«السدو» و«إكسبو» السهل الممتنع

  • 10/27/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كما السهل الممتنع هو معرض «إكسبو 2020 دبي»، جريء ومعقد في تصاميمه وبسيط فيها أيضاً، من بين ثناياها تطل براعة الهندسة، التي طوعت الخطوط، وشكلتها ضمن لوحات فنية تضم بداخلها تفاصيل كثيرة، على الطرف الآخر، يقف نسيج «السدو» الذي يسكن الإمارات منذ عقود طوال، في نفس الطريق السهل الممتنع.. حيث وجد فيها حرفة وفناً، ملتزماً بخطوطه وتشكيلاته الخاصة، التي لونها بالأسود والأحمر تارة وبالأبيض تارة أخرى، ليخلق منها لوحة فنية، كانت قديماً تشكل دلالة على مكانة صاحب البيت. لا مسافة تفصل بين «إكسبو 2020 دبي» و«السدو»، فهما يلتقيان معاً في الخطوط والتشكيلات، ليعكسا ثقافة المكان، فيهما تتمدد الخطوط وتحضر تشكيلات على شكل مربعات ودوائر وغيرها، حيث مددها الأول على جنبات طرقاته مستلهماً إياها من جمال «السدو» وخيوطه الناعمة التي تغزل من وبر الإبل وصوف الماعز والأغنام، وتُمد على «نول» صنعت قوائمه من خشب. للوهلة الأولى قد لا تلحظ تلك العلاقة بين «إكسبو» و«السدو»، كونها مسكونة بالتفاصيل، ولكنها ستكون جلية أمام عينيك، بمجرد أن تلقي بعينيك على الأرض وتدقق في تفاصيل الرسم وهندسة الطرقات التي تفصل بين الأجنحة، ستكتشف أن معظم التشكيلات المرسومة على جانبي الأرض، قد خرجت لتوها من بين ثنايا بساط «السدو»، وتلونت بألوانه الطبيعية، التي تبدأ حدودها مع الأسود ولا تنتهي عند البرتقالي والأصفر، ليعكس ذلك مدى العلاقة المتجذرة بثقافة المكان. «السدو» سيدة الحرف، وعلى رأس قائمة التراث غير المادي للبشرية لدى منظمة اليونسكو، واصلت كينونتها ومكانتها، بفضل الإمارات، التي اجتهدت في 2011 بتسجيلها ضمن القائمة العالمية، و«إكسبو» سيد الأحداث وقف على رأس القائمة العالمية، وبفضل الإمارات أصبح له مكان في المنطقة العربية، لأول مرة منذ أن فتحت أبوابه قبل عقود طوال. «السدو» و«إكسبو» استطاعا معاً أن يعكسا ثقافة المكان وأصالته، وهما أسلوبا تفكير وهندسة وعمارة، فالأول ليس مجرد نسيج رُقع من صوف، تتخذ من المكان فسحة لها، والثاني ليس مجرد معرض حط رحاله في المكان وسيمضي بعد أن يقفل أبوابه، وإنما هما مثالان يعكسا علاقة الإنسان مع الطبيعة. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :