دبلوماسية شي: شي جين بينغ -- التزام بدفع قضية الأمم المتحدة من أجل عالم أفضل

  • 10/25/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بكين 24 أكتوبر 2021 (شينخوا) "يقع على عاتق كل رجل دولة مسؤول الإجابة على مسائل عصرنا واتخاذ خيار تاريخي بثقة وشجاعة وإحساس بالرسالة". بصفته زعيما لدولة كبرى تلعب دورا أكثر أهمية في عالم اليوم المترابط بشكل متزايد والمتغير بشكل عميق، فقد قدم الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي وجه الدعوة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، إجابته بالفعل. ومع التزامه برؤيته الرئيسية لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، كان شي، من بين جهود أخرى، يقود الصين، أكبر البلدان النامية اكتظاظا بالسكان وأكبرها في العالم، لتعميق وتوسيع التعاون باستمرار مع الأمم المتحدة، المنظمة الدولية الأكثر عالمية وتمثيلا وموثوقية في العالم. وفي الذكرى الـ50 لاستعادة المقعد الشرعي لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة، سيؤكد شي مجددا دعم بكين لقضية الأمم المتحدة، ومضاعفة جهود الصين للتعاون الدولي، وتنشيط العمل العالمي من أجل عالم أفضل. -- رؤية مستقبلية التوجه وفي نظر الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، فإن شي "رجل ذو رؤية مستقبلية التوجه". وخلال فترة توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة، تفاعل بان مع شي في مناسبات عديدة. وقال لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجريت معه حديثا إن أحد أكثر الأمور التي لا تُنسى هو كيف بذل شي قصارى جهده للترويج للتصديق على اتفاق باريس التي تم التوصل إليها بشق الأنفس حول تغير المناخ، وهو تهديد خطير للبشرية لطالما كان على رأس أجندة الأمم المتحدة. وحدثت انفراجة كبيرة عندما دعا شي بان ومن ثم الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما لزيارة مدينة هانغتشو بشرق الصين في 3 سبتمبر 2016، قبل يوم واحد من افتتاح قمة مجموعة العشرين في هانغتشو. واستذكر بان أنه في "حدث غير متوقع للغاية"، قدم له كل من شي وأوباما صك التصديق على اتفاقية باريس. وقال بان إن "هذا كان تاريخيا"، موضحا أن مثل هذه الخطوة المشتركة من جانب الصين والولايات المتحدة كانت "حيوية" لأنها حفزت الأطراف الأخرى على تسريع عملية التصديق. وبعد شهرين من حدث هانغتشو، دخلت الاتفاقية رسميا حيز التنفيذ. وصرح بان لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لو لم تكن هناك مبادرة من الرئيس شي جين بينغ، لما كنا توصلنا إلى اتفاقية باريس حول تغير المناخ حتى الآن. ثم تنهدت بارتياح عميق حقا، لقد تم إنقاذ العالم". ومنذ ذلك الحين، كثفت الصين من تحولها المضني نحو التنمية الخضراء. لقد أعلن شي الآن أن الصين تهدف إلى بلوغ ذروتها في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق حياد الكربون قبل عام 2060، مما يعني أن الدولة النامية ستكمل أكبر خفض في العالم في كثافة انبعاثات الكربون في أقصر وقت في التاريخ العالمي. وقال شي في مكتب الأمم المتحدة في جنيف في عام 2017 "لا توجد سوى أرض واحدة في الكون، ونحن البشر ليس لدينا سوى وطن واحد. وعلينا ألا نفكر في جيلنا فحسب، بل أن نتحمل أيضا المسؤولية عن الأجيال المستقبلية". -- أفعال مستقبلية النتائج وقال شي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في محادثة هاتفية في مايو الماضي إن "الأفعال أبلغ من الأقوال، والصينيون يحفظون دائما أقوالهم ويفعلون ما يقولونه". عندما تم تبني خطة التنمية المستدامة لعام 2030 من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في عام 2015، وصفها شي بأنها "قائمة مرجعية عالية المستوى" لأن هدفها الأعلى يتطلب إنهاء جميع أشكال الفقر. وتعهد شي ذات مرة بأنه "لن يتم ترك أي فرد أو منطقة فقيرة وراء الركب". وتحت قيادته القوية، وبعد خمس سنوات فقط، قضت الصين على الفقر المدقع، وحققت الهدف قبل 10 سنوات من الموعد المحدد. وقد ساهم نجاح الصين في مكافحة الفقر بشكل كبير في التنمية العالمية، وهي إحدى الركائز الثلاث لعمل الأمم المتحدة. وهنأ غوتيريش شي على هذا الإنجاز