مباريات فوتو شوب!

  • 12/2/2013
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

من المستحيل أن تزرع الحس الصحفي والإعلامي في شخص ما حتى لو حصل على 30 شهادة دكتوراه في الإعلام، قبل سنوات ذهب أحد الزملاء المصورين الشباب لتصوير تدريب أحد الأندية الجماهيرية ولكنه عاد إلينا بعد وقت قصير، سألناه: لم عدت؟، فقال: ألغي التدريب، سألنا: لماذا؟، فأجاب: لأن الجماهير هاجموا بوابة النادي وقذفوا الحجارة على بعض المسؤولين واللاعبين وجاءت الدوريات وحدثت ملاسنات كثيرة فقررت إدارة النادي إلغاء التدريب. سألناه: رائع جدا.. وهل صورت كل ذلك؟، أجاب: لا طبعا، أنتم قلتم لي صور التدريب والتدريب ألغي!، طبعا لا حل في مثل هذه الحالات التي قد تجلب السكتة القلبية سوى نقل هذا الفتى الأنيق الخلوق إلى الأقسام الإدارية لأنه مستحيل ينجح في أي مهمة إعلامية فالموضوع ليس في جودة التصوير أو إتقانه فقط بل في الحس الصحفي الذي ينبع في الأساس من فضول فطري ومبادرة تلقائية. والقناة الرياضية السعودية بعد أن حصلت على حقوق بث مباريات كرة القدم السعودية حققت تقدما جيدا على صعيد الصورة التلفزيونية ولكنها أخفقت ــ إعلاميا ــ في عملية النقل حيث حاول مخرجو المباريات التحكم في الصورة وحصرها في عملية نقل الكرة وإبعاد الكاميرات عن أي حدث آخر في الملعب، وهذا الإخفاق لا يعود إلى افتقاد هؤلاء المخرجين للحس الصحفي فهم يملكون خبرة جيدة في نقل المباريات وتقف خلفهم شركة عالمية استعانت بها القناة بمجرد حصولها على حق نقل المباريات، ولكنهم بالتأكيد تلقوا توجيهات وتعليمات من رؤسائهم بعدم تصوير حالات دخول الملعب من قبل الجماهير والابتعاد عن تصوير حالات الغضب الجماهيري والحرص على عدم رصد ما يحدث في المنصة من مواقف مثيرة. والقصد من مثل هذه التوجيهات يأتي عادة بغرض دعم الأخلاق الرياضية العالية وعدم تشجيع السلوكيات السلبية في الملاعب وهو قصد مدرسي جيد ولكنه خال من الحس الصحفي، ما الذي يبقى من جمال النقل التلفزيوني إذا ما تم نزع ردود الفعل المجنونة في عالم كرة القدم؟ ومن قال إن عدم تصويرها سوف يمنع حدوثها؟!، بالعكس ومليون بالعكس، فعدم وجود الكاميرا التلفزيونية هي التي يمكن أن تشجع من يريد أن يقوم بفعل أخرق. الأدهى والأمر أن عدم تصويرها من كاميرات (الرياضية السعودية) لا يعني بتاتا البتة أن الناس لن يشهدوها، فكل واحد من الثلاثين ألف مشجع المتواجدين في الملعب لديه كاميرا جوال متصل بالإنترنت حيث بإمكانهم أن ينقلوا لقطات مثيرة من قلب الحدث في ذات اللحظة التي كان مخرج القناة الرياضية يوجه مصوريه بإبعاد عدسات كاميراتهم عن تصوير الموقف الذي يحدث في المدرج ثم يضع يده على رأسه لأن المعلق دون قصد أفشى هذا السر العظيم التي حاولت القناة إخفاءه!.

مشاركة :