشكيلي التّونسي في ذلك العهد .ودون التوغّل في استقراء دوراته بدءا من الدورة الأولى والثانية التي ترأسها الرسام الزبير التركي والتي شهدت على امتداد ست سنوات وحقق الاتحاد فيها نشاطا هاما وجملة من المكاسب الإيجابيّة على الصعيدين الداخلي والخارجي إلى الدورة الثالثة التي ترأسها الرسام على بلاغا وأخيرا الدورة الرابعة التي ترأسها الرسام نجيب بلخوجة وتراجع مردود الاتحاد خلال هذين الدورتين الذي شهد فتورا وبالأخص خلال الدورة الرابعة إلى أن تم بعث لجنة التفكير التي لم تعمّر اكثر من شهر إلى هيئة تأسيسيّة جديدة استبدلت نظام رئاسة الاتحاد بنظام كتابة عامة واختارت الرسام الهادي التركي ليشغل خطة الكاتب العام للاتحاد ثم إلى الدورات التي أتت من بعد.  وتتالى الكتّاب العامّون إلى جانب الهيئات المنتخبة إبراهيم العزابي، سمير التريكي، يوسف الرقيق، عبدالرحمان المدجاولي سامي بن عامر، منجي معتوق، باكر بن فرج وأخيرا وسام غرس الله.  ولقد استفاد اتحاد الفنّانين التّشكيليين من كل التجارب القديمة والمشاكل التي اعترضته لبلوغ مطامح الفنانين التّشكيليين وبذلك خط استراتيجيّة جديدة يرمي من ورائها احتلال موقعه الريادي داخل السّاحة الثقافيّة الوطنيّة.  ومن أهم انجازاته منذ سنة 2011 تأسيس عديد التظاهرات الوطنية والعربية والدولية من بينها، ملتقى تونس للفن العربي العاصر، الملتقى الدولي للنحت على الحجارة الرخامية، الملتقى الدولي للفنون التشكيلية بالمهدية، الشهر الوطني للفنون التشكيلية، صالون التشكيليين الشبان. إن المقيّم لمسيرة اتّحاد الفنّانين التّشكيليين التّونسيين يلمس انه نجح في الرهانات التي وضعها أمامه بعد أن كسب ود وتجاوب قاعدته العريضة التي كانت بالأمس مفكّكة ومتناثرة هنا وهناك وربط علاقة متينة بالوزارات التي تعنى بالثقافة وبلديّة العاصمة التي مكّنته من عرض إنتاجات منخرطيه سنويا بقصر خير الدين بالعاصمة رغم تعليق اسناد جائزة مدينة تونس للفنون التّشكيليّة منذ سنة 2011 . إن اتحاد الفنانين التّشكيليين التّونسيين الذي اصبح يضم عددا كبيرا من الرسّامين تجاوز الثمان مائة، حقّق عديد المكاسب والمنجزات التي يتباهى بها الفنّان التّشكيلي التونسي وهو اليوم يضع على ذمّة التّشكيليين التّونسيين صفحة على موقع فيسبوك، لتسهيل عملية التواصل مع منخرطيه والمبدعين من كل أصقاع العالم". وفي اطار احتفال الاتحاد بمرور نصف قرن على انبعاثه فقد نظم فعاليات ومعارض وأنشطة وندوات واسند تكريمات لرموز في الابداع التشكيلي التونسي من الأحياء والراحلين .

مشاركة :