شخصيا، قائلا إن "هذه النتيجة الاستثنائية هي سبب للأمل والإلهام لمجتمع الأمم بأسره". والواقع أن الصين، مع تولي شي القيادة، أصبحت قوة أقوى من أي وقت مضى للتنمية المشتركة، مع تقديمها المزيد من المساعدة وتوليدها المزيد من الفرص للبلدان الأخرى. وظلت مساهمتها في النمو العالمي هي الأعلى لمدة 15 عاما على التوالي. وقدمت الصين مساعدات تنموية قيمتها 63 مليار دولار أمريكي إلى 166 دولة ومنظمة دولية. وأصبحت مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحها شي، أكبر منصة في العالم للتعاون الدولي. وفي ضوء الظروف الراهنة، ولا سيما تأثير وباء كوفيد-19، طرح شي، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، مبادرة للتنمية العالمية في محاولة لتوجيه التنمية العالمية نحو مرحلة جديدة من النمو المتوازن والمنسق والشامل. وقال شي "نحن بحاجة إلى تعزيز شراكات التنمية العالمية التي تكون أكثر مساواة وتوازنا، وإقامة مزيد من التآزر بين عمليات التعاون الإنمائي متعددة الأطراف، والإسراع بتنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة". وفي كلمة ألقاها أمام مؤتمر الأمم المتحدة العالمي الثاني للنقل المستدام في وقت سابق من هذا الشهر، أكد شي مجددا على التزام الصين بالتنمية العالمية المشتركة. وقال "إننا سنساهم بشكل أكبر في التنمية العالمية بينما نسعى لتحقيق تنميتنا الخاصة". -- تعددية أممية التمحور يتطلب التغلب على التحديات العالمية وبناء مستقبل أفضل للبشرية تعاونا دوليا متضافرا، وهو ما لن يكون ممكنا بدون التزام حقيقي بالتعددية وممارستها بفعالية. من وجهة نظر شي، فإن الأمم المتحدة، باعتبارها راية التعددية، هي "المؤسسة الأساسية لمعالجة الشؤون الدولية من خلال التعاون". وتحت قيادته، عززت الصين دعمها للمنظمة العالمية للقيام بدور أكبر في تعزيز السلام والتنمية العالميين. وفي أول مشاركة له في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2015، أعلن شي قرار الصين بإنشاء صندوق السلام والتنمية بين الصين والأمم المتحدة. وحتى الآن، قدمت الصين 120 مليون دولار أمريكي للصندوق وأطلقت 112 مشروعا للتعاون. وتعد الصين الآن ثاني أكبر مساهم في تمويل عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وساهمت بقوات حفظ سلام أكثر من أي أعضاء دائمين آخرين في مجلس الأمن الدولي. وهي تعارض بحزم التهديد المتعمد باستعمال القوة أو استخدامها في الشؤون الدولية، وقد شاركت بنشاط في البحث عن حلول سياسية للنزاعات الإقليمية والعالمية الكبرى على أساس العدالة والإنصاف. وفي مواجهة مختلف أشكال التعددية الزائفة الناشئة عن التأثير المشترك للتغيرات العالمية العميقة والوباء غير المسبوق، تصدى شي للتحدي ودفع بقوة نحو التعددية الحقيقية. وشدد شي أنه "في العالم، يوجد منظومة دولية واحدة فقط، وهي المنظومة الدولية التي توجد الأمم المتحدة في جوهرها. وهناك نظام دولي واحد، وهو النظام الدولي المدعوم بالقانون الدولي. وهناك مجموعة واحدة فقط من القواعد، وهي القواعد الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية التي تستند إلى أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة". وذكر أنه يتعين على جميع الدول أن تتصرف وفقا لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وأن تمتنع عن إتباع الأحادية والهيمنة، وألا تستخدم التعددية كذريعة لتشكيل دوائر صغيرة أو إثارة المواجهة الأيديولوجية. وأشار إلى أنه يجب على الأمم المتحدة "أن تحمل راية التعددية الحقيقية عاليا وتكون بمثابة منصة مركزية للدول لحماية الأمن العالمي بشكل مشترك، وتبادل إنجازات التنمية، ورسم مسار مستقبل العالم". وفي معرض إشارته إلى الذكرى الـ50 لاستعادة الصين لمقعدها الشرعي في الأمم المتحدة، قال شي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر إن الصين "ستواصل جهودنا النشطة للارتقاء بتعاون الصين مع الأمم المتحدة إلى مستوى جديد". وأكد أن "الصين هي دائما بانية للسلام العالمي ومساهمة في التنمية العالمية ومدافعة عن النظام الدولي ومقدمة للمنافع العامة"، مضيفا أن "الصين ستواصل توفير فرص جديدة للعالم من خلال تنميتها الجديدة".

مشاركة